قال مصدر قضائي بوزارة العدل، أن جهاز الكسب غير المشروع بوزارة العدل انتهى من التصالح مع رجل الأعمال محمود الجمال، صهر الرئيس المخلوع حسني مبارك، بالتصالح مع الدولة مقابل سداده مبلغ 238 مليون جنيه؛ لإغلاق ملفات الفساد الخاصة به. وأوضح المصدر القضائي، أنه تم غلق قضية الكسب غير المشروع لمحمود الجمال بعد التصالح مع الدولة، والذي تم بالتنسيق مع النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية في ما يخص تعامل الدولة معه مثل مسألة وضعه على قوائم ترقب الوصول والتحفظ على الأموال. وأضاف أن ملفات التصالح يتم عرضها على مجلس الوزراء للموافقة عليها بعد الانتهاء منها، تمهيدًا لاتخاذ قرار انقضاء الدعوى الجنائية ضد رجال الأعمال الذين تمت المصالحة معهم، وفقًا للتعديلات الجديدة لقانون الكسب غير المشروع التي حددت آلية التصالح. والاتهامات الموجهة إلى رجل الأعمال محمود الجمال جاءت إثر بلاغات عدة قدمت ضده فى عام 2011، وأحيلت لقاضى التحقيق فى قضية فساد وزارة الزراعة، والتى اتهمته ورجل الأعمال "صلاح دياب" وآخرين، بالحصول على مساحات شاسعة من الأراضى بطريق مصر الإسكندرية الصحراوى من وزارة الزراعة بأسعار زهيدة، وقيامهما بتحويلها إلى منتجعات سياحية على نحو يمثل استيلاءً على أراضى الدولة ومنع استخدامها فى الأغراض المخصصة من أجلها وهو الاستصلاح والاستزراع، وذلك بالتواطؤ مع مجلس إدارة هيئة التنمية والمشاريع الزراعية. كما جاء أن "صلاح دياب" و"محمود الجمال" قاما بإنشاء شركة تدعى "صن ست هيلز للاستثمار" عام 1995 وحصلا بموجبها على 750 فدانًا بطريق مصر - إسكندرية الصحراوى، بموجب موافقة من مجلس إدارة هيئة التعمير والتنمية الزراعية بسعر 300 جنيه للفدان بغرض الاستصلاح والاستزراع. وبلغ سعر الفدان وقت التعاقد معهما ما بين 5 و7 آلاف جنيه، فيما تبين أنهما لم يقوما بزراعتها وحولاها لمنتجعات سياحية وأهدرا الثروة المائية الجوفية لتلك الأراضى بإقامتهما بحيرات صناعية للمنتجعات وقاما ببيعها بأرقام باهظة تقدر قيمتها بمليارات الجنيهات. وتبين أن هيئة التنمية الزراعية قامت بتحرير عقود بيع نهائية للشركة من دون الحصول على موافقات الجهات المعنية التى ينص عليها القانون وهى الآثار والدفاع والرى، وأن "الجمال" و"دياب" وآخرين قاموا بالحصول على حكم قضائى بصحة ونفاذ عقد بيع الأراضى لهم بالتواطؤ مع المسئولين بهيئة التعمير. وينتمى محمود الجمال إلى أسرة الجمال الدمياطية العريقة، وتتمتع أسرته بشهرة واسعة، كان تلميذاً فى مدرسة الجزويت الفرنسية، ثم تخرج فى كلية الهندسة جامعة القاهرة. "الجمال" لم ينتمِ لأى حزب أو تيار أو جماعة وعاش حياته كلها بعيداً عن صخب الخلافات والصراعات السياسية، رفض أن يعمل فى الحكومة واختار منذ تخرجه العمل الحر، ويملك شركة للتنمية السياحية ومقرها فى شارع شجرة الدر بالزمالك، وتخصصت الشركة فى إقامة وإنشاء القرى السياحية. ومن أبرز مشروعاتها قرية خليج العين ( العين بايى) العين السخنة (122 كيلو مترًا جنوبالقاهرة) وهى ثانى مشروعات الشركات بعد مشروع منتجع العين وأقيمت القرية على مساحة 450 فدانًا وبطول كيلو متر واجهة على مياه البحر الأحمر فى عام 1987 أسس شركات "أيكات للمشروعات والمعارض وهى شركة تصدير واستيراد، تخصصت فى مجال أنظمة الرى ومعالجة مياه الشرب، يتميز الجمال بأنه قليل الظهور فى المجتمعات العامة غير محب للإعلام وليس لديه رغبة أو تطلع لأى تلميع حسب تعبير رجل الأعمال صلاح دياب. وهو رجل الأعمال الثانى الذى يضاف إلى قائمة أسرة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك بعد زواج ابنته خديجة الجمال من جمال مبارك وقبله كان "مجدى راسخ".