أعرب الدكتور نبيل العربي وزير الخارجية عن قلق مصر البالغ إزاء التصعيد الصهيوني ضد قطاع غزة، والذي أسفر عن وقوع ثمانية شهداء، و19 مصاباً، بينهم أطفال. وأوضح وزير الخارجية في بيان اليوم الجمعة أن مصر تشجب الغارات الجوية الصهيونية على غزة وإطلاق المدفعية على مواقع مختلفة من القطاع، مطالباً جميع الأطراف بالوقف الفوري لكافة الأعمال العسكرية حفاظا على أرواح وسلامة المدنيين.
وقال العربي إن مصر بذلت جهدا وأجرت اتصالات لوقف التصعيد بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني حقنا للدماء ولمنع تفاقم الموقف، مشيراً إلى أننا نأمل التزام الجميع بالتهدئة حرصا على أمن وأمان مواطنيهم.
11شهيدا وعشرات الجرحى إلى ذلك، استشهد أحد عشر فلسطينيا منهم سبعة ناشطون وأربعة مدنيون فى قصف جوى ومدفعى صهيونى على غزة مساء الجمعة، وفجر اليوم السبت، فى أسوأ يوم من العنف منذ الحرب التى شنتها الدولة الصهيونية على القطاع قبل سنتين.
ولم تصمد تهدئة أعلنتها المجموعة الفلسطينية، إذ أطلقت عشرات القذائف والصواريخ على الجنوب الصهيونى.
وسقط آخر قتيلين فجر اليوم السبت، بعدما أفادت مصادر طبية فلسطينية مقتل فلسطينيين اثنين وإصابة ثالث بجروح "خطيرة" فى غارة جوية صهيونية استهدفت سيارة فى مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وقال أدهم أبو سلمية المتحدث باسم لجنة الإسعاف والطوارئ فى وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس إن "شهيدين سقطا وأصيب ثالث بجروح بالغة الخطورة فى قصف جوى لسيارة فى رفح".
وأكدت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس، أن القتيلين والجريح من قيادييها.. وأعلنت فى بيان "استشهاد القائدين فى كتائب القسام تيسير أبو سنيمة ومحمد عواجا فى قصف صهيونى استهدف سيارة فى حى السلطان فى رفح".
وبذلك ارتفعت حصيلة القتلى الفلسطينيين فى القصف الصهيونى إلى أحد عشر أمس الجمعة، و16 منذ الخميس الماضى، وفى وقت لاحق من ليل الجمعة وفجرالسبت شنت طائرة استطلاع صهيونية غارة جوية على مخيم جباليا شمال القطاع، مما أدى إلى سقوط جريح وصفت ب"المتوسطة" الخطورة، وفقا لمصادر طبية وشهود عيان.
وقال مراسل وكالة "فرانس برس" إن المقاتلات الحربية الصهيونية شنت غارة على نفق على الشريط الحدودى بين مصر وقطاع غزة، كما ذكر شهود عيان أن المقاتلات الحربية الصهيونية شنت غارتين أخريين استهدفت واحدة سيارة شرق مدينة غزة والثانية موقعا للتدريب تابعا لكتائب القسام شرق مخيم جباليا شمال القطاع ولم تسفر هاتان الغارتان عن أى إصابات.
وكان أربعة ناشطين فى كتائب القسام قتلوا فى غارتين جويتين صهيونيتين فى القطاع. وأعلن الجناح العسكرى لحماس فى بيان "استشهاد القائد الميدانى رائد شحادة" فى قصف شمال القطاع، وفى وقت لاحق أعلنت "استشهاد القسامى أحمد غراب متأثرا بجروح أصيب بها" فى الغارة نفسها.
وقبل ذلك أعلنت كتائب القسام "استشهاد عبد الله القرا ومعتز أبو جامع فى قصف صهيونى فى خان يونس"أما الناشط السابع فهو يوسف العرعير الذى أعلنت سرايا القدس الجناح المسلح للجهاد الإسلامى فى بيان أنه ينتمى إليها.
