أعلن مدير مركز "فينيكس" للدراسات اللبنانية في جامعة "الروح القدس الكسليك" الأب جوزيف مكرزل، أن التحضيرات لنقل 255 ألف صورة من وثائق تتعلق بلبنان في الأرشيف العثماني، إلى بيروت، قد بدأت فعلاً. وفي حوار مع الأناضول في بيروت، أضاف مكرزل: "التواصل مع إدارة الأرشيف العثماني في تركيا لشراء 250 ألف نسخة عن وثائق تتعلق بلبنان، إضافة إلى حوالي 5 آلاف صورة فوتوغرافية عن لبنان، ونقلها إلى بيروت مستمرة"، دون أن يعطي تاريخاً محدداً لبدء مرحلة النقل، أو أية تفاصيل حول أسعار تلك النسخ. وتابع: "لم نكن نعلم أننا متأخرون لهذه الدرجة فيما يتعلق بدراسة الأرشيف العثماني، وخطوتنا هذه هي الأولى من نوعها في لبنان"، مشيراً إلى أنها "خطوة علمية بحتة من أجل كتابة تاريخ 400 سنة من عمر لبنان كان خلالها تحت حكم الدولة العثمانية". وذكر أن المركز بصدد التحضير لزيارة عدد من الباحثين اللبنانيين إلى مركز الأرشيف العثماني في تركيا. من جهة أخرى، أوضح أن التحضيرات لبدء تعليم اللغة التركية في جامعة الروح القدس الكسليك، ستكتمل خلال الشهر المقبل، معتبراً أن هذا الأمر "سيكون مدخلاً لتعلّم اللغة العثمانية، الأمر الذي من شأنه أن يسهل دراسة الأرشيف العثماني". وتأسس مركز "فينيكس" للدراسات اللبنانية عام 2008، وترتكز أهدافه على عدة محاور من تجميع الموارد الوثائقية التي تعتبر المصادر الأساسية للدراسات المتعلقة بلبنان، إلى تعزيز الدراسات اللبنانية في الداخل والخارج، من خلال تطوير بعض النشاطات كالمؤتمرات، والمنشورات، والمشاركة في الندوات، إضافة إلى العمل على تأمين منح واتفاقيات الشراكة مع جامعات ومؤسسات محلية ودولية. وعلى صعيد مؤتمر "تاريخ لبنان في الأرشيف العثماني" الذي نُظم في الجامعة، نهاية سبتمبر الماضي، بحضور أكاديمي واسع، قال الأب مكرزل، إن "هذه الخطوة مع السعي للبدء بدراسة الوثائق العثمانية المتعلقة بلبنان هي واجب، من أجل جمع أكبر قدر ممكن من الأرشيف المتعلق بنا، لنساعد الباحثين على إيجاد المواد الضرورية لأبحاثهم". واستطرد: "هناك مرحلة من تاريخ لبنان، لا يمكننا أن نتخطاها، وهي موجودة في الأرشيف العثماني". ومضى قائلاً: "كان من المفترض أن تقوم الدولة اللبنانية بالمهمة التي نقوم بها حالياً"، معرباً أن أمله في أن تساهم الدولة بهذه الخطوة "لما لها من إمكانيات كبرى في هذا المجال". لكنه استدرك قوله: "نحن لا يمكننا أن ننتظر الدولة للقيام بهذه الخطوة، ولذلك كانت مبادرتنا مع الباحث في مركز فينيكس، إيلي إلياس، الذي تواصل مع جنكيز أرأوغلو، مدير المركز الثقافي التركي "يونس امره"، في بيروت، حيث تواصلنا من خلاله مع المسؤولين في الأرشيف العثماني بتركيا". ووصف الأب مكرزل زيارته للأرشيف، قبل ذلك المؤتمر بأنها "مثمرة جداً". يذكر أن جامعة "الروح القدس الكسليك" (خاصة) بالعاصمة اللبنانية، استضافت بتاريخ 28 سبتمبر الماضي، وعلى مدار يومين، مؤتمراً تحت شعار "تاريخ لبنان في الأرشيف العثماني". ونظم هذا المؤتمر، مركز "فينيكس" وبالتعاون مع رئاسة الأرشيف العثماني في تركيا، والسفارة التركية في لبنان، ومركز "يونس امره"، ومؤسسة "تيكا" التابعة لرئاسة الوزراء التركية. يُذكر أن الجيش العثماني وصل إلى لبنان وسوريا وفلسطين، عام 1516م في عهد السلطان سليم الأول، وبقي العثمانيون في هذه المنطقة لأربعة قرون، سنّوا خلالها الأنظمة العسكرية والأمنية والإدارية والاجتماعية لتحسين البلاد وتنظيمها. وفي 1918 وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، أعلنت عصبة الأمم الوصاية على لبنان، وانتداب فرنسا لحكمه.