- ما هو الدور الذي لعبه "عون" فى مجزرة "صبرا وشاتيلا" ؟. - ما السر وراء خطابات "عون" للكيان الصهيوني ؟. - "عون" للصهاينة: "ادعموني وسأردها لكم" !. بعد شغور منصب الرئاسة اللبنانية لنحو عامين ونصف جراء الانقسامات السياسية الحادة ، ضمن زعيم التيار الوطني الحر العماد "ميشال عون"، اكثرية نيابية قد تحقق له حلمه بأن يصبح رئيسًا في نهاية الشهر الحالي، بعدما انضم رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري إلى لائحة الداعمين له، وفي مقدمهم حزب الله والقوات اللبنانية برئاسة "سمير جعجع". ويعيد هذا الدعم المتعدد الاطراف السياسية والطائفية خلط التحالفات السياسية القائمة في لبنان منذ العام 2005، إذ تمكن "عون" من إقناع "الحريري" و"جعجع"، عدويه السابقين اللدودين بتأييده. ويعقد مجلس النواب اللبناني برئاسة " نبيه بري" جلسة حاسمة يوم السبت 31 أكتوبر، لانتخاب زعيم التيار الوطني الحر العماد "ميشال عون"، رئيسًا جديدًا للجمهورية اللبنانية، خلفًا للرئيس السابق "ميشال سليمان" ، الذي انتهت ولايته في مايو من العام 2014. وستكون هذه الجلسة المحاولة السادسة والأربعين في نوعها، بعد تعذر توصل الفرقاء اللبنانيين، على مدى أكثر من عامين، إلى إجماع بشأن اسم الرئيس الجديد، حيث تقتضي عملية اختيار الرئيس حضور وموافقة ثلثي عدد أعضاء المجلس، أي 86 من أصل 128 عضوا. وتم تحديد جلسة السبت 31 أكتوبر الجاري ، إثر إعلان رئيس الوزراء اللبناني الأسبق ورئيس تيار المستقبل "سعد الحريري" قبل أسبوع، دعمه لترشيح العماد "ميشال عون"، لرئاسة البلاد، ووصف "الحريري" موقفه الجديد بضرورة التوصل إلى "تسوية سياسية" خوفًا على لبنان. وفور ذلك، جاء إعلان الأمين العام لحزب الله اللبناني "حسن نصر الله" الداعم لترشيح "عون" لمنصب رئاسة الجمهورية. ولمن لا يعرف ، فإن تاريخ "ميشال عون" حاقل بالصفحات السوداء ، حيث أنه من أبرز العسكريين الدموين فى تاريخ لبنان الحديث ، لذا ، ترصد "الشعب" فى هذا التقرير ، ابرز مراحل "عون" الدموية. "ميشال عون".. عميل صهيوني يقترب من حكم لبنان "ميشال عون" المولود في 17 فبراير عام 1932 ، يشغل حاليًا منصب رئيس التيار الوطني الحر ، بعدما كان قائدًا للجيش اللبناني من 23 يونيو 1984 إلى 27 نوفمبر 1989، ورئيس الحكومة العسكرية التي تشكلت في عام 1988. تشير أصابع الإتهام للمسيحي الماروني "ميشال عون" بمشاركته الفعاله فى مجزرة صبرا وشاتيلا ، وكذلك علاقاته الراسخه مع قيادات الكيان الصهيوني. بدايه دخوله إلى السلك العسكري كانت عندما تطوع بصفة تلميذ ضابط وذلك بعام 1955، وتدرج في الترقية إلى أن وصل إلى رتبة "عماد" مع تعيينه قائدًا للجيش في 23 يونيو 1984. وقد تدرج قبل وصوله إلى قياده الجيش، حيث كان قد عين في 14 ديسمبر 1970 مساعدًا لقائد فوج المدفعية الأول، وفي 15 أبريل 1970 عين معاونًا لقائد كتيبة المدفعية الأولى وقائدًا للمفرزة الإدارية وآمرًا لسرية القيادة والخدمة بالوكالة. وفي 14 أغسطس 1982 عين رئيسًا لأركان قوات الجيش المكلفة بحفظ الأمن في بيروت ، وفصل إلى لواء المشاة الثامن ليؤمن قيادة اللواء بالوكالة اعتباراً من 18 يناير 1983، وبعدها في 23 يونيو 1984 عين قائدًا للجيش. الجدير بالذكر هنا ، أنه أثناء خدمته العسكرية اجتاز عدد من الدورات في فرنسا والولايات المتحدة، كما نال العديد من الأوسمة والتنويهات والتهاني منهما. "ميشال عون".. قائد كتائب التأمين فى مجزرة "صابرا وشاتيلا" لا تزال الصور التي وثقت مشاهد عشرات الجثث المتناثرة في أزقة مخيم "صبرا وشاتيلا" للاجئين في لبنان والمنازل المدمرة، وأشلاء الفتيات الممزوجة بالطين والغبار، وبركة الدماء التي تطفو فوقها أطراف طفل مبتورة، حاضرة بكامل تفاصيلها الدقيقة في ذاكرة الفلسطينيين والمناصرين لقضيتهم. ولقد كان العقيد "ميشال عون" دورًا بارزًا فى المجزرة المرتكبة بحق المدنين العزل لمدة ثلاثة أيام، وهي 16-17-18 سبتمبر، ارتقى خلالها