امتدت أعمال الشغب في بريطانيا إلى مدن أخرى وسط البلاد، فيما تسعى الحكومة إلى تعزيز قوة الشرطة وفرض الإجراءات الكفيلة باحتواء هذه الأعمال. وانتشرت جماعات المحتجين في مدن مانشستر وسالفورد وولفارهامبتون، فيما دمر آخرون واجهات المحلات وأحرقوا سيارت في مدينة وست بروميتش القريبة. ذكرت تقارير إعلامية أن بريطانيا شهدت اضطرابات لليلة الرابعة على التوالي، مع اندلاع أعمال شغب في مانشستر وسالفورد وولفرهامبتون ونوتنغهام وليستر وبرمنغهام، وكذلك أعمال نهب وحرق عمد. وذكرت وكالة برس أسوسيشن الإخبارية أن مئات الشباب اشتبكوا مع الشرطة في مانشستر. وترددت أنباء كذلك عن وقوع اشتباكات في ولفرهامبتون ووست بروميتش في ميدلاندز. وألقى مثيرو الشغب زجاجات حارقة على مركز للشرطة في نوتنغهام. ولقي ثلاثة رجال حتفهم بعدما صدمتهم سيارة في مدينة برمنغهام ليل الثلاثاء عند إحدى محطات البنزين وسط المدينة. وسادت حالة من الهدوء النسبي لندن عقب ثلاث ليال من أعمال النهب والشغب مما أدى إلى نشر نحو 16 ألف شرطي. كما شكل المئات من سكان لندن لجان دفاع ذاتي في شوارع العاصمة، وساد الهدوء ليلا في لندن التي جابتها دوريات الشرطة لكن التوتر ما زال قائما. وفي ساوثول (غرب لندن) تجمع المئات من السيخ وبعضهم يرتدي اللباس التقليدي، امام معبدهم بعد إشاعات تحدثت عن احتمال ان يستهدفه مشاغبون. وفي حي انفيلد بشمال لندن الذي شهد اضطرابات الليالي الماضية، جاب نحو مائتين من السكان الحي لحراسة الشوارع. وتجمع عدد مماثل من هواة كرة القدم ايضا في ضاحية الثام جنوب شرق المدينة، حيث سرت ايضا إشاعات باحتمال وصول مشاغبين. وفي حيي هاكني وكنتيش تاون بشمال لندن، وقف تجار غالبيتهم من الاتراك يحرسون حوانيتهم (دكاكينهم) باسلحة بسيطة. وقد نشرت شرطة (سكوتلاند يارد) ما قالت إنه المجموعة الأولى من صور التقطتها كاميرات الأمن لأشخاص يشتبه في مشاركتهم في أعمال الشغب في لندن، واعلنت (سكوتلاند يارد) ان إجمالي عدد المعتقلين على خلفية أحداث العنف في لندن وصل إلى 770 معتقلا. ووجهت إلى مائة على الأقل تهما رسمية بالتورط في أعمال العنف، ومثل 32 شخصا أمام المحكمة بتهم مثل السطو وإلحاق الضرر بممتلكات خلال الاضطرابات التي سادت في الأيام الماضية. ومن بين المتهمين مصمم رسوم وطلبة جامعات واختصاصي اجتماعي (متخصص في التعامل مع الشباب) وخريج جامعة وشخص تقدم بالفعل بطلب للالتحاق بالجيش. فيما بلغ عدد المصابين من رجال الشرطة 111، وتراوحت الإصابات بين إصابات في العين أو الرأس أو كسر في العظام بعد إلقاء المحتجين زجاجات أو طوبا عليهم، أو حتى بدهسهم. فيما أعلنت (سكوتلاند يارد) وفاة شاب عثر عليه مصابا بالرصاص مساء الاثنين في ضاحية كرويدون التي شهدت اضطرابات كبيرة. أعلن رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون أن (الشرطة تنفذ عملية كبيرة للقبض على المسؤولين عن الاحداث التي تجري في الشوارع)، واعداً ب(اننا سنفعل كل ما يلزم لإعادة النظام إلى هذه الشوارع وذلك يشكل أولوية بالنسبة لنا)، كاشفاً عن أنه تم الإعداد لخطة لاستخدام خراطيم المياه التي استخدمت في قمع احتجاجات ايرلندا الشمالية ستكون متوافرة خلال الساعات القليلة المقبلة اذا دعت الحاجة. ورأى أن (الحفاظ على الشعور القوي في المسؤولية في مجتمعنا أمر مهم وأنا مصمم على تنفيذه)، معتبراً أن (ما نراه في الشارع مشكلة أخلاقية أكثر مما هي سياسية). وشدد على أنه لا يريد أن تكون لندن مدينة مغلقة (بل ان تعود إلى حياتها الطبيعة)، لكنه أشار في الوقت عينه إلى أن (دور الشرطة أساسي للحفاظ على أمن المحال التجارية). وقال (بريطانيا لن تسمح لأجواء الخوف بان تسود في الشوارع). وأعلن ستيفن كافاناف نائب مفتش الشرطة في العاصمة (أن الشرطة تنظر حاليا في استخدام الاعيرة البلاستيكية ضد مثيري الشغب في العاصمة للمرة الاولى من نوعها، وان استخدام أي تكتيك سيتم النظر فيه بعناية). وقد اقترح عضو البرلمان ديفيد لامي تعليق خدمة (الماسنجر) على هواتف (بلاك بيري) التي يستخدمها المتظاهرون لتنظيم تظاهراتهم.