دخان متصاعد بعد غارات على طريق الكاستيلو الاستراتيجي المؤدي إلى حلب «صورة من رويترز» أحكم الجيش السوري الحصار بشكل كامل علي الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب شمال سوريا، في حين قالت مصادر من المعارضة أن مناطق خاضعة لسيطرتها في المدينة وريفها تعرضت لقصف غير مسبوق وذلك غداة سلسلة انفجارات في مراكز تصنيع عسكري تابعة للجيش السوري في حلب. وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الحكومية تمكنت بعد عشرة أيام من جعل طريق الكاستيلو في مرمي نيرانها، من الوصول إليه وبناء حواجز ترابية مدعومة بغطاء جوي روسي، علماً بأنه الطريق الوحيد المؤدي إلي المناطق التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة في حلب. وأشار المرصد إلي مقتل 16 مقاتلاً من الفصائل أثناء الاشتباكات في المنطقة. وتدور منذ السابع من يوليو معارك ضارية في محيط الكاستيلو من الجهتين الشرقية والغربية بين قوات النظام والفصائل المعارضة. وباتت الأحياء الشرقية التي يقطنها أكثر من مائتي ألف شخص، وفق المرصد السوري، منذ ذلك الحين محاصرة عملياً ليكتمل صباح أمس حصارها بشكل كامل. وقالت مصادر في المعارضة لموقع «سكاي نيوز» الإخباري أن المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب وريفها تعرضت لقصف جوي ومدفعي غير مسبوق بالتزامن مع هجوم بري للقوات الحكومية. كما نقل الموقع عن ناشطين سوريين قولهم إن حرائق ضخمة اندلعت في مراكز تصنيع عسكري التابعة للجيش السوري في حلب، متسببة في سلسلة انفجارات سمعت علي بعد عدة كيلومترات. وأوضح الناشطون أن سبب تلك الحرائق مجهول، وأن بعض الطائرات القابعة في مدارج بتلك المراكز احترقت. من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن السلطات سيطرت علي انفجارات وقعت في تلك المراكز إثر خلل تقني. وقالت إن أي أخبار أخري يتم تداولها إعلامياً حول الموضوع «غير صحيحة». وتتقاسم قوات النظام والفصائل منذ عام 2012 السيطرة علي أحياء مدينة حلب، ثاني كبري مدن سوريا وإحدي المعارك المحورية في الحرب. وتحولت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع الذي تشهده سوريا منذ عام 2011 إلي سلاح حرب رئيسي تستخدمه جميع الأطراف المتنازعة. ويعيش بحسب الأممالمتحدة نحو 600 ألف شخص في مناطق غالبيتها محاصرة من قوات النظام.