كشفت مصادر استخباراتية أمريكية عن تلقي القبيلة المنتمي إليها "حسين عيديد" وزير الداخلية في الحكومة الصومالية ونجل الرئيس السابق "فرح عيديد"، مساعداتٍ ودعمًا أمريكيًا على مدى أشهر. وأقام "عيديد"، الذي ينتمي لقبيلة ("الهوية" فرع "هبرجدر") مع والدته في الولاياتالمتحدة لفترة طويلة، وخدم في الجيش الأمريكي كعسكري، ووصل إلى رتبة رقيب، وشارك ضمن قوات "المارينز" أثناء الغزو في حرب الخليج الثانية، وعقب وفاة والده عاد إلى الصومال ليصبح أحد أمراء الحرب. وقالت صحيفة "الخليج" الإماراتية: إن هذه المعلومات التي تُلقي الضوء على طبيعة التحرك الأمريكي الحالي تجاه الصومال، ترافقت مع الكشف عن المسؤول العسكري عن العمليات الأمريكية في الصومال، وهو الجنرال "وليم بويكين"، الذي يشغل منصب نائب وكيل وزارة الدفاع لشؤون المخابرات، وسبق له قبل سنوات الإدلاء بتصريحات مسيئة للإسلام. وجاء في تصريحاته التي أغضبت المسلمين في الولاياتالمتحدة، وأثارت انتقادات حادة من جانب بعض الديمقراطيين والجماعات الدينية وجماعات الحقوق المدنية، أن الجيش الأمريكي هو "جيش الرب المسيحي ونحارب المسلمين لأنهم يكرهون المسيحيين"، حسب قوله. وقد دعّم الجهد الحربي، وصوّر في خطب دينية ألقاها في كنائس، الحرب الأمريكية مع الإسلاميين على أنها معركة مع الشيطان، قائلاً إنهم يسعون لتدمير أمريكا لأننا شعب مسيحي. وفي إشارة إلى مقتل مسلم في الصومال, قال "بويكين" وقتذاك: إن إلهي أكبر من إلهه، إلهي إله حقيقي وإلهه مجرد وثن، وإن المسلمين يعبدون "وثنًا" وليس "إلهًا حقيقيًا"، حسب ما ورد على لسانه من إساءات للذات الإلهية. وكان "بويكين" يترأس قوات دلتا الأمريكية حين قامت الميليشيا التابعة لفرح عيديد الأب بعملياتها الشهيرة لإسقاط "البلاك هوك" التي شهدت سحل طيارين أمريكيين في شوارع "مقديشو" نتجت عنها ردة فعل قوية على الساحة الأمريكية، استلزمت من إدارة الرئيس "بيل كلينتون" وقتها اتخاذ قرار لاحق بسحب القوات الأمريكية من الصومال. وتقول الصحيفة: إن "بويكين"، الذي لم ينسَ هزيمته في الصومال عام 1993م، التي نتج عنها مقتل 18 من الجنود الأمريكيين، كما أصيب هو شخصيًا، عاد الآن ليكون مسؤولاً عن الشأن الصومالي في البنتاجون، وليصفي حسابات قديمة، حتى لو كان الطريق إليها عبر ابن الرجل الذي تسبّب في هزيمته قبل أكثر من عقد، وليحقق به ومعه انتصارًا على المحاكم الإسلامية.