قالت وثيقة سرية تم الكشف عنها الخميس أن رئيس أركان الجيش الصهيوني الأسبق إسحاق رابين طالب الحكومة برئاسة ليفي أشكول بشن حرب مفاجئة ضد مصر في الثاني من يونيو 1967 تحسبا من هجوم مصري على مفاعل ديمونا النووي وتدميره. والوثيقة المصنفة (سرية للغاية) عبارة عن بروتوكول اجتماع حضره وزراء الحكومة وأعضاء هيئة الأركان العامة للجيش الصهيوني وعقد في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب في الثاني من يونيو 1967 ونشرتها صحيفة "هاآرتس" اليوم الخميس بمناسبة الذكرى السنوية ال15 لإغتيال رئيس الوزراء رابين في 4 نوفمبر من العام 1995.
وكان الهدف من عقد الاجتماع إفساح المجال أمام أعضاء هيئة الأركان العامة بالإدلاء بتقديراتهم أمام القيادة السياسية.
وتكشف الوثيقة التي تمتد على 27 صفحة المواجهة بين القيادة العسكرية برئاسة رابين التي طالبت بشن حرب فورا وبين القيادة السياسية برئاسة أشكول التي رأت أنه ينبغي التريث من أجل التوصل إلى تفاهمات سياسية مع الولاياتالمتحدة ودول أخرى.
وافتتح الاجتماع باستعراض تقرير استخباري سري قدمه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء أهارون ياريف وحذر فيه الوزراء من ان اية مماطلة في شن الحرب ستؤدي إلى استمرار مصر في تعزيز وحشد قواتها في سيناء.
وأضاف ياريف "إذا لم تفعل إسرائيل شيئا فإنه ستتصاعد الهجمات المسلحة للفدائيين تحت رعاية مصر وسورية وأن حكم الملك حسين في الأردن سيكون معرضا للخطر وأن مصر قد تقرر توجيه ضربة وتدمير ديمونا وربما المطارات ايضا".
وبعد ذلك استعرض رابين موقفه قائلا "إننا ندخل في حالة حشد قوات شامل (للجيشين المصري والسوري) والتعاون يتزايد وكلما مر الوقت من دون أن تفعل إسرائيل شيئا فإنه ستزداد ثقة العرب بأن إسرائيل... ليس بإمكانها مواجهة هذه المشكلة".
وأضاف رابين "قد نصل إلى وضع لا أريد أن أعبر عنه بكلمات شديدة لكن سيكون هناك خطر على وجود إسرائيل والحرب ستكون قاسية وشديدة والخسائر كبيرة".
وطالب رابين بتوجيه "ضربة قاسمة لناصر" أي الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وبالأساس يجب أن تكون هذه ضربة عسكرية أولية من الجو لكي تدمر في يوم واحد سلاح الجو المصري.
واستعرض قائد سلاح الجو الصهيوني، اللواء موطي هود، تفاصيل خطة الهجوم الجوي وشدد على أن سلاح الجو جاهز لشن العملية فورا.
وسأل الوزراء هود حول الدفاع عن المدن الصهيونية من غارات الطيران العربي وعندها تدخل رابين قائلا إن "الدفاع الأفضل من هجوم كهذا هو ضرب سلاح الجو المصري".
وأشارت "هاآرتس" إلى أن الأجزاء الوحيدة المحظور نشرها من بروتوكول هذا الاجتماع بأمر من الرقابة العسكرية هي أقوال هود حول تحليق طائرات مصرية لغرض التصوير قبل أسبوعين من حرب الأيام الستة وأنه وفقا لتقارير أجنبية كانت غاية تحليق الطائرات المصرية تصوير منطقة المفاعل النووي في ديمونا.
وكان اللواء أرييل شارون أكثر الضباط تشددا وقال خلال الاجتماع "إن هدفنا ليس أقل من تدمير شامل للقوات المصرية، وأنه بسبب التردد والمماطلة، من جانب الحكومة (الصهيونية) فقدنا عامل الردع الأساسي".
وأضاف شارون إنه يوجد مبرر لسقوط خسائر كثيرة في الجانب الصهيوني لأن الحديث يدور عن وضع صعب للغاية بالنسبة للدولة الصهيونية منذ حرب العام 1948، وأشار إلى أن الشعب في الدولة الصهيونية يؤيد توجه الجيش.
ووبخ أشكول كلا من شارون واللواء موشيه بيلد بسبب حدة كلامهما وشدد على أهمية الاتصالات السياسية قبل شن الحرب وقال "فلنفترض إننا كسرنا اليوم قوة العدو، فإنه سوف يبدأ غدا في بناء قوته من جديد" وحذر من وضع "سنضطر فيه إلى خوض حرب كل عشر سنين".
وانتهى الاجتماع الذي دام ساعتين ونصف الساعة وبعد ذلك بيومين قررت الحكومة الصهيونية شن حرب الأيام الستة التي احتل فيها الصهاينة أراض عربية.