في 26 يوليو 2013 وقف قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي وسط أهله وعشيرته في قلب الكلية الحربية ليطالب المنبطحين على عتبات العسكر النزول إلى الشوارع لمنحه تفويض لمحاربة الإرهاب "المحتمل"، وعملت آلة القتل العسكرية في شوارع المحروسة تحصد أرواح الشباب والأحرار بينما تركت سيناء مرتعا للجماعات المسلحة حتى باتت خارج نطاق السيطرة. وأمام توالى الهجمات التي حاصرت مليشيات السيسي في شبه الجزيرة، قرر متحدث العسكر حظر النشر حول المعلومات الوافدة من سيناء باعتبارها أسرار تهدد الأمن القومي، وقصر فقط الأنباء التي تكشف الحقائق في تلك البقعة لما يدلي به عميد "الضغط" أحمد سمير، على مواقع التواصل الاجتماعي لتنعزل عن مصر أمنيا وتنفصل عنها معلوماتيًّا.
وفي الوقت الذي توالت فيه الأنباء من جنرالات العسكر عن فرض السيطرة على كل سنتيمتر فى سيناء، كانت تتلاشي سريعا على وقع تفجير هنا أو عملية نوعية هناك، يرد عليها رجال السيسي سريعًا بمزيد من القمع بحق المدنيين وأهالي سيناء أو قتل الفلسطينيين على الشريط الحدودي دون تميز بين من يحمل سلاح ومن هو أعزل من الملابس فضلاً عن السلاح بل ومختل عقليًّا.
وعلى وقع المجهول الذي يعتمل في سيناء، وجد السيسي نفسه محاصرا بين المتاجرة بتصنيع الرخام في أرض الفيروز والمتاجرة به باعتباره واحدا من إنجازات الانقلاب، وبين المجازفة بزيارة شبه الجزيرة في ظل فقدان السيطرة الأمنية عليها، خاصة وأن الجنرال يخشى نجاعة العمليات الإرهابية لعناصر "ولاية سيناء" وغضبة الأهالي المهجرين قسريًّا أو المغيبين أبنائهم في معتقلات العسكر.
ومن أجل الخروج من المأزق استنسخ السيسي سيناء في القاهرة ووسط حضور ديكوري لبعض مشايخ سيناء ونواب برلمان الدم عن شبه الجزيرة في حضور أول صدقي صبحي وزير دفاع الانقلاب وعدد من قيادات العسكر، ولا مانع من إحضار كسر رخام إلى العاصمة لاكتمال المشهد المسرحي والتقاط قائد الانقلاب الصور التذكارية.
الحفل السيناوي الذي أخطأ جغرافيًّا المكان فوقع في القاهرة، شهد إعلان اللواء مصطفي أمين على مدير عام جهاز المشروعات الحديثة الوطنية بالقوات المسلحة عن باكورة التعاون بين الجهاز وشركة مصر سيناء، التي أسسها مجموعة وطنية من أبناء شبه الجزيرة لتستثمر ثروات سيناء المنسية خلال الفترة المقبلة، ولم ينس السيسي أن يضيف التعليق ذاته المصاحب لكافة انجازاته الوهمية: "يعني إيه الفترة القادمة، لو كان على الأمر فأنا بأمر بيه من امبارح".
عبارة صاحبت السيسي في فنكوش العاصمة الإدارية وتفريعة القناة وشرق التفريعة، ولكنها جاءت هذه المرة تحمل رعب الجنرال من زيارة سيناء والتعرف على المشروع على الطبيعة والتقرب من أهلها أو استطلاع مشكلاتهم، حيث كان يدرك أن المنطقة خارج السيطرة وأن أكاذيب متحدث العسكر للاستهلاك الإعلامي وفقط.
الإعلامي محمد ناصر –عبر فضائية "مكملين"- سخر من حالة الرعب المسيطرة على السيسي والتى أجبرته على نقل الاحتفال بإنتاج سيناء بكافة تفصيلاته إلى القاهرة، مشيرًا إلى أنه لا يجرأ على الاقتراب من سيناء أو دخول تلك المنطقة.
وشكك ناصر في جدوى المشروع الجديد الذي احتفل به السيسي، مشددا على أنه على الرغم من أن سيناء بقعة خصبة بالاستثمار وعامرة بالثروات الطبيعية والمعدنية إلا أنه لا يصدق فى دولة العسكر التي استثمرت في بساطة المصريين لتعلن عن مشروعات وهمية بدأت بالتلاعب بالمرضي عبر جهاز علاج الكفتة والمليون وحدة سكنية والمليون فدان وتفريعة القناة، ولا مانع من إضافة فنكوش جديد لدغدغة المشاعر بتنمية سيناء.