فعاليات ب«لغة الإشارة» إطلاق المرحلة الثالثة من مبادرة «أسرتى قوتى»    رئيس الغرفة الفرنسية: السوق المصري الأكبر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا    أبو الغيط: الإرادة الدولية متفقة على إنهاء الاحتلال الاستيطاني العنصري    ترامب: عقوبات جديدة على روسيا ما لم تنه الحرب في 10 أيام    أحمد موسى: أحمد موسى: الإخواني لا يتردد في قتل أخيه.. والمرشد الحقيقي للجماعة هو بنيامين نتنياهو    العفو الدولية تحذر ألمانيا من أن تصبح شريكة في "جرائم الحرب" الإسرائيلية    «شيكودى» يغيب عن بتروجت 3 أشهر للإصابة    أحمد ربيع يكشف عن تفاصيل مفاوضات الزمالك وطموحاته مع الأبيض    «الأخبار» ترصد حكايات من دفتر احتضان الوطن    تجارة المزاج تقود عامل للسجن المؤبد وغرامة 200 ألف جنية بشبرا الخيمة    «التعليم» تحدد موعد بداية العام الدراسي الجديد 2025-2026.. (الخريطة الزمنية)    إصابة 3 أشخاص بطلقات نارية فى مشاجرة بمدينة إدفو بأسوان    منى الشاذلي تستضيف عالمة المصريات مونيكا حنا.. غدًا    "جالي فيروس".. صبري عبد المنعم يكشف تطورات حالته الصحية    عمرو دياب vs تامر حسني.. من يفوز في سباق «التريند»؟    «السياحة والآثار»: المتحف القومي للحضارة شهد زيادة في الإيرادات بنسبة 28%    أمين الفتوى: الشبكة جزء من المهر يرد في هذه الحالة    ما الذي يُفِيدُه حديث النبي: (أفضل الأعمال الصلاة على وقتها)؟.. الإفتاء توضح    هل يُحاسب الطفل على الحسنات والسيئات قبل البلوغ؟    تحذير عالمي| سرطان الكبد يهدد جيل الشباب    لمرضى التهاب المفاصل.. 4 أطعمة يجب الابتعاد عنها    سعر ومواصفات 5 طرازات من شيرى منهم طراز كهرباء يطرح لأول مرة فى مصر    رئيس جامعة برج العرب في زيارة رسمية لوكالة الفضاء المصرية    نقابة المهن التمثيلية تهنئ الفائزين بجوائز الدولة التقديرية فى الفنون والآداب    الغندور: صفقة تاريخية على وشك الانضمام للزمالك في انتقال حر    نصائح للاستفادة من عطلات نهاية الأسبوع في أغسطس    مبابي ينتقل لرقم الأساطير في ريال مدريد    حكم الرضاعة من الخالة وما يترتب عليه من أحكام؟.. محمد علي يوضح    خالد الجندي: الذكاء الاصطناعي لا يصلح لإصدار الفتاوى ويفتقر لتقييم المواقف    محافظ الدقهلية يهنئ مدير الأمن الجديد عقب توليه منصبه    بدء انتخابات التجديد النصفى على عضوية مجلس نقابة المهن الموسيقية    من أجل قيد الصفقة الجديدة.. الزمالك يستقر على إعارة محترفه (خاص)    ضخ المياه بعد انتهاء إصلاح كسر خط رئيسى فى المنصورة    تأجيل محاكمة المتهم بإنهاء حياة شاب بمقابر الزرزمون بالشرقية    برلمانية تطالب بإصدار قرار وزاري يُلزم بلم شمل الأشقاء في مدرسة واحدة    خاص.. الزمالك يفتح الباب أمام رحيل حارسه لنادي بيراميدز    "ياعم حرام عليك".. تعليق ناري من شوبير على زيارة صلاح للمعبد البوذي    وزير العمل ومحافظ الإسكندرية يفتتحان ندوة للتوعية بمواد قانون العمل الجديد    هآرتس تهاجم نتنياهو: ماكرون أصاب الهدف وإسرائيل ستجد نفسها في عزلة دولية    حتى لا تسقط حكومته.. كيف استغل نتنياهو عطلة الكنيست لتمرير قرارات غزة؟    