قال الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، خلال حواره مع "العربي الجديد، المنطقة تسير نحو الهاوية. علينا أن نطرح هذا السؤال على أنفسنا: ما هو مجال العمل عندنا؟ حالياً العرب هم خارج ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك سورية والعراق واليمن. الحضور العربي في اليمن ليس أمراً جيداً. هل هناك من يقرر الدخول في عملية عسكرية ولا يعرف كيف يخرج منها؟ أذكر مرة أن الرئيس بورقيبة كان في هذا المكتب، حيث كان يجلس في الصدارة وكنت أجلس قبالته، وكل ما فعلته الآن أني غيرت مكاني وجلست على كرسيه. جاء يومها (نائب رئيس حكومة صدام حسين ووزير خارجيته) طارق عزيز، الذي كانت تربطني به صداقة وثيقة. وقام الرئيس بورقيبة يومها بانتقاده بسبب استقبال العراق أحمد بن صالح عندما كان في المعارضة. وطلب بورقيبة يومها من العراقيين أن يختاروه هو أو أن يختاروا بن صالح، فأكد له عزيز بأن العراقيين يختارونه من دون منازع. أفتح قوساً في هذا السياق حيث سبق لي أن قابلت أحمد بن صالح، فاحتج الرئيس بورقيبة وقال لي كيف تفعل ذلك، فأجبته: هل ألقي بنفسي من الطائرة حتى لا أرى بن صالح؟ فنظر إلي وقال: لا يوجد من يغلبك. نعود إلى تلك الجلسة، حيث توجه طارق عزيز بالحديث إلى بورقيبة، وقال له: سيدي الرئيس. يبلغك القائد صدام حسين تحياته، ويقول لك بماذا تنصحني؟ فقال بورقيبة: كيف أنصحه الآن، ولماذا لم يشاورني قبل أن يقرر إعلان الحرب على إيران؟ هل هناك قائد يمكنه الدخول في حرب ضد بلد آخر من دون أن يعرف كيف يخرج منها؟ ومع ذلك بلغه نصيحتي التالية، وإن كنت أعلم بأنه لن يأخذ بها. جيوشكم الآن توجد داخل الأراضي الإيرانية، أنصحه بالإعلان عن أن جميع أهدافه قد تحققت، وأنه سيعود إلى الحدود الدولية، لأنه إذا لم يفعل ذلك، فسيعرّض بلاده للدمار.