تصاعدت وتيرة القتال العنيف في محيط مدينة حلب السورية، حيث تشن المعارضة المسلحة هجوما، تسعى من خلاله لفك الحصار الحكومي عن المناطق التي تخضع لسيطرتها. ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان إن الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة حلب تشهد معارك عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها مدعمة بقصف مدفعي وصاروخي وجوي مكثف من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة فتح الشام ومقاتلون أوزبك والحزب الإسلامي التركستاني وفصائل أخرى من جهة ثانية. وأضاف المرصد، ومقره بريطانيا، أن الاشتباكات تترافق مع قصف متواصل من قوات النظام على مناطق الاشتباك ومواقع الفصائل في المنطقة، بالتزامن مع استهداف الفصائل لمناطق سيطرة قوات النظام وتمركزاته بالقذائف، وسط معلومات مؤكدة عن مزيد من التقدم للفصائل في المنطقة. وخلال الأيام الماضية، حاولت المعارضة المسلحة إعادة ربط منطقة محاصرة في شرقي المدينة بالمنطقة التي تسيطر عليها في غربها. وفجرت قوات المعارضة نفقا تحت مواقع للقوات الحكومية، في منطقة الراموسة الاستراتيجية. وقال مصدر آخر من المعارضة المسلحة لرويترز إن نحو عشرة آلاف مقاتل، و95 دبابة ومئات منصات الصواريخ تم نشرها للمشاركة فيما وصفه ب "ملحمة حلب الكبرى". وقال المصدر إن عشرات الانتحاريين تم إعدادهم، لقيادة سيارات محملة بالمتفجرات واقتحام مواقع الجيش النظامي. ووصف المرصد السوري لحقوق الإنسان هجوم المعارضة بأنه الأوسع حتى الآن، ويتضمن القتال على الجبهات الرئيسية في المدينة المقسمة. وأضاف المرصد أن القوات الحكومية استعادت السيطرة على قريتين وتلين، في الضواحي الجنوبية الغربية من حلب الثلاثاء. وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد: "تشن القوات النظامية هجوما مضادا لامتصاص الهجوم العنيف للمعارضة المسلحة". واستنجد مفتى النظام السورى، أحمد بدر الدين حسون، في تسجيل صوتي بروسيا وحزب الله والمليشيات لمواجهة قوات المعارضة السورية ووقف تقدمها نحو حلب، مؤكدا أنه "ما من خوف على حلب لأنها هي التي ستفتح الباب إلى إدلب وإلى تحقيق النصر في كل سوريا"، على حد قوله. وقال حسون: "يا أبناء الرقة ويا أبناء إدلب ويا أبناء سوريا النشامة الأبطال أنا الآن لا أناشدكم ولا أرجوكم بل أستصرخ ضمائركم، وللأصدقاء الروس وحزب الله وكل الشرفاء الذين جاؤوا من أنحاء العالم..". وتابع: "أقولها للكل.. إن الذين جاؤوا من سوريا اليوم من خارج سوريا إنما جاؤوا يدافعون عن شرفهم وقيمهم وإنسانيتهم ودينهم". ووقع الهجوم بالقرب من مكان إسقاط الطائرة الروسية من جانب قوات المعارضة، قبل ذلك بساعات، حيث قتل أفراد طاقمها الخمسة. ويعد سقوط الطائرة الروسية هو أسوأ حادث منفرد، تتعرض له القوات الروسية منذ بدء حملتها العسكرية في سوريا، في سبتمبر الماضي. وكانت حلب في السابق العاصمة التجارية لسوريا، كما كانت تزخر بآثار معمارية وتاريخية كثيرة، لكن معظم تلك الآثار تم تدميره ونهبه خلال خمس سنوات من الحرب. وأعلنت الحكومة السورية وروسيا عن فتح ما سموه ممرات إنسانية، للمدنيين ومقاتلي المعارضة الراغبين في الاستسلام، لكن عددا قليلا من الأشخاص استخدموها حسبما أفادت الأنباء.