38 قتيلا حصيلة ضحايا الأمطار الغزيرة والفيضانات العارمة فى الصين    وزارة الأوقاف تعقد (684) ندوة علمية بعنوان: "خيرُكم خيرُكم لأهله وأنا خيرُكم لأهلي"    20% من صادرات العالم.. مصر تتصدر المركز الأول عالميًا في تصدير بودرة الخبز المُحضَّرة في 2024    أمين الفتوى: مخالفات المرور الجسيمة إثم شرعي وليست مجرد تجاوز قانوني    وزير العمل: مدرسة السويدي للتكنولوجيا تمثل تجربة فريدة وناجحة    وزير الدفاع يلتقي رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستانية - تفاصيل المناقشات    نقيب الأشراف: كلمة الرئيس بشأن غزة نداء للمجتمع الدولي لوضع حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية    الأمراض المتوطنة.. مذكرة تفاهم بين معهد تيودور بلهارس وجامعة ووهان الصينية    بالأرقام.. رئيس هيئة الإسعاف يكشف تفاصيل نقل الأطفال المبتسرين منذ بداية 2025    حزب الجيل يختتم دعايته ل انتخابات مجلس الشيوخ بمؤتمر في المنصورة    منال عوض: تمويل 16 مشروعا للتنمية بمصر ب500 مليون دولار    «بيفكروا كتير بعد نصف الليل».. 5 أبراج بتحب السهر ليلًا    مقتل وإصابة خمسة أشخاص في إطلاق نار بولاية نيفادا الأمريكية    أُسدل الستار.. حُكم نهائي في نزاع قضائي طويل بين الأهلي وعبدالله السعيد    أسعار الأسماك اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025 في شمال سيناء    الكهرباء: الانتهاء من الأعمال بمحطة جزيرة الذهب مساء اليوم    موعد مرتبات شهر أغسطس.. جدول زيادة الأجور للمعلمين (توقيت صرف المتأخرات)    السيطرة على حريق بمولد كهرباء بقرية الثمانين في الوادي الجديد وتوفير البديل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القصة الكاملة.. شيرين عرفة تكتب: بروايات ساذجة وتلفيق غبي..هكذا أثبت النظام أنه من قتل ريجيني
نشر في الشعب يوم 26 - 03 - 2016

في الثالث من فبراير 2016 ظهرت جثة الشاب الإيطالي "جوليو ريجيني" مقتولاً بطريق مصر إسكندرية الصحراوى بعد إختفائه قسريا ولمدة 10 أيام منذ أحداث ذكرى 25 يناير 2016
●وزارة الداخلية في أول تصريح لها : الشاب الإيطالي "جوليو ريجيني" قتل في حادث مروري
●جثمان ريجيني يظهر تعذيبا بشعا وممارسات لا إنسانية مورست معه قبل الوفاة
الطب الشرعي بمصر كشف أن تشريح جثة ريجيني أظهر وجود كسور وإصابات مختلفة، إضافة إلى علامات صعق بالكهرباء في أماكن حساسة ، بالإضافة لعلامات جروح قطعية بآلة حادة في مناطق متفرقة بالجسد ، وآثار اعتداء وحشي بعصي ولكم وركل.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر بارز في الطب الشرعي أنه تم تسجيل إصابات داخلية في مختلف أنحاء جسم ريجيني ونزيف حاد في المخ.
كما صرّح وزير الداخلية الإيطالي "أنجلينو ألفانو" بأن تشريحا ثانيا جرى بإيطاليا أظهر أن الشاب تعرض لممارسات حيوانية بشعة، حسب وصفه، حسب "كلمتي".
●ريجيني وثورة يناير ووزارة الداخلية:
درس ريجيني الاقتصاد بجامعة كامبريدج البريطانية، وانتقل إلى القاهرة منذ سبتمبر الماضي ليتابع دراساته العليا المتعلقة بالتنمية، حيث يشغل منصب باحث زائر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. جدير بالذكر أن رسالة الدكتوراه خاصته قد تناولت "دور النقابات العمالية المستقلة بعد ثورة 25 يناير"
خبراء قانونيون في مصر وإيطاليا يؤكدون أن التعذيب بهذا الشكل المروع الذي حدث لريجيني في جريمة لم تكن بغرض السرقة وليس في مشاجرة ،إنما هو لنزع اعترافات ربما من القتيل!