عدد كبير من الشهداء في المذبحة من رجال وأطفال ونساء وشيوخ من المدنيين العزل، غالبيتهم من الفلسطينيين، فيما سقط أيضا خلال المجزرة لبنانيون. فلقد تم تنصيب "عون" رئيسًا لأركان قوات الجيش اللبناني المكلفة بحفظ الأمن في بيروت ، كما ترأس "عون" إجتماعًا للقوات اللبنانية التابعة للكتائب مع قادة جيش الاحتلال الصهيوني تحضيرًا لاجتياح مخيم "صبرا وشاتيلا" تحت قيادة السفاح اللبناني الماروني "إيلي حبيقة" والسفاح "سمير جعجع". ميشال عون.. عميل صهيوني بدرجة "عماد" أولى اللمحات الموثقة للعلاقة بين "ميشال عون" والكيان الصهيوني، أوردها الصحفي والكاتب الفرنسي "آلان مينارغ" في كتابه "أسرار حرب لبنان- الجزء الأول" حين وثق اقتراح الكولونيل "ميشال عون" على قائد القوات اللبنانية "بشير الجميل"، توقيع اتفاقية اعتراف متبادل وميثاق للدفاع المشترك بين لبنان والكيان الصهيوني. وأكد "مينارغ" في الجزء الثاني من كتابه قصة حرب الجبل وهي من الفصول المروعة في رواية الحرب الأهلية اللبنانية: "اعتاد الكولونيل عون قائد اللواء الثامن بالجيش اللبناني أن يتجول في دوريته برفقة ضباط إسرائيليين بكل حرية. ولقد أكدت شهادات الصحفي والكاتب الفرنسي "آلان مينارغ" دورًا رئيسًا ل"ميشال عون" في توريط مسيحيي لبنان وحزب الكتائب والقوات اللبنانية في العلاقة مع الكيان الصهيوني، إضافة إلى تحذيره الدائم من أخطار الابتعاد عنها. وتُعد الحادثة الأقوى فى تاريخ الخيانة والعمالة ل"عون" في تاريخ 15 نوفمبر عام 1989 ، حين وجه "ميشال عون" رسالة باللغة الفرنسية إلى رئيس الوزراء الصهيوني آنذلك "اسحاق شامير"، وقال له فيها: "إن سوريا تواصل مناوراتها السياسية والعسكرية لإفشال المقاومة اللبنانية، ولاسيما التي نمثلها نحن شعبيًا ودستوريًا وعسكريًا ، إن هذه المقاومة تشكل السد الأخير في وجه عدوان السوريين والقوى الأصولية المتعصبة على لبنان ، فإذا بلغت هذه القوى أهدافها، فإن عنفها سيوجه كله إلى إسرائيل". وبتاريخ 26 نوفمبر عام 1989، أرسل "عون" إلى الموساد الصهيوني خطابًا قال فيه: "الوضع حرج جداً ، نطلب جوابًا واضحًا من قبلكم ، لقد أعطى الهراوي ضوءًا أخضر لعملية سورية ، الأميركيون موافقون ، نريد معلومات عن الحشود السورية ونيات دمشق في ما يتعلق بعمل عسكري؟ ، هل هو دائم؟ ، وفي أي وقت؟ ، وما هي الجبهات التي سيشملها؟. "عون" للصهاينة: "ادعموني وسأردها لكم" ! ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية ، أن عضوًا بالكنيست الصهيوني ، قد التقي ب"عون" ، حيث يسعى الجنرال اللبناني المتقاعد لاقناع الكيان الصهيوني عن طريق عضو الكنيست ، بدعمه للرئاسة في لبنان على أن تعمل حكومة الاحتلال اللازم لدى الادارة الأميركية في هذا المجال. وأكد الصحيفة أن "عون" طلب عضو الكنيست "ايوب قرا" من حزب الليكود ، والذي تجمعهم علاقة قوية منذ سنوات أن "ادعمني في الانتخابات وأنا ساردها لكم" ، ولكن الأخير قد نقل غضب حكومة الاحتلال من "عون" بسبب تحالفه مع حزب الله ، وهذا ما حذرت من حكومة الاحتلال ، مبعوث الجنرال "ميشال عون" قبل نحو سنين إلى تل ابيب "دانييل ناصيف" وهو يحمل جواز اميركي ويعمل لحساب الخارجية الاميركية في قناة الحرة وتربطه علاقات متينة مع الاجهزة الأمنية الصهيونية. وبعد نشر عدة صور ل"عون" تجمعه مع ضباط الاحتلال الصهيوني أثناء اجتياح لبنان ، اعتبر الأول ، أن نشر صورة أرشيفية له مع ضباط صهاينة في إحدى الصحف اللبنانية ليست بالسر، وأن ما فعله ليس "سرًا"، موضحًا أن تلك الصورة تم تناقلها العديد من الصحف اللبنانية والدولية. وتعود صورة إلى العام 1982، وكان وقتها برتبة عقيد، مبتسماً فيما يصافح ممثل لقيادة الجيش قائد وحدات الاحتلال الصهيوني التي أشرفت على حصار بيروت ابان الاجتياح الواسع النطاق للبنان ، وعلى ما يبدو أن هذه الصورة هى اثناء الاجتماع الذي تم هقده قبيل تنفيذ مجزرة صبرا وشاتيلا التى أشارنا إليها فى بداية هذا التقرير.