أظهرت شاشات الفضائيات أمس تحول جديد فى رعب قائد الانقلاب العسكرى عبدالفتاح السيسى ليؤكد بنفسه أن ما كان يدعو من خلاله هو باطل، بعد حديثة الدائم عن أن الشعب المصرى يدعمه ويقف خلفه وأنه هو من اختاره ولكن أنشودة المقاطعة لبرلمان الدم التى عزفها المصريون غيرت مجرى الأحداث تمامًا وجعلت منه مسخًا أمام شركائه فى مؤسسة العسكر خلال كلمته الأخيرة أمس الأحد بالندوة التثقيفية العشرون. تضمن نص خطاب السيسى بالأمس اشارات عدة ولعل الكثيرين تعجبوا من تكملة حديثة عن انتخابات دعاها بالحرة والنزيهة، فى ظل هذه المقاطعة التى كشفت وجهة القبيح أمام العالم وأوضحت حجم شعبيته المزعومة والتى تغنى بها طوال الفترة الماضية، ليوضح بنفسه كيف سيتصرف مع ذلك المأزق الذى لن يخرج منه مهما فعل. تسليط اعلامة عقب انتهاء المرحلة الثانية يكون هذا أول جزء من خطته للسيطرة على الورطة التى وضعه الشعب المصرى فيها وهى تسليط أذرعة الإعلامية التى سيقودها "دحلان" خلال الفترة المقبلة لتبييض وجهة ونزع جميع الأخبار التى تسئ له ولرجاله، كما نوه فى حديثه أمس وقال تحديداً" أن الوعى والإعلام لا بد أن يتحدوا ليعطوا للشعب "الأمل"، ثم أضاف" أن الوعى المتمثل فى رجاله بالحكومة لا بد أن يلقى أوامرة للإعلام الموالى له، حتى تكتمل رؤيته، أو ظنًا منه بذلك". بمعنى أن تخرج النتائج النهائية للمرحلة الثانية باللإضافة إلى الأولى أن هناك مشاركة أعلى من "المتوسطة" قليلاً أى أنها تخطت حاجز ال 50 بالمائة، لذلك تكون شرعية وذات اقبال جماهيرى قوى، حسب رؤية رجالة وتجارب المخلوع مبارك التى بائت بالفشل دائمًا. تعيين "المعارضة" التابعة له فى البرلمان وهنا يكمن الجزء الأكبر من خطته التى ينهى بها على "النباح" الذى يخرج من داعمى انقلاب 30 يونيو وحتى يستطيع السيطرة على مقاليد قصره فقط، لأن الشعب المصرى بات صعبًا السيطرة عليه أو تصدير الوهم له خاصةً من مؤيدية. وكنا قد نشرنا فى جريدة"الشعب الجديد" عدة تقارير قبيل المرحلة الأولى لانتخابات برلمان الدم أكدت أن سيف اليزل التى يعتلى قائمة ما تسمى "فى حب مصر"، وأحد المسئولين الكبار بإحدى الجهات السيادية، بعمل عدة اجتماعات مع تيار الاستقلال الذى يتزعمة "أحمد الفضالى" وحزب النور بقيادة مخيون وبرهامى، تم انتهائها على أن يصدر عبدالفتاح السيسى "قائد الانقلاب العسكرى"، قراراً جمهوريًا يقضى بتعيين رجالهم فى البرلمان (ليتصور للشعب أنهم معارضة سوف تقف فى وجهة خلال المرحلة المقبلة). بهذه الخطة اعتمد السيسى على أن يكتمل برلمان الدم برجالة دون أى شوائب كما يعتقد. رجلة "المنسحب" يؤكد من جانبة كشف، الباحث فى علم الاجتماع السياسى، الدكتور عمار على حسن، الداعم للانقلاب العسكرى والمنسحب مؤخراً من انتخابات برلمان الدم، حسب تقارير اعلامية رسمية،فى مقال له الإسبوع الماضى، أن عبدالفتاح السيسى (قائد الانقلاب العسكرى)، سوف يتخذ قرارين، لمعالجة العزوف الغير مسبوق من قبل الشعب المصرى على الانتخابات البرلمانية (برلمان الدم)، مضيفًا أنهم مؤكدين حسب مصادر داخل القصر الجمهورى. أولهما أنه سيشكل مكتبًا سياسيًا جديدا، كما سيعمد إلى تعيين شخصيات معارضة بالبرلمان المقبل، حسب قوله. فى كل الحالات برلمان الدم القادم لن يشهد أى معارضة وبشهادة "المؤيدين" من جانبهم رأى سياسيون ونشطاء، أن البرلمان القادم لن يشهد أى أنواع من المعارضة، مؤكدين أنه لا يمكن أن تكون المعارضة إحدى أدوات الدولة لأنها ستصبح معارضة وهمية لا داعى لها. وقال السفير معصوم مرزوق, القيادى بحزب التيار الشعبي, إنه لا يمكن أن تكون هناك معارضة معينة من قبل الدولة فى البرلمان, لأن المعارضة الحقيقية تنشأ نتيجة سياسات وممارسات خاطئة من قبل الحكومة, لذلك لا يمكن أن تقبل تلك المعارضة أن تكون تحت سيطرة الدولة وتعارضها بموافقتها. وأكد مرزوق, أن المعارضة سوف تستمر خلال الأيام القادمة وستكون خارج أسوار البرلمان بسبب قوانين الانتخابات التى أقرها السيسي, لأنه وبدون شك الطريقة التى وقع بها تلك القوانين سوف تجعل المعارضة الحقيقية خارج البرلمان.