●بعد اتهامات عدة طالت وزارة الداخلية المصرية في إخفاء ريجيني قسريا ثم تعذيبه وقتله ؛ الداخلية في بيان لها : لا علاقة لنا بقتل ريجيني او تعذيبه ونتحرى عن هذا الأمر للوصول للفاعل-
●السيسي ونظامه كعادتهم منذ الوصول للحكم يلقي بالتهمة على جماعة الإخوان المسلمين.

"عبد الفتاح السيسي" في خطبة له في 20 فبراير الماضي : أهل الشر هم من أسقطوا الطائرة الروسية ليفسدوا علاقتنا بروسيا وهم من قتلوا "ريجيني" ليفسدوا علاقتنا بإيطاليا.
وقد فسرها محللون بأنها إشارة منه لجماعة الإخوان المسلمين التي طالما اتهمها بأنها السبب وراء أي فشل تقع فيه الدولة المصرية داخليا أو خارجيا منذ إنقلاب الثالث من يوليو 2013
●الإعلام الإيطالي يسخر من السيسي ونظامه وتعامله مع قضية ريجيني:
صحيفة مانيفيستو الإيطالية : ذكرت أن مصدرا رفيع المستوى في الرئاسة المصرية، صرح الجمعة 4 مارس لوسائل الإعلام الإيطالية بالقول، إن "تنظيم الدولة هو من أسقط الطائرة الروسية وهم من قتلوا الشاب الإيطالي من أجل تشويه صورة مصر في الخارج، والإساءة لعلاقاتها الدبلوماسية، وبالطبع استفاضت الصحيفة في السخرية من ذاك الطرح.
واعتبرت أن التعامل المصري مع هذه القضية "غابت عنه الجدية والشفافية، حيث إن التحقيق الذي فتحه المدعي العام في الجيزة ظل سريا، ولم يتم إطلاع المحققين الإيطاليين عليه، رغم أنهم جاءوا من روما إلى القاهرة للمشاركة في التحقيقات، وهو ما أثار استياء كبير المحققين الإيطاليين سيرجيو كاليوكو"، حسب "كلمتي".
وقالت إن "رواية عبد الفتاح السيسي" وصلت بشكل رسمي عن طريق وزارة الخارجية المصرية إلى السفارة الإيطالية في مصر مساء الخميس، وكانت مرفقة ببعض الوثائق التي ظلت إيطاليا تطالب بالاطلاع عليها منذ شهر كامل.
وأشارت إلى أن الوثائق المرسلة من الجانب المصري؛ تضمنت جانبا من محاضر استجواب الشهود، وكشفا لشركة الاتصالات حول هاتف الضحية، وملخصا مقتضبا حول ما خلص إليه الطبيب الشرعي إثر عملية التشريح في الرابع من شباط/ فبراير الماضي.
وأكدت الصحيفة أن غياب الجدية من الجانب المصري في التعامل مع القضية كان واضحا، حيث إن هذه الوثائق تم إرسالها في نسخ ورقية عادية، وباللغة العربية، كما أنها لم تكن مرفقة بأي مقاطع فيديو، أو تسجيلات صوتية، أو صور من الهاتف أو كاميرات المراقبة، وحتى إن تقرير الطب الشرعي كان منقوصا، وصور الجثة لم تكن واضحة ومكتملة، وهو ما أثار استياء المحققين الإيطاليين الذين أكدوا فور تسلم هذه الوثائق أنها لا تصلح لشيء.
●بتبريرات بائسة وأسلوب ممتهن ..السيسي لصحيفة إيطالية : كما قتل من عندكم شاب بمصر ، لدينا عندكم مصري مختفٍ ، وواحدة بواحدة
السيسي في حوار مع صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية ، وبعد سؤاله عن تطورات قضية "ريجيني" وعن التوصل لقاتله أم لا ، أكد أن هذا الحادث فردي ولا يجب ألا يفسد العلاقات بين مصر وإيطاليا ،وأشار إلى اختفاء المواطن المصري "عادل معوض" المقيم في إيطاليا منذ 5 أشهر دون الكشف عن أسباب اختفائه أو المتسببين فيه،
"وهو ما اعتبره البعض أسلوب بائس لا يليق برئيس دولة يدلي بتصريحات رسمية لوسائل إعلام أجنبية"
●البرلمان الأوروبي يدين مقتل ريجيني وتعذيبه ويحمل السلطات المصرية المسئولية كاملة:
أصدر البرلمان الأوروبي قرارا يدين ما وصفه ب"تعذيب جوليو ريجيني واغتياله في ظروف غامضة"، معتبرا أن "حادث مقتله ليس الوحيد إذ يأتي في سياق ظاهرة متكررة تشمل حوادث تعذيب واعتقال وقتل في مصر خلال السنوات الأخيرة".
