تلقي أزمة ارتفاع سعر الدولار بظلالها على الكتب المدرسية؛ فبعد مرور حوالي شهر على بدء العام الدراسي، لم تتسلم بعض المدارس مخصصاتها من الكتب، رغم إعلان الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، الانتهاء من طباعة 90% من الكتب المدرسية ووصولها المدارس، تمهيدًا لتسليمها إلى الطلاب قبل بدء الدراسة بأيام. احتدت الأزمة بعدما هدد أصحاب المطابع بتأخير تسليم الكتب بسبب الخلافات التي نشبت بين التعليم وغرفة المطابع، بعد مطالبة الأخيرة بتعديل أسعار توريد الكتب، ضمن المناقصة المبرمة معها؛ بسبب ارتفاع الأسعار وأزمة الدولار، وهو ما رفضه مجلس الوزراء. التعاقد المبرم بين "التعليم والمطابع" تم وقتما كان سعر الدولار 7.83 جنيها، ثم ارتفع إلى 8.88 رسميًّا و15 جنيها بالسوق السوداء، ما يتسبب فى خسائر قد تصل إلى 30% لأصحاب المطابع، لا سيما أن المطابع المتخصصة فى طباعة الكتب المدرسية ممنوعة قانونًا من طباعة أي كتب أخرى، بما يمنع أصحابها من تعويض خسائرهم. أزمة نقص الكتب وصلت عدة إدارات تعليمية، منها "شرق مدينة نصر"، كما شهد العديد من مدارس بني سويف اختقاء الكتب المدرسية لمرحلة الثانوية العامة، بالإضافة إلى كتب المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وشملت قائمة الكتب التي لم تصل المدارس "اللغة العربية، الإنجليزي، والرياضة، والفرنساوي، والفيزياء والجغرافيا، والتربية الوطنية"، كما لم تصل كتب "الأحياء والميكانيكا،والتاريخ، التربية الإسلامية، والفلسفة". وتوقع أحمد حسام عبد الرحمن، رئيس شعبة الكتاب باتحاد الصناعات، انتهاء الفصل الدراسي الأول في ظل اختفاء بعض الكتب؛ لعدم قدرة المطابع على توفير الدولار الكافي لاستيراد الورق؛ لتجاهل الحكومة تخصيص حصة للمطابع من العملة الصعبة للوفاء بالتزاماتها. وقال الدكتور الدكتور محمد عبد الفتاح، الخبير التربوي، إن أزمة نقص الكتب المدرسية المتكررة سنويا، يعاني منها أولياء الأمور الذين يضطرون لشراء كتب خارجية حتى لا يفوت أبناءهم التحصيل الدراسي، مؤكدا أن وزارة التربية والتعليم لا تدرك المعاناة التي يتكبدها الأهالي بسبب أزمة الكتب الدراسية.