واضح ان معظمنا بيموت فى النكد وبيعشق نظرية المؤامرة ، ولا يركن " التخوين "على الرف ولو لحظة واحدة .. ويأتى هذا رغم اننا فى حاجة للبحث عن أى ابتسامة أو فرحة ولو بخرم ابره .. ولان الهموم كتيرة والوطن منهك ، ليس امامنا الا البحث فى دفاترنا القديمة ، وأعتقد اننا لن نجد أنصع صفحة وأغلى فرحة من نصر أكتوبر ، لانه نصر على اعداء البلد بحق وحقيق ، وهم السبب الحقيقى فى كل النكد اللى احنا فيه من سد النهضة لكل الامراض من سرطان وكبد وفشل كلوى ، للفتنة الطائفية لكل الجرائم وغيرها وغيرها بالتعبير البلدى سايق عليكوا النبى أرحمونا من التخوين ولو ليوم واحد .. أصحاب اللطم ع الخدود والشماته والفخر (!! ) بانهم يحفظون تاريخ مصر ظهر قلب ، وانه كله احتلال من فجر التاريخ هكسوس لفرس لرومان لمماليك وعثمانيين وفرنسيين وانجليز دون انقطاع .. وكأنه لم تحدث مقاومة واحدة ، وكل مقاومة وانتصارات كامس وأحمس ورمسيس حتى كفاح مصطفى كامل ومحمد فريد وعبد الناصر واعداد الشهداء فى كل العصور وهم وسراب ! وهؤلاء هم أنفسهم الذين يعتبروا كل حروبنا مع اسرائيل فى 48 و56 و67 وحتى حرب 73 هزائم مريرة ، وهى أقوال من المؤكد ان اسرائيل تشكرهم عليها من القلب وتسوقها وتتغنى بها ، وتدرسها لاولادهم فى المدارس لانها اتت على طريقة " شاهد من أهلها ! " حتى لوكان أصحاب هذه النظريات التى تخدم الصهاينة كانوا ما بين السجون و المعتقلات او الهروب خارج البلاد فى نعيم المستضيفين ، ولم يشاركوا فى الحرب بأى صورة نفس التفسير المنحط لكتيبة سلالة عبد العظيم رمضان التى تنكر أى دور للزعيم عبد الناصر فى النصر ، فهو لم يأت الا بالهزيمة ، وهؤلاء أصابهم " العمى الحيثى " فلم يروا بطولات حرب الاستنزاف التى اضاعت حلاوة وكبرياء النصر من الاعداء بعد أقل من عشرة أيام فقط ، واستمرت كل يوم وكل ساعة الى ان تم خداعهم وعمل حائط الصواريخ وأقوى التجهيزات والاستعدادات للحرب نفس الآمر فى تخوين السادات فى كل شىء ، وان الحرب كانت تمثيلية متفقا عليها مع امريكا لتحريك الآمور ليس الا ..! وكأنه لا حساب أو مكانة لجرأة اتخاذ القرار ، وكأن اعترافات اسرائيل بالمفاجأة التى اضاعت مئات الارواح والاسرى فى اناس يتمسكون بالحياة وليس لديهم استعداد لفقد قلمة ظفر .. وكأن جولدا مائير التى بكت حتى أتتها أمريكا بالآمدادات لميدان المعركة مباشرة .. كلها كلها جزء من برنامج الكاميرا الخفية ! علما بان المنطق فى نظرية الاتفاق ، قد تكون اثناء الحرب أو بعده ، بخداعه وابهاره فى الاعلام العالمى الذى يسيطر عليه الامريكان والصهاينة ، ثم سحبه للاتفاق الذى خدم الاعداء فى كامب ديفيد على حساب النصر المجيد وعلى حساب خسارة مواقف عشرات الدول خاصة فى افريقيا واسيا ونفاذ اسرائيل اليها ليتكنوا من مشكلات النيل وغيرها وغيرها .. وقد يكون