●الإعلام المصري يختلق روايات عدة تزيد من حدة الفضيحة في الإعلام العالمي
استمعت النيابة لشاهد جديد في قضية "ريجيني" ويدعى "محمد فوزي" مهندس معماري ، والذي أكد في أقواله أمام مدير نيابة حوادث جنوب الجيزة، أنه تصادف وجوده بشارع "ظهر الجمال" خلف القنصلية الإيطالية في يوم 24 يناير الماضي ما بين الساعة الخامسة والسادسة مساء، وأنه شاهد شخصًا يقف بجوار القنصلية يتحدث باللغة الأجنبية وحدثت مشادة كلامية بينه وبين "جوليو ريجيني" كادت تتطور للتشاجر بالأيدي.
وأضاف الشاهد، أنه تعرّف على صورة الباحث الإيطالي من وسائل الإعلام، وعلم أنه عُثر عليه مقتولاً، وهو ما دفعه للإدلاء بأقواله حول الواقعة ، وبعدها ظهر مع "أحمد موسى" في قناة صدى البلد بأقوال مختلفة تماما ، وتناقل الإعلام المصري الرسمي والخاص رواية الشاهد واعتبرها الدليل على براءة الداخلية.
إلا أن النيابة استدعت الشاهد في اليوم التالي لظهوره في برنامج “على مسؤوليتي” للوقوف على حقيقة ما قاله في البرنامج، وعندما تم التحري من أقواله على أرض الواقع، واصطحابه إلى المكان الذي ادعى أنه رأي “ريجيني” يتشاجر فيه مع شخص آخر بجوار القنصلية الإيطالية، أدلى الشاهد للنيابة بشهادات متضاربة ومتناقضة عن المكان، وعند سؤاله عن توقيت مشاهدته للطالب الإيطالي، قال أنه كان بين الساعة الخامسة والسابعة مساء يوم 24 يناير الماضي، وبناء على طلب النيابة، أكد تقرير شركة الإتصالات أن الشاهد لم يغادر منطقة سكنه في أكتوبر خلال هذه الفترة.
●شاهد الزور : كذبت من أجل مصر ، والصحافة الإيطالية تسخر مما وصفته استخفاف من إعلام ومؤسسات مصر بالحادث
بعد أن ثبت بالدليل والاعتراف أن الشاهد شهد بالزور وضلل العدالة ، أخلت النيابة سبيله بدون أن تحوله للمحاكمة في سابقة هي الأولى من نوعها في التاريخ ضربا بكل الأعراف والقوانين المعمول بها في مصر ،
خرج الشاهد بعدها على شاشات التلفاز ليبرر فعلته بانه أراد مصلحة البلاد.
بينما تناولت الصحف الإيطالية والعالمية الأمر واعتبرته فضيحة أخلاقية وقانونية بحق مصر ، وأمرا يثبت أكثر تورط النظام في قتل ريجيني.
●الإعلام المصري يكذب بكل وقاحة على الإعلام الإيطالي
صحيفة اليوم السابع وعددا من صحف مصرية قومية وخاصة نقلت رواية مكذوبة عن صحف إيطالية تتهم جماعة الإخوان المسلمين بأنها هي من وراء الحادث ،
●الإعلام الإيطالي لم يصدق أيا من روايات النظام المصري ويتخطى مرحلة الإنتقادات ليصل لمرحلة الإهانة للدولة ولنظامها بقيادة السيسي :
مصر .. الديكتاتورية المتوحشة لقائد محدود الموهبة ، تلك العبارة عنونت بها مجلة إنترناسيونالي الإيطاليا صورة الغلاف ، وبه يظهر الجنرال "عبد الفتاح السيسي" وهو نائم على ظهره ، كأحد مومياوات الفراعين المصريين ، وفي داخل الخبر ، تكلمت الصحيفة عن حملات القمع والتعذيب التي يشنها السيسي على المصريين منذ تصدره الحكم في الثالث من يوليو 2013 بعد إنقلابه العسكري ، وبدا الخبر كوصلة من السباب والانتقادات المهينة لمن وصفته المجلة بأنه قاتل ريجيني وقاتل المصريين ، وحديث عن قائد بقدرات عقلية محدودة استولى على حكم مصر بالسلاح.
●رواية ساذجة جديدة للشرطة المصرية راح ضحيتها خمسة أشخاص قتلوا خارج القانون ،بدون أدلة أو تحقيقات أو شهود
أعلنت وزارة الداخلية المصرية، الخميس 24 مارس ، أن الشرطة عثرت على حقيبة بها متعلقات للباحث الإيطالي جوليو ريجيني بحوزة عصابة إجرامية قتل أفرادها في تبادل لإطلاق النار.
وجاء إعلان الداخلية على مرحلتين: الأولى، كانت عبر بيان من الوزارة صباح الخميس، إذ قال مسؤول مركز الإعلام الأمني بالوزارة إنه "صباح الخميس تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة من استهداف تشكيل عصابي بنطاق القاهرة الجديدة، تخصص في انتحال صفة ضباط شرطة واختطاف الأجانب وسرقتهم بالإكراه.. وحال الضبط تم تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة مما أسفر عن مصرع عناصر التشكيل.
ونفت وسائل التحقيق وكذلك الإعلام في حينها أي علاقة بالتشكيل العصابي وبين مقتل ريجيني
وبعدها بحوالي 10 ساعات، أصدرت الوزارة بيان آخر يكرر ما ورد في البيان الأول، بالإضافة إلى إعلان مقتل 4 من المتهمين ونشر أسمائهم وكيفية القضاء عليهم، وتفاصيل عن مداهمة منزل شقيقة المتهم الأول وإعتقالها .
وأفاد البيان الثاني أنه "عثر بداخل المسكن على حقيبة هاند باج حمراء اللون عليها علم دولة إيطاليا بداخلها (محفظة جلد بنية اللون بها جواز سفر باسم/ جوليو ريجينى مواليد 1988، كارنيه الجامعة الأمريكية الخاص به وعليه صورة الشخصية ومدون به باللغة الإنجليزية باحث مساعد، كارنيه جامعة كامبريدج خاص به، فيزا كارت خاصه به، 2 هاتف محمول، كما عثر على حافظة جلدية حريمي،إضافةً إلى مقتنيات شخصية أخرى خاصة بالمغدور.
وأضاف البيان أن زوجة أحد أفراد العصابة القتلى “اعترفت أن هذه الحقيبة تخصّ زوجها”، ونشرت الوزارة في صفحتها على موقع فيسبوك صورة للمضبوطات وبينها جواز سفر الطالب المغدور وبطاقاته وهاتفيه.
واختتم البيان بأن "وزارة الداخلية المصرية تتقدم بكل الشكر والتقدير للفريق الأمني الإيطالي على تعاونه الوثيق مع الفريق الأمني المصري.
إلا أن واقعة تصفية من ادعت الداخلية انهم قتلة ريجيني أكدت الشكوك فعليا في أن وزارة الداخلية هي من قتلت الباحث الإيطالي ، بعد إعتقاله في أحداث يناير هذا العام ، ومحاولتها نزع اعترافات منه خاصة بأبحاثه العمالية والنقابية التي كان يجريها في مصر ، حسب "كلمتي".
●الأدلة على تهاوي رواية الداخلية وسذاجتها المطلقة واستخفافها بالقانون والدولة والشعب
البيان الذي أصدرته الداخلية و جاء فيه أسماء المتهمين وأعمارهم ، وهم "طارق سعد عبد الفتاح" 52 سنة، ومقيم بمحافظة القليوبية، ونجله، سعد، 26 سنة، ومصطفى بكر، 60 سنة، ومقيم بمدينة السلام، وصلاح علي سيد، 40 سنة، مقيم بالقليوبية.
يتناقض تماما مع ما كشفت عنه معاينة النيابة، وصور واقعة التصفية.
حيث سبق نشر أربع صور لعملية التصفية أظهرت جثة لشخص مجهول، والمتهمين الأربعة القتلى، وجميعهم لم يتعدوا الثلاثين عامًا، ولازالوا في العقد الثاني من العمر ، وفي جميع الصور التي سربت للصحافة ، ظهرت أرقام لوحة السيارة (الميكروباص)، الموجودة بالصور، هي نفسها التي جاءت في البيان، وهي "ق ف ر 871".
