انتشرت الاضطرابات في جنوب سورية امس الاثنين، وقال ناشطون إن مئات المحتجين تظاهروا ضد الحكومة في بلدة جاسم ومدينة انخيل، لكن السلطات لم تستخدم القوة لقمع أحدث الاحتجاجات، في الوقت الذي اعلن فيه ناشط حقوقي عن وفاة الطفل منذر مؤمن المسالمة (11 عاما) الاثنين اثر اصابته الاحد في احداث درعا، جنوبدمشق. واعلن ناشط حقوقي لوكالة "فرانس برس"، ان الطفل منذر مؤمن المسالمة توفي الاثنين اثر اصابته الاحد في احداث درعا، جنوبدمشق.
وقال الناشط الحقوقي، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه للوكالة "توفي الاثنين الطفل منذر مؤمن المسالمة (11 عاما) في المشفى الميداني في المسجد العمري، الذي نقل اليه بعد اصابته في مظاهرة" الاحد. واضاف المصدر انه "تم دفن المسالمة بامر من الامن بدون اقامة جنازة او اي مظاهر دينية". واشار المصدر الى وجود اكثر من 800 مفقود في درعا' منذ اندلاع الاحداث فيها الجمعة.
واكد الناشط اعتقال عدة اشخاص في درعا وذكر منهم "المحامي عيسى المسالمة ورئيس فرع اتحاد الكتاب العرب سابقا في درعا يوسف عويد الصيافة ومحمد جابر المسالمة وشكري المحاميد وعصام المحاميد".
وفي جاسم وهي بلدة زراعية على مسافة 30 كيلومترا غرب درعا ردد المتظاهرون هتافات تقول "سلمية سلمية" و"الله.. سورية.. الحرية"، وافاد احد الشهود ان المدينة شهدت تظاهرة شارك فيها المئات، رفعوا صورة القتيل الذي سقط في درعا واطلقوا هتافات مثل "ما في خوف ما في خوف" و"سلمية سلمية"، في اشارة الى ان تظاهرتهم سلمية، و"بالروح بالدم نفديك يا شهيد".
كما تجمع بضع مئات من الاشخاص في مدينة انخيل الواقعة على بعد 40 كلم من درعا، حيث هاجموا مقر الشرطة وخربوه وهم يطلقون هتافات.
وفي درعا اصطف مئات من رجال الشرطة يحملون الكلاشنيكوف على جانبي الطرق، لكنهم لم يدخلوا في مواجهات مع المشاركين في جنازة رائد القدرة (23 عاما) وهو متظاهر قتل في درعا.
وردد المشيعون هتافات تقول "الله سورية الحرية والشعب يريد إسقاط الفساد". مستلهمين شعار "الشعب يريد اسقاط النظام" الذي تردد في انتفاضات اطاحت برئيسي مصر وتونس وانتشرت في مختلف ارجاء العالم العربي.
وتجمع المعزون في وقت لاحق في المسجد العمري في الحي القديم في درعا. ووضعت القوات نقاط تفتيش عند مدخل درعا لفحص بطاقات الهوية. وذهب وزير العدل السوري محمد أحمد يونس إلى مقر البلدية في محاولة لتهدئة المشاعر وفتح حوار مع المحتجين.
وفتحت قوات الأمن النار يوم الجمعة على مدنيين شاركوا في مظاهرة سلمية في درعا، مطالبين بالحريات السياسية وإنهاء الفساد والإفراج عن 15 من التلاميذ الذين اعتقلوا لكتابتهم شعارات احتجاج على الأسوار. وقتل أربعة أشخاص أثناء الاحتجاجات.
وأطلقت السلطات سراح الأطفال امس، الاثنين، في بادره كانوا يأملون ان تنزع فتيل التوترات في البلدة الحدودية التي شهدت المزيد من الاحتجاجات بعد يوم الجمعة.
وطالبت شخصيات محلية بارزة بالإفراج عن السجناء السياسيين وتفكيك مقر الشرطة السرية في درعا، وعزل المحافظ وإجراء محاكمة علنية للمسؤولين عن القتل، وإلغاء اللوائح التي تتطلب الحصول على تصريح من الشرطة السرية لبيع أو شراء ممتلكات.
ونددت فرنسا الاثنين باستخدام العنف ضد المتظاهرين في سورية وطالبت باطلاق سراح كل الاشخاص الذين اعتقلوا خلال الايام القليلة الماضية لمشاركتهم في التظاهر.
ويرى محللون ان سورية "ليست استثناء" في المنطقة العربية وان موجات الاحتجاج مرشحة لان تصل اليها كما هو حاصل في العديد من الدول العربية الاخرى.
ويطالب المتظاهرون بمزيد من الحرية والديمقراطية في بلد يشكل الفقراء فيه نحو 14 في المئة من السكان البالغ عددهم 22 مليونا.
وندد المرصد السوري للدفاع عن حقوق الانسان ب"مواصلة سياسة الاعتقالات الاعتباطية"، ودعا الحكومة السورية الى "اطلاق سراح كل محتجزي الرأي على الفور".
كما دانت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الامن في سورية.