نفس الخطأ فى الثغرة ، بعدم الفصل بين القائد السياسى ( السادات ) والقائد الميدانى ( الشاذلى ) وهو أمر أشبه بمن يمتلك مصنع سيارات وبين ميكانيكى ماهر ، الآول يملك القرار النهائى ، والثانى هو من يعلم بدراية وكفاءة عن العيوب الحقيقية وكيفية اصلاحها ، وهى معركة من الجدل لم تنته حتى اليوم .. وحتى مع تصور حدوث هذا كله لا ينتقص من تحقيق نصر وتقديم بطولات شهد عليها العدو قبل الصديق وحتى مبارك الذى أرتكب من الجرائم الى حد سجنه فى سرقة قصور الرئاسة واتهامه بالتلاعب فى فواتير مشتريات ، أى ان رئيس بلد يفعل ما يقوم به حرامى الغسيل ! ، اذا كان البعض يستكتر عليه ما دأب عليه الاعلام من طنطنه بطل الضربة الجوية على حساب أخرين ، فانه على الآقل يحسب له انه شارك فى الحرب وخاطر بروحه ، ولم يكن وقتها يقود طائرة لشراء الكفيار وحتى أفراد الشعب الذين لم يشاركوا فى الحرب فى ذلك الوقت كانوا أبطالا ، وقد عشت هذه الفترة ووقفت فى طواير تضم طويلة طويلة تضم الالاف من المتطوعين عن حب وطيب خاطر بالتبرع بالدم .. والتغنى بالنصر بالفرحة مع بسم الله . الله اكبر ، والمواساة والفخر مع أم البطل والآمل مع عدى القناة وغيرها وغيرها كما ان أفراد الشعب قدموا من اسرهم أبطالا وشهداء يفخر بهم ابنائهم وأحفادهم على مدى التاريخ ، وأشرف ان كان لى شقيقان – رحمهما الله - شاركا فى الحرب والنصر ، الآكبر كان من أشهر مدربى المدرعات البر مائية ، وكل من شارك فى هذا السلاح كان يعرف شهرته ومهارته فى تدريبهم فى القواعد والمعسكرات المختلفة ، والثانية أصيب وظل جسدة محتفظا ببعض الشطايا ومنها ما أشبه بالكره الصغيرة رأى الآطباء انه من الآفضل التعايش معها ، وقد شرفت بالحصول على زيارة استثنائية له فى مستشفى ميدانى ثم تم نقله لمستشفى المعادى ، وشرفت بزيارة خط بارليف وما به من حصون كانت شاهدة على بطولة الجيش المصرى ، وكم تمنيت الابقاء على كثير منها لتظل شاهدة على امكانية كسر أقوى حصون العدو وحتى الخارجين عن القانون من لصوص وغيرهم شاركوا فى النصر ، بعدم تسجيل كل أقسام الشرطة بطول البلاد وعرضها لآية حوادث سرقات واعتداءات من اى نوع واعتقد ان كل ما عرضنا له يعطينا الحق فى اننا نفرح .. ليس لاننا فى أمس الحاجة الى أى أمل واية فرحة فحسب ، وليس لاننا حققنا نصرا شاركنا فيه جميعا فحسب .. ولكن لان الفرحة بطعم ألف فرحة وفرحة ، لانها أتت بنصر على ألد اعدائنا ، ولو استمر الانتصار عليهم لحلت كل مشاكلنا واستمرت الافراح والليالى الملاح ومن يرى انتقاص اى دور مما عرضت له ويتصور اننا فى حالة سكر ، نقول لهم أتركونا يرحمكم الله .. فهذا نصر لمسناه بايدينا وأعيننا ، وهذه فرحة عشناها وسنظل نعيشها ما حيينا بكل حواسنا ووجداننا وجوارحنا ، ونورثها لابنائنا واحفادنا ، وهذا الذى تحسبوه خمر حلال حلال !