وأعلن المصدر الطبى نفسه أن أربعة مدنيين قتلوا فى الغارات والقصف الصهيونى بينهم طفل يبلغ من العمر عشرة أعوام وامرأتان، وقال أبو سلمية إن الطفل محمود الجرو (10 سنوات) قتل وأصيب 12 آخرون فى قصف مدفعى إصهيونى استهدف مقبرة الشجاعية شرق مدينة غزة، كما أعلن "استشهاد طلال أبو طه (55 عاما) ونجاح قديح (45 عاما) وابنتها نضال قديح (21 عاما)" فى غارة إسرائيلية استهدفت منزلا شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وتحدث أبو سلمية عن سقوط 58 جريحا على الأقل فى الغارات بينهم 12 إصاباتهم "خطرة".
وجاء هذا التصعيد الصهيونى على قطاع غزة ردا على صاروخ أطلق من القطاع وأصاب حافلة ركاب فى الجنوب الصهيونى الخميس، مما أدى إلى إصابة فتى بجروح بالغة. وأعلنت كتائب القسام مسئوليتها عن قصف الحافلة.
وأمر وزير الحرب الصهيونى، إيهود باراك، الجيش بالتحرك سريعا بكل الوسائل اللازمة للرد على الهجوم على الباص، وكانت إذاعة الجيش الصهيونى قد نقلت عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله فى براغ إن منفذى الهجمات "تجاوزوا خطا أحمر". وأضاف أن "الجيش الإسرائيلى رد وسنواصل الضرب بتصميم".
من جهته قال وزير الأمن المدنى، ماتان فيلناى: "نواصل التحرك ليتوقف إطلاق الصواريخ وليندم الذين أطلقوا الصاروخ".
أما الحكومة الفلسطينية فى غزة، فقد أكدت فى بيان أنها تحاول منذ اللحظة الأولى الحكومة إيجاد صيغة لوقف هذا العدوان لكن الاحتلال الصهيونى مصر على مواصلة ارتكاب مجازره بحق شعبنا" ودعت إلى "عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة العربية لبحث التصعيد الصهيونى وإيجاد الآليات الملائمة لوقف العدوان على غزة".
حرق العلم الصهيونى بالقاهرة هذا، وتظاهر آلاف المواطنين أمام السفارة الصهيونية بالقاهرة، مساء الجمعة، مطالبين بإغلاق السفارة وطرد سفيرها.
وتوافد المتظاهرون من ميدان التحرير إلى مقر السفارة الصهيونية بالجيزة مردديد شعارات ''إرفعي راسك يا فلسطين، شهدا شهدا بالملايين''، ''يا غزة.. جاينلك.. جايينلك''، ''أول مطلب للجماهير قفل سفارة.. وطرد سفير''، ''يا صهيونى بره بره مصر خلاص عملت ثورة''.
وترددت أنباء عن دخول المتظاهرين في اعتصام أمام السفارة الصهيونية بالقاهرة لحين تنفيذ مطالبهم.
وأفاد شهود عيان أن المتظاهرين قاموا بإحراق العلم الصهيوني أمام السفارة تنديداً بالقصف الصهيوني على فلسطين الذي شنته عليها منذ يومين والذي نتج عنه سقوط عشرات الشهداء والجرحى الفلسطينيين.
وأضاف الشهود أنه تم انزال العلم الصهيوني من على السفارة الصهيونية منذ قليل، مؤكدين أنه غير موجود على مبني السفارة.
وطالب المتظاهرون بكسر الحصار عن غزة، وفتح المعابر المصرية أمام المواطنين الفلسطينيين.. كما طالبوا بقطع العلاقات المصرية مع الصهاينة.
من جهتها قامت قوات الجيش بمحاصرة المبنى الذي يوجد به مقر السفارة وسط هتافات المتظاهرين الغاضبين.
مطالب بالحرب إلى ذلك، نشر أحد النشطاء على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي فيديو يظهر تجمع المئات من المعتصمين أمام مقر السفارة الصهيونية علي كورنيش الجيزة.
ويظهر الفيديو لحظة إنزال العلم الصهيوني من أعلى العمارة التي تقع بها السفارة الصهيونية بالقاهرة، كما يظهر أيضًا رفع أعلام فلسطين وتكبيرات وصلوات في الشارع المؤدي إلى مقر السفارة.
وطالب المتظاهرون الجيوش العربية بشن حرب موحدة على الصهاينة هدفها القضاء على هذا الكيان المعادي للدول العربية والإسلامية.