أثارت واقعة ذبح الحمير و بيعها للمواطنين ترحيب دولة الانقلاب فى مصر باعتبارها حلًّا عمليًّا لمجابهة حالة نقص البروتين الحيوانىِّ التى يعانى منها المصريون منذ تولى السيسى حكم البلاد ، بل إن السيسى و أعوانه قد دأبوا عبر الإعلامِ الرسمىِّ للدولة على بث برامج موجهةٍ تتناول الفوائد الصحية للحم الحمير و مذاقه الطيب ، و من المتوقع أن تبدأ الفضائيات المصرية تدشين برامج خاصةٍ لربات البيوت تقدم لهن من خلالها وصفاتٍ جديدةٍ لطهى لحم الحمير ، كما ستمنح الدولة تراخيص إنشاء مطاعم متخصصةٍ فى لحوم الحمير و الكلاب و القطط . و بنفس المنطق الذى يتبعه السيسى فى مواجهة مشكلات نقص الغذاء أستطيع أنْ أتنبأ أنَّ نظامه سيَطرح قريبًا فى الأسواق كمياتٍ كبيرةً من التبن عالى الجودة لسد النقص الحاد المُتوَقع فى السلع الغذائية نتيجة سياسته الحيوانية فى إدارة البلاد كبديلٍ للبروتين النباتىِّ ، الأمر الذى سيؤدى بشكلٍ سريعٍ إلى انقراض الحمير المصرية بسبب اتجاه المصريين إلى الاعتماد على لحومها كمصدرٍ رئيسىٍّ للبروتين الحيوانىِّ و اتخاذ غذائها متمثلًا فى التبن مصدرًا رئيسيًّا للبروتين النباتىِّ . و لمواجهة مشكلة انقراض الحمير المصرية سيُصدِر البرلمان المصرىُّ قريبًا قانونًا جديدًا يفرض على المواطنين الحلول محل الحمير فيما كانت تقوم به من أعمالٍ لقاء أجر مالىٍّ ، و سينظم القانون شروط و كيفية التقدم لوظيفة حمارٍ مصرىٍّ وفقًا لاختباراتٍ تشرف عليها مصلحة الطب البيطرىِّ ، و من المُتوقع أن يشاهد الناس فى الشوارع والميادين عرباتٍ يجرها المصريون بدلًا من الحمير . هكذا فإن السيسى الذى تتسم دائمًا حلولُه بطابعٍ حيوانىٍّ يستقيه من مملكة الحيوان التى جاء منها يتعمد تحويل الشعب المصرىِّ من شعبٍ آدمىٍّ إلى شعبٍ من الحمير ، المشكلة أننا وقتئذٍ سنقع فى حيرةٍ كبيرةٍ فيما يتعلق بالقضايا الحقوقية الناشئةِ عما يرتكبه هو ونظامه من جرائم و تجاوزاتٍ لاإنسانيةٍ ، هل سنعرضها على المنظمات الحقوقية المعنية بحقوق الإنسان أم أن الاختصاص بها سينعقد إلى منظمات و جمعيات الرفق بالحيوان ؟ _____________