أعلن التلفزيون الكوري الجنوبي الثلاثاء ان كوريا الشمالية أطلقت عشرات من قذائف المدفعية قبالة جزيرة يونبيونج في البحر الغربي ، في مؤشر خطير على احتمالات نشوب حرب بين الجانبين ، خاصة مع تهديد سيول برد أقوى إذا استمرت بيونج يانج في "الاستفزازات". واضاف التلفزيون ان نحو 200 قذيفة على الأقل سقطت على الجزيرة الواقعة إلى الشمال الغربي من كوريا الجنوبية قرب الحدود المشتركة بين الكوريتين ، مما دفع قوات المدفعية الكورية الجنوبية إلى الرد.
وقال المتحدث باسم هيئة الاركان الكورية الجنوبية المشتركة لي بونج وو إن القذائف المدفعية الكورية الشمالية سقطت في المياه الكورية الجنوبية قبالة جزيرة يونبيونج، وسقط بعض منها على الجزيرة مباشرة وردت القوات الكورية الجنوبية باطلاق مدفعيتها.
ونقل تلفزيون "وا.تي.ان" في سول عن شاهد عيان قوله ان ما بين 60 و70 منزلا اندلعت فيها النيران بعد القصف ، فيما ترددت أنباء عن انهيار عدد من المباني واصابة أربعة جنود بجروح خطيرة.
واعلنت السلطات الكورية الجنوبية حالة الطوارئ في البلاد ، فيما تم اجلاء سكان الجزيرة المستهدفة إلى الملاجئ ، بينما تحلق مقاتلات كورية جنوبية في أجواء الجارة الشمالية . وقالت مصادر إخبارية ان كبار مساعدي الرئاسة في كوريا الجنوبية يجتمعون في ملجأ بالقصر الرئاسي.
يذكر ان هناك نزاع بين الكوريتين منذ ان اتهمت سيول بيونج يانج بمهاجمة احدى سفنها في مارس مما ادى الى مقتل 46 بحارا ، الا ان بيونج يانج رفضت هذا الاتهام وقالت انها سترد بالقوة اذا فرضت كوريا الجنوبية عقوبات.
وقطع الحوار تقريبا بين البلدين منذ ان تولى الرئيس الكوري الجنوبي لو ميونج باك السلطة في 2008 واعلانه انه لن يتم ارسال مساعدات الى بيونجيانج الا بعد ان تتخلى كوريا الشمالية عن برنامجها للاسلحة النووية.
النووي الامريكي وعلى صعيد متصل صرح رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الكوري الجنوبي الثلاثاء إن اعادة نشر اسلحة نووية تكتيكية أمريكية في كوريا الجنوبية سيكون مناقضا لكل ما فعلته سيول والمجتمع الدولي لمحاولة انهاء الطموحات النووية لكوريا الشمالية.
وفي وقت سابق قال وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم تاي يونج انه سيدرس جميع الخيارات المتاحة للتصدي لمساعي بيونج يانج لان يكون لديها برنامجها لتخصيب اليورانيوم بما في ذلك اعادة الاسلحة النووية التكتيكية الأمريكية التي ازيلت من البلاد قبل حوالي 20 عاما.
وقال وون يو تشول رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان "اذا سمحنا باعادة نشر اسلحة نووية تكتيكية في كوريا الجنوبية فانها ستكون ضربة خطيرة لهدف أعظم بكثير" ،مضيفا: "جهود حكومتنا والمجتمع الدولي لجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الاسلحة النووية كلها ستضيع سدى".
وقال وون وهو عضو بارز بالحزب الحاكم انه تحدث في وقت متأخر يوم الاثنين الي كيم الذي أبلغه ان تعليقاته انتزعت من سياقها وانه كان يعني ان كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة تجريان مشاورات بشأن مختلف الخيارات المتاحة للتصدي للتهديد النووي لكوريا الشمالية.
واضاف وون قائلا "لم تكن هناك قط اي مناقشات بين كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة لاعاد اسلحة نووية تكتيكية ولم تكن هناك ايضا أي دراسة لذلك الخيار."
وفي 1992 وقعت كوريا الجنوبية اتفاقية مع كوريا الشمالية تعهد فيها البلدان بعدم التسلح باسلحة نووية بعد ان اعلنت الولاياتالمتحدة ازالة الاسلحة النووية التكتيكية من الجنوب.
توعد امريكى وأكدت الولاياتالمتحدةالأمريكية الاثنين مجددا أنها لن تكافئ كوريا الشمالية على سلوكها السيئ ، وذلك على خلفية التقارير التي أشارت إلى أن بيونج يانج قد أقامت منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم.
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي حيث شدد على أن بناء مثل تلك المنشأة يعتبر مصدر قلق مؤكد وواضح ، ولكنه لا يعتبر أزمة.
وأضاف :" أن تلك الخطوة من جانب كوريا الشمالية لم تدهش واشنطن ، بل وربما لا تكون أكثر من "فرقعة إعلامية".
ودعا المتحدث الأمريكي بيونج يانج إلى اتخاذ خطوات كاملة وقابلة للتحقق ولا رجعة فيها نحو التجريد النووي . كما أوضح أن بلاده سوف تستمر في تنفيذ سياساتها الراهنة تجاه الدولة الشيوعية.
وكانت الولاياتالمتحدة قد أعلنت في العام 1991 أنها سحبت جميع أسلحتها النووية التكتيكية من كوريا الجنوبية وفقاً لمبادرة واشنطن لنزع السلاح . وكانت الأسلحة النووية التي تم نشرها في 16 منشأة عسكرية كورية جنوبية بعد 5 سنوات من نهاية الحرب الكورية (1950-1953)، مصممة لوضعها على صواريخ أو رؤوس حربية اصطناعية كردع ضد كوريا الشمالية.