بينما معاينة النيابة اوضحت في تقريرها أن الخمس جثث، بها آثار طلقات في أنحاء متفرقة وأن الجثامين جميعها لشباب في العشرينات، عدا جثة واحدة لرجل يبدو أنه في الأربعينات.
كما ترددت تساؤلات منطقية في الصحافة المصرية والعالمية تتساءل عن الأسباب التي تدفع القتلة للاحتفاظ بجوزات سفر ريجيني ومتعلقاته لمدة شهرين كاملين ، مع كل تلك الضجة الإعلامية التي صاحبت مقتله ، وتيقنهم من أن الأمر جلل ويتعدى نطاق المحلي ليصل للعالمية والإدانات الدولية والتحقيق المتعدد الاطراف من شرطة مصر وإيطاليا ،
فهل يعقل أن يكون احدهم بهذه السذاجة وهذا الغباء ليحتفظ في منزله بالدليل الذي يدينه كل تلك المدة وهو يرى دولا بأكملها تبحث عن القاتل؟
-ثم إذا سلمنا بأن تلك العصابة هي فعلا تشكيل عصابي لسرقة السياح لماذا قتلتهم الداخلية جميعهم ، لماذا لم تعتقلهم وتحقق معهم ،
وإذا حدث بالفعل تبادل لإطلاق النار كيف يقتلون جميعا ، ولم يصب ضابط أو جندي واحد من الشرطة المصرية؟!!
-وإذا كانت هذه العصابة لسرقة الأجانب بالفعل لماذا قتلوا الإيطالي "ريجيني" تحديداً ، فضلا عن تعذيبه بهذا الشكل الحيواني الذي أثبته تقرير الطب الشرعي ، فيما أكد البيان أن المتهمين ارتكبوا 9 حوادث سرقة سابقة لأجانب، ولم يقتلوا المجني عليهم فيها، أو يحاولون حتى إختطافهم ،
كما أن البيان ذكر أن النطاق الجغرافي الذي نشط فيه هذا التشكيل العصابي كان القاهرة الجديدة ومدينة نصر، فما السر في ارتكاب "المتهمون" جريمتهم بحق "ريجيني" في منطقة الدقي.
وإذا كانت الداخلية أنكرت تماما من قبل الرواية الإيطالية التي بنيت على تحقيقات من قبلهم وأكدت فيها أن الشرطة المصرية شوهدت وهي تعتقل "ريجيني" ، فلماذا تزعم الداخلية الآن أن العصابة انتحلت صفة ضباط شرطة عند سرقتهم للضحايا؟!!
●برواية ساذجة وتلفيق غبي أدانت الداخلية نفسها وأثبتت للعالم كله أنها من قتلت "ريجيني"
بتلك الرواية الأخيرة لوزارة الداخلية والتي وصفها مراقبون بكونها متهافتة وساقطة ، وبإظهارها لمتعلقات ريجيني الشخصية لأول مرة بعد كل تلك المدة ، أثبتت بالدليل القاطع ، أنها هي من تقف وراء قتل وتعذيب ريجيني.
وأن هذا الفشل والتعامل الإجرامي سواء مع ريجيني أو من اتهمتهم زورا بقتله لا ينسحب فقط على إدانة الوزارة قيادات وضباط تعاملوا مع الحادث ، بل هي إدانة لنظام بأكمله تعامل باستخفاف شديد مع أرواح ازهقت وسمعة دولة تلطخت بالدماء ، واتهمت بأسوأ الإتهامات عالميا ،
نظام كان يعلم بأنه هو من قتل ريجيني منذ أول يوم ولم يعترف بذلك وراوغ وكذب على شعبه وعلى شعوب وحكومات دول أخرى ، ووقف رئيسه بكل جرأة في خطب علنية وتصريحات رسمية ، يتهم أطرافا أخرى بأنهم وراء مقتل الشاب الإيطالي ،
●هل سيحاسب السيسي ونظامه على القتل والكذب وتدمير سمعة مصر؟!
بقي تساؤل أخير في عقول المتابعين لقضية ريجيني داخل مصر وخارجها ، ألا وهو : هل سيحاسب السيسي ونظامه وقيادات داخليته على تلك الفعلة الشنعاء واستخفافهم بالدماء وبسمعة مصر وأرواح مواطنيها ومواطني الدول الأخرى على أرضها ، أم ستمر فعلته تلك كما مرت من قبل مذابحه وحملاته القمعية والوحشية التي ارتكبها منذ انقلابه العسكري وإلى الآن؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.