"نظرة من بيروت إلى جناق قلعة" جذبت الكثير من اللبنانيين، الذين حضروا، اليوم الجمعة، المعرض المصور الذي يجسد الحقائق التاريخية لمعركة "جناق قلعة" التي انتصر فيها الجيش العثماني على قوات الحلفاء في عام 1915 خلال الحرب العالمية الأولى. المعرض، الذي حمل عنوان "نظرة من بيروت الى جناق قلعة"، حضره العشرات من اللبنانيين المهتمين بالتاريخ والعديد من الأتراك، بدعوة من المركز الثقافي التركي في بيروت "يونس امره"، وحضور السفير التركي في لبنان، سليمان إينان أوزيلدز. 130 صورة توزعت على جدران المركز في وسط بيروت، تنقل مشاهدها إلى ساحة المعركة قبل 100 عام، حيث تظهر استبسال الجيش العثماني في دفاعه عن مدينة إسطنبول التي حاولت قوات الحلفاء احتلالها خلال الحرب العالمية الأولى. مدير المركز الثقافي التركي في بيروت، جنكيز إرأوغلو، أوضح أن المعرض "ينظم بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لانتصار الجيش العثماني على الحلفاء في معركة جناق قلعة"، لافتا الى أن الصور المعروضة "تعرّف اللبنانيين على أهمية هذه المعركة من الناحية التاريخية". وأشار إرأوغلو ل"الأناضول" إلى أن هذه المعركة "تعتبر من أهم المعارك التي خاضها العثمانيون في الحرب العالمية الأولى"، موضحا أن "أكثر من 200 لبناني استشهدوا خلالها إلى جانب شهداء من الجيش العثماني ومن الدول العربية الأخرى ودول البلقان". وأضاف أن المعرض، الذي يستمر حتى يوم الأحد المقبل، يضم 130 صورة "بعضها ينشر للمرة الأولى في لبنان"، لافتا الى أنها "التقطت خلال المعركة نفسها، إضافة لصور الأسرى من جيش الحلفاء، من بريطانيين وفرنسيين وهنود وسنغاليين". الحضور، الذين أبدوا إعجابهم بفكرة المعرض وسرورهم بالصور التي يرونها للمرة الأولى عن هذه المعركة، دعوا المهتمين واللبنانيين ل"الاطلاع على حقائق هذا الحدث التاريخي الهام". طارق باز، محام لبناني، لفت الى أن المعرض "كان جميلا جدا، في جو راق"، لافتا الى أنه "من الجميل أن يطلع الواحد منا على مثل هذه الأحداث المهمة التي حصلت إبان عهد الدولة العثمانية". ودعا باز في حديث مع "الأناضول" إلى "تعزيز العلاقات أكثر بين تركياولبنان"، معتبرا أن "تركيا لا تنظر إلى لبنان إلا بعين الأخوة والصداقة". من ناحيتها، دعت الدكتورة منى دياب، أستاذة في فلسفة الحضارات والديانات، إلى "الانفتاح على التاريخ والحقائق التي نجهلها"، معربة عن حزنها "كون اللبنانيين لا يملكون معلومات كافية عن معركة جناق قلعة، التي كانت مفصلا مهما بنجاح الاستراتيجية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى". وقالت دياب ل"الأناضول" أن "هذا الانتصار دُفع ثمنه دم غال جدا في سبيل حفظ وحدة العرب والمسلمين"، مضيفة أن الدولة العثمانية "لم تبخس العرب حقوقهم أبدا... فلنكن منصفين في الحقائق التاريخية". يشار أن الجيش العثماني، تمكن في معركة "جناق قلعة" التي وقعت خلال الحرب العالمية الأولى عام 1915، من دحر قوات الحلفاء( تضم عدة دول أهمها: بريطانيا وفرنسا)، التي كانت تسعى لاحتلال عاصمة الدولة العثمانية "إسطنبول"، ما أكسب تلك المعركة أهمية كبرى، على الصعيدين السياسي والتاريخي.