يبدو أن قضية يونا اليان، طبيب التخدير الصهيوني الذي عثر عليه منتحرا في شقته شمال تل أبيب، ترفض أن تنتهي دون الكشف عن تفاصيل حياة هذا الرجل الذي خدم جهاز الاستخبارات العامة "الموساد" على مدى عقود. وكشفت صحيفة "هآرتس" الصهيونية عن عملية قام بها اليان تتعلق بمصر موضحة أن: "عملية أخرى شارك بها اليان وانتهت بفشل ذريع ومحرج لتل أبيب وهي عملية اختطاف الكسندر افينير يسرائيل، نقيب مهندس بسلاح الجو الإسرائيلي، والذي قام بعرض معلوماته وخدماته العسكرية على سفارة مصر في أوروبا الغربية عام 1954 لافتة إلى أن المعلومات وصلت إلى الوحدة التنفيذية والتي كانت في هذا الوقت وحدة تعاون مشترك بين جهاز الموساد وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، موضحة أن كلا من الجهازين بعث برجاله لاختطاف المقدم الصهيوني الذي كان يتحرك بين كل من فيينا وباريس ليسقط في يد الإسرائيليين في النهاية بالعاصمة الفرنسية ويتم اختطافه".
وأضافت "هآرتس" أن رافي ايتان، الوزير الصهيوني لشئون المتقاعدين فيما بعد، هو الذي تولى قيادة هذه العملية، لافتة إلى أن يسرائيل وضع في صندوق وقام مختطفوه بنقله الى طائرة تابعة لسلاح الجو الصهيوني لمحاكمته بعد ذلك في تل أبيب.
موضحة أن اليان قام بحقن يسرائيل والذي كان سيتم افاقته بعد ذلك في الدولة الصهيونية لكنه أخطأ وأعطى له جرعة زائدة مما ادى إلى وفاته وهو الأمر الذي ساعد عليه أيضا انخفاض درجة الحرارة في الطائرة مما دفع رجال "الموساد" إلى القاء جثة المقدم الصهيوني إلى مياه البحر المتوسط خلال عودتهم بالطائرة.
ونقلت عن رافي أيتان قوله أنه بعد انتهاء العملية بالفشل رفض ايسار هرئيسل رئيس الموساد وقتها نقل تفاصيل ما حدث لعائلة المقدم الصهيوني نظرا لأنها كانت أكثر العمليات المحرجة في تاريخ تل أبيب الاستخباري، وفي تعليقه على وفاة اليان، قال ايتان أن الأخير كان محافظا على أسرار "الموساد" وأسرار المهمات التي شارك بها كما لا يخبر أحدا ما بتعاونه مع جهاز الاستخبارات الصهيوني ولا حتى لأبناء عائلته، موضحا أن المهمة الوحيدة التي كشف عنها منذ سنوات كان عملية اختطاف ادولف ايخمان القيادي النازي من الأرجنتين والذي اتهمته تل أبيب وحاكمته بعد ذلك بإبادة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.