يواجه أكثر من 5.8 ملايين عامل يعملون في السعودية في مجال البناء والتشييد أزمة كبيرة، تتمثل في عدم حصول غالبيتهم على رواتبهم لعدة أشهر، بسبب الركود الذي يعيشه القطاع، جراء تقليل الحكومة للمشاريع خلال العام الحالي، نتيجة انهيار أسعار النفط عالميا. وبدأت شركات عملاقة مثل "بن لادن" و"سعودي أوجيه" و"العجل" في التأثر بذلك التقشف، ووصلت قضايا عمالها لوزارة العمل، التي بدأت في إيقاع العقوبات القاسية على تلك الشركات، التي تمتلك أكثر من 70% من حصة المقاولات في البلاد. غير أن عقوبات الوزارة التي وصلت لحد قطع كامل الخدمات على "سعودي أوجبه" و"بن لادن" لم تكن كافية لحصول العمال على كامل حقوقهم، لعدم توفر السيولة لدى الشركتين، اللتين تؤكدان أن لهما مستحقات مالية متأخرة لدى الدولة بعشرات مليارات الدولارات. وقال عضو لجنة المقاولات في الغرف التجارية السعودية فواز السعيدان، إن المشكلة تكمن في أن الشركات العملاقة تعتمد بشكل كبير على الإنفاق الحكومي، وحينما يقل هذا الإنفاق تقل مواردها بشكل كبير، وهي حاليا تعاني من وضع مالي شديد الصعوبة جراء التراجع في الإنفاق الحكومي، حسب العربي الجديد. وأضاف السعيدان أن الأزمة مرشحة للاستمرار عدة سنوات، لحين تحسن أسعار النفط لأرقام تمكن من مواصلة العمل على البنية التحتية بمشاريع عملاقة مكلفة.