لم يثنى بشار الأسد عن سحق الشعب السوري بكل ما أوتى من قوة وبكل الطرق المتاحة، ويبدو أنه بدء بتغير سكان المدن من المعارضين إلى إبدالهم بالمؤيدين له، قالت مصادر ميدانية عن قيام نظام بشار الأسد وميليشياته بتهجير العديد من العائلات السنية من ريف حماة بوسط سوريا في اتجاه ريف حمص وذلك من أجل تنفيذ مخططها لإفراغ مدن وبلدات ريف حماة من سكانها الأصليين وإحداث تغيير ديموغرافي جديد بالمنطقة. وأكد عضو مركز حماة الإعلامي، روز محمد، عن نزوح ما يزيد عن 15 ألف مدني من أبناء ريف حماة الجنوبي، نحو ريف حمص الشمالي، مشيرة إلى استمرار حركة نزوح الأهالي عقب ثلاثة أيام من بدء قوات النظام السوري والمليشيات الموالية، بمساندة الطائرات الحربية الروسية، التقدم البري نحو العديد من المناطق الاستراتيجية في ريف حماة الجنوبي، وبسط سيطرتها على بعض هذه المناطق. وأشار روز محمد إلى أن تلك الأعمال العسكرية المستمرة من النظام السوري والمليشيات العلوية في ريف حماة؛ تهدف إلى تهجير أهالي تلك القرى والبلدات السُنية منها، مستغلة انشغال جيش الفتح في معارك ريف حلب، وترمي هذه الحملة إلى فتح الطريق الرابط بين محافظتي حماة وحمص"، بحسب موقع "عربي 21". وقالت عضو مركز حماة الإعلامي إنه بسبب ذلك تزامن هجوم ميليشيات النظام على الريف الجنوبي لحماة مع هجوم مماثل لها على الريف الشمالي لحمص، كما تحاول قوات النظام والمليشيات السيطرة على قرى حر بنفسه وطلف ودير الفرديس، في المنطقة الواقعة غربي الأوتوستراد الدولي (حماة - حمص). ولفتت روز إلى أن "العائلات النازحة من ريف حماة الجنوبي تقصد الطرق الوعرة لبلوغ مدينة الحولة بريف حمص الشمالي، كونه الطريق الوحيد المتاح أمامها، فيما تعاني تلك العائلات من مشقات كبيرة في أثناء عملية النزوح بسبب الوحل والطين الناتج عن الأمطار، الأمر الذي أدى إلى فقدان بعض العائلات لأطفالها الصغار في أثناء الانتقال من قرية إلى آخرى"، وفق قولها. وتخوض فصائل الثوار معارك عنيفة في ريف حماة لمحاولة صد قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها، تحت غطاء الطيران الروسي، كما تشهد مناطق المواجهات والأحياء السكنية هجمات صاروخية عنيفة لم تتوقف منذ ثلاثة أيام، وفق النشطاء في المنطقة. بدوره، حذر الناشط الإعلامي خالد الحمصي من مصير مجهول ينتظر ما يزيد عن 200 ألف مدني في ريف حمص الشمالي، وأنهم مهددون بكارثة إنسانية في حال نجاح قوات النظام بالتقدم إلى عمق ريف حماة الجنوبي وتهجير سكان المنطقة إلى ريف حمص، وفي الآن ذاته، سيتم قطع آخر منفذ يربط ريف حمص مع الريف الجنوبي لحماة، وبالتالي إحكام حصار مطبق على المدنيين في الريف الحمصي. وأوضح الحمصي أن انقطاع شبه تام للمحروقات في ريف حمص الشمالي الخاضع لسيطرة الثوار، والمحاصر منذ قرابة أربع سنوات، حين تسعى بعض العائلات للنزوح عن بلدة الحولة بريف حمص عقب زيادة أطواق الحصار المفروض عليها من النظام والمليشيات المساندة له، في ظل توافد آلاف النازحين من ريف حماة، ما يعني زيادة الوضع تعقيدا. جدير بالذكر أن ريف حماة الجنوبي كان قد شهد قبل عدة أيام محاولة اغتيال فاشلة نفذها مجهولون، واستهدفت طاهر جوخدار، أحد القادة العسكريين التابعين لحركة أحرار الشام الإسلامية، حيث تعرض لإطلاق النار عليه أمام منزله من ملثمين في مدينة "كفر لاها"، قبل أن يلوذوا بالفرار. وحذرت عدة جهات مدنية وحقوقية في محافظة حمص، وسط سوريا، من عزم النظام السوري ومن خلفه إيران على تنفيذ تغيير ديمغرافي للمحافظة وتهجير السكان الأصليين منها، واستبدالهم بعائلات شيعية وفدت من لبنان والعراق لمساندة النظام السوري ضد الفصائل المقاتلة.