نشر شادي عبد السلام، الكاتب والمؤلف المصري، تقاصيل ووثائق جديدة تؤكد كذب ادعاءات نظام عبد الفتاح السيسي حول ملكية السعودية لجزيرتى تيران وصنافير. وتساءل عبد السلام، الحاصل على ماجستير إدارة الأعمال قسم تمويل من جامعة ماستريخت الهولندية، أين الإثباتات التى تؤكد أن الدولة العثمانية – التي كانت أرض الحجاز تتبعها في الحرب العالمية الأولى– كانت معترفة بتبعية تيران لمصر؟. وأجاب في تدوينة مطولة نشرتها صفحة 6 أبريل على الفيس بوك، “إنها في مفاوضات ما قبل ترسيم الحدود في اتفاقية 1906 عرضت تقطع مثلث العريشالسويس رأس خليج العقبة لصالح تركيا، بحيث توصل لقناة السويس، أو تشد خط بالطول من العريش لرأس محمد، بحيث تأخذ شرق هذا الخط، وتشرف على مدخل مضيق العقبة بالجزيرتين تبعه… ومصر وبريطانيا رفضوا… كما تبين إحدى الخرائط التى قدمها.
وأضاف “ثانيًا: إن سبب ترسيم الحدود أساسًا في 1906 هو طمع تركيا وحليفتها ألمانيا في الوصول يا إما لقناة السويس أو لمضيق خليج العقبة. ودي كانت بوادر الصراع الخفي اللي وصَّلنا في الآخر للحرب العالمية الأولى في 1914 اللي ألمانياوتركيا فيها حاربوا ضد بريطانيا. وتابع يقول “ثالثً: إن تركياوألمانيا حاولوا فعلاً ياخذوا تيران في 1911 بعد ما اتفاقية 1906 موصلتهمش لحاجة. ليه هيحاولوا ياخدوها لو كانت تبع الدولة العثمانية؟!… شوف الوثيقة.
رابعًا: حتى بعد اتفاق بريطانيا مع الشريف حسين على الثورة ضد تركيا في الحرب العالمية الأولى، في مقابل إعلانه ملك ع العرب، مكانش في الاتفاق ده أي ذكر لسيناء أو لجزرها، لأنها ببساطة أرض تحت الاحتلال البريطاني. وبعد ما وعدوه بالشام وفلسطين والجزيرة العربية والعراق، صفصف الاتفاق على الأردن لابنه عبد الله، والعراق لابنه فيصل، وشبه الجزيرة العربية نفسها راحت تدريجيًا ل آل سعود بعد الهزيمة في 1919“. 5 وتساءل عبد السلام: “طيب فيه دليل إن مصر كانت مُعتبرة تيران تبعها؟ وأجاب “فيه كتير أوي. خلِّينا في أوضح حاجتين، أولاً: إن مصر بموجب معاهدة 1936 كانت مُلزمة بتقديم التسهيلات للإنجليز في وقت الحرب وحق استخدام المواني والأرض. وإن إنجلترا عملت مناورات حربية في تيران في الحرب العالمية التانية، وإن القوات المصرية تمركزت في الجزيرة عشان تحمي ضهر الإنجليز من هجوم الغواصات الألمانية أو الإيطالية في البحر الأحمر.
ثانيًا: بعد ما إسرائيل بالتنسيق مع بريطانيا خدت ميناء أم الرشراش وحوّلته لإيلات في 1949، وبقى ليها منفذ على خليج العقبة، مصر قفلت الخليج قُدَّام الصهاينة بالتنسيق مع السعودية في 1950… بس مش في شكل تنازل من السعودية لمصر، بدليل الجملة دي من رد المندوب المصري في أرشيف الأممالمتحدة لما إسرائيل اشتكت في 1954: “وأما عن الجزيرتين اللتين احتلتهما مصر في خليج العقبة، فهما جزيرتان مصريتان سبق أن احتلتهما القوات المصرية في 1906 في أثناء وضع الحدود بين مصر والبلاد العثمانية، فلم يكن في ذلك الاحتلال مفاجأة، ومنذ أن انتهت العلاقة بين مصر والدولة العثمانية ظلت الجزيرتان مصريتين. وأبرمت مصر اتفاقًا مع المملكة السعودية، لا لتقرير ضم الجزيرتين إلى مصر، بل لبيان الحدود”… ركِّز في آخر حتة دي! مصر ماتفقتش على ضم الجزيرتين أو التنازل عنهم، ده بس إجراء شكلي لبيان حدود مصر، والتركيز بعد كده لمواجهة إسرائيل. ده كان الرد المصري الرسمي في 1954!.. آه بالنسبة لكلمة “احتلال”… في لغة السياسة الرسمية احتلال يعني حيازة مش يعني اغتصاب”.
كما عاد ليتساءل: طيب إيه موقف المجتمع الدولي؟ أولاً: مفيش خطاب من السفير الأمريكي في 1950 بيقول إن الجزيرتين تبع السعودية. البهوات المؤيدين مترجمين الجواب غلط ثانيًا: فيه خطاب من السفير البريطاني في 1951 بيقر فيه إن تيران في المياه الإقليمية المصرية. شوف الجواب. طيب إيه موقف السعودية؟ السعودية شايفة إن الجزيرتين من حقها. بس عمرها ما طالبت بيهم غير بعد انتصار أكتوبر ومفاوضات السلام! ليه؟ لأنها مكانتش تقدر تواجه إسرائيل عسكريًا ولا حتى دبلوماسيا.
ولما قررت تشتكي إسرائيل في الأممالمتحدة بعد عدوان 1956، مجابتش سيرة الجزيرتين دول خالص وقت لما إسرائيل احتلتهم. وبعد ما إسرائيل انسحبت من سيناء في مارس 1957، بعتت تشتكي من اختراق المياه الإقليمية لراس الشيخ حميد على مدخل خليج العقبة من الشرق. (راجع مقال تيران ع الصفحة) وفي فترة الاحتلال الطويلة للجزيرتين من 1967 ل 1973 عمرها ما طالبت بحقها في الجزيرتين، وحتى لما شاركت قوات سعودية في تحرير الأراضي العربية في الحرب، مابعتتش قوات لتحرير تيران الأقرب لحدودها. بعتت قوات لسوريا شاركت في معركة تل مرعي، طيب إيه حكاية القرار الجمهوري بتاع 1990؟ ولا أي حاجة! مصر كلّفت خبراء من عندها في 2006 يبحثوا موضوع الجزيرتين بتعليمات من مبارك. وكان بيسوِّف مع الأشقاء، لأنه مش عايز يزعَّلهم ولا عايز يدّيهم جزر مهمة إستراتيجيا جدا لو قامت حرب. ليه الجزيرتين رجعوا دلوقتي تحديدًا؟ مصر ضهرها للحيطة! دعم سياسي دولي متذبذب. ودعم مادي مش مكفِّي. والأشقاء في السعودية فاهمين وشاطرين. هي دي اللحظة التاريخية المناسبة اللي ناخد فيها الجزيرتين من غير ما حد يقدر يعترض… ده غير الخلفيات السرية للمصالح الصهيونية والأمريكية في الموضوع ده. سيبك من كل ده… عُمرك شُفت نظام حاكم بيسلّم أرض من غير ما يقاوح أو يلامض. بالعكس ده بيقدّم كل البراهين على عدم ملكيته للأرض. في الوقت اللي السعودية ماقدّمتش حتى رسالة ع الواتساب بتثبت ملكية الجزر! صفقة وافتكروها هتعدّي بالساهل“.