أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بشدة الدعم المادي الذي تقدمه الولاياتالمتحدةالأمريكية لحرس محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، للتمهيد لإشعال حرب أهلية تستهدف إسقاط الحكومة التي تقودها حركة "حماس". وقالت الحركة: "في الوقت الذي يتعرض فيه شعبنا الفلسطيني المرابط لحصار خانق وظالم يساهم في إحكامه الاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية وعدد من دول المنطقة، وفي الوقت الذي تحجب فيه الإدارة الأمريكية الأموال عن الشعب الفلسطيني سعياً لكسر إرادته وإخضاعه، نشرت وكالات الأنباء وثيقة رسمية تعتزم فيها الإدارة الأمريكية تقديم مبلغ 86 مليون دولار لدعم القوات التابعة لرئيس السلطة الفلسطينية كي تكون في مواجهة حركة حماس"، ومواجهة المقاومة الفلسطينية وقمعها. واعتبرت "حماس" الموقف الأمريكي بتقديم هذه الأموال "تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية الفلسطينية، كما نعتبرها خطوة جديدة من جانب الإدارة الأمريكية لإشعال حرب أهلية بين أبناء شعبنا الفلسطيني". وطالبت رئاسة السلطة الفلسطينية بإعلان موقف واضح إزاء ما تضمنته الوثيقة، "وإذا كانت الإدارة الأمريكية حريصة على مصالح الشعب الفلسطيني وراغبة بمساعدته، كان حرياً بها رفع الحصار المفروض عليه والسماح بمرور الأموال إليه".
وثيقة: واشنطن تعزز قوات عباس ب 86 مليون دولار لمواجهة حماس
ومن الجدير بالذكر أنه كُشف النقاب عن وثيقة رسمية أمريكية يوم الجمعة (5/1)؛ تفيد أنّ إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش ستقدم 86 مليون دولار لدعم القوات التابعة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، كي تكون في مواجهة حركة "حماس". وجاء في الوثيقة للإدارة الأمريكية أكدت وكالة "رويترز" للأنباء أنها حصلت على نسخة منها؛ أنّ هذه الأموال ستساعد رئاسة السلطة في القيام بما تعهدت به بموجب خطة خارطة الطريق لمواجهة المقاومة الفلسطينية وقمعها. وأوضحت الوثيقة إنّ اللفتنانت جنرال كيث دايتون منسق الأمن الأمريكي بين الجانب الصهيوني ورئاسة السلطة الفلسطينية، سينفذ برنامجاً يجري التعبير عنه ب "دعم واصلاح عناصر قطاع الامن الفلسطيني التي تسيطر عليها رئاسة السلطة الفلسطينية". وتكشف الوثيقة الامريكية أنّ الأموال التي ستتوجه لقوات عباس كانت مخصصة في البداية لبرامج المساعدات الأمريكية في الضفة الغربية وقطاع غزة التي "ألغيت أو عُلِّقت بعد أن تولت حماس السلطة". ومن المقرر أن تزور وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس المنطقة بعد أيام قليلة لإجراء محادثات مع