قتل خمسة جنود روس الاثنين اثر اسقاط المروحية التي كانوا يستقلونها في سوريا، في حادث هو الاكثر دموية لموسكو منذ بدء تدخلها في النزاع في هذا البلد. وتزامن اسقاط هذه المروحية مع هجوم يشنه مقاتلو المعارضة مع حلفاء لهم من الجهاديين ضد القوات الحكومية على اطراف مدينة حلب في محاولة لتخفيف الحصار الذي يفرضه النظام السوري على الأحياء الشرقية من المدينة التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة المسلحة. واعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان بثته وكالات الانباء الروسية ان مروحية عسكرية روسية اسقطت الاثنين بينما كانت تشارك في "العملية الانسانية" الجارية في مدينة حلب السورية ما ادى الى مقتل ركابها الخمسة وهم ضابطان وطاقم من ثلاثة افراد. وقال بيان الوزارة "في الاول من اغسطس في محافظة ادلب، اطلقت نيران من الارض اسقطت مروحية نقل عسكرية من طراز مي-8 في طريق عودتها الى قاعدة حميميم الجوية (شمال شرق) بعدما سلمت مساعدات انسانية في مدينة حلب". واعلن الكرملين بعد ذلك مقتل العسكريين الخمسة الذين كانوا على متن المروحية. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين "حسب المعلومات المتوفرة لدينا من وزارة الدفاع، فان الذين كانوا على متن المروحية قتلوا كابطال لانهم كانوا يحاولون تغيير وجهة المروحية لتقليل عدد الضحايا على الارض". ووصف الجنرال سيرغي رودسكوي اسقاط المروحية بانه "عمل ارهابي" وقال ان وزارة الدفاع لا تزال تحاول تاكيد مصير العسكريين الروس "عبر جميع القنوات الممكنة". ولم تعرف على الفور الجهة المسؤولة عن اسقاط المروحية. ويعد هذا الحادث اكثر الهجمات دموية على القوات الروسية في سوريا منذ بدأت موسكو تدخلها لدعم حكومة الرئيس بشار الأسد في سبتمبر الماضي. ويرفع هذا الهجوم الى 18 عدد العسكريين الروس الذين قتلوا منذ بدء تدخل موسكو في النزاع. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان "أن الطائرة المروحية سقطت في ريف سراقب الشمالي الشرقي بالقرب من الحدود الإدارية مع ريف حلب". ويبسط "جيش الفتح" سيطرته على محافظة ادلب، وهو عبارة عن تحالف فصائل اسلامية على رأسها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) التي فكت ارتباطها مع تنظيم القاعدة مؤخرا. -هجوم مضاد للمعارضة في حلب- تواصلت الاثنين المعارك بين مقاتلي الفصائل المعارضة مع حلفاء لهم من الجهاديين، والقوات الحكومية في جنوب وجنوب غرب مدينة حلب. وتعد هذه المعارك جزءا من الهجوم المضاد الذي شنته الفصائل مساء الأحد ضد القوات الحكومية في محاولة لتخفيف الحصار الذي يفرضه النظام السوري على الأجزاء التي يسيطر عليها المعارضون في شرق المدينة. وأسفرت تلك المعارك عن مقتل 28 مدنيا على الأقل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بحسب ما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء الاثنين. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن من بين القتلى "ستة أطفال وثماني مواطنات" في حيين خاضعين لسيطرة النظام في حلب، مشيرا إلى إصابة العشرات بجروح. غير أن وكالة سانا الرسمية للانباء تحدثت عن مقتل 20 مدنيا وعشرات الجرحى خلال يومي الأحد والاثنين. وذكر المرصد ان الفصائل المقاتلة احرزت تقدما بسيطا خلال الليل الا ان الاشتباكات العنيفة تواصلت الاثنين مع قيام الطائرات الحربية الحكومية بشن غارات في هذه المنطقة. وتشهد مدينة حلب، التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد، منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وتبادلا للقصف بين الفصائل المقاتلة التي تسيطر على الاحياء الشرقية من المدينة، وقوات النظام التي تسيطر على الاحياء الغربية. وعمدت القوات الحكومية، منذ اسابيع، الى محاصرة الاحياء الشرقية بعد ان تمكنت من قطع طريق الامداد الاخير اليها، ما اثار المخاوف من حدوث ازمة انسانية لنحو 250 الف شخص محاصرين هناك. واشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان الهدف من الهجوم الذي شنه المقاتلون هو الاستيلاء على ضاحية الراموسة التي يسيطر عليها النظام على المشارف الجنوبية للمدينة. واوضح عبد الرحمن للوكالة "ان الطريق الذي يمر عبر الراموسة يعد طريق الامداد الرئيسي للقوات النظامية المؤدية الى المناطق الخاضعة لسيطرته في غرب حلب". واضاف "ان بامكان القوات النظامية الالتفاف والمرور عبر الشمال لكن الطريق المار من هناك اشد صعوبة واكثر خطرا". وتابع عبد الرحمن "كما ان المدنيين يستخدمون بشكل اساسي طريق الراموسة من اجل الدخول او الخروج من الاحياء التي تسيطر عليها القوات الحكومية في المدينة". وقالت حركة احرار الشام الاسلامية على تويتر انها تشارك في المعارك العنيفة قرب الراموسة وتتقدم باتجاه طريق تموين قوات النظام. وذكرت وكالة سانا الرسمية للانباء ان هجوما صاروخيا شنه المسلحون ونيران القناصة قرب الراموسة اديا الاثنين الى مقتل اربعة اشخاص من بينهم ثلاث نساء. وقدر المرصد عدد القتلى بستة اشخاص. -ممرات انسانية- وذكرت سانا ان المدنيين يستخدمون الطريق كالمعتاد، الا ان السكان القاطنين في الاحياء الغربية اعربوا عن تخوفهم من ان يجبرهم الهجوم على الفرار. وقال الصيدلي حسام قصاب (32 عاما) "في حال تمكن المسلحون من فك الحصار فسيقومون بمحاصرتنا وقطع طريق خناصر الذي يعد شريان حلب الوحيد". واقر مصدر أمني سوري بحدوث الهجوم، الا انه قال ان القوات الحكومية صدته. وافاد مصدر امني لوكالة فرانس برس عن "محاولات تسلل قام بها المسلحون لبعض النقاط العسكرية في الريف الجنوبي والجنوبي الغربي وتم التصدي لها عبر جميع الوسائط النارية المتاحة". وأثار الحصار الذي تفرضه القوات النظامية على الاحياء الشرقية لحلب منذ 17 تموز/يوليو المخاوف من حدوث ازمة انسانية والتسبب بالموت جوعا للسكان المتبقين والذين كشفوا عن نقص كبير للمواد الغذائية وارتفاع اسعارها. واعلنت موسكو الخميس عن فتح "ممرات انسانية" من الاحياء الشرقية المحاصرة والتي تسيطر عليها المعارضة في حلب نحو الاحياء التي تسيطر عليها القوات الحكومية امام المدنيين والمسلحين الراغبين بالمغادرة. كما اعلنت موسكو والاعلام الرسمي السوري السبت خروج "عشرات العائلات" من احياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة عبر الممرات "الانسانية" التي فتحها النظام السوري بين شطري المدينة، لكن سكانا ومقاتلين معارضين نفوا هذا الامر. وفي ريف المدينة، اعلن المرصد عن سيطرة قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولاياتالمتحدة على نحو 40 بالمئة من مدينة منبج في محافظة حلب معقل تنظيم الدولة الاسلامية بشمال سوريا. وتمكنت هذه القوات التي تضم مقاتلين اكرادا وعربا من التقدم في المدينة التي تعتبر معقلا للجهاديين على مقربة من الحدود مع تركيا بفضل الضربات الجوية التي شنها التحالف الدولي بقيادة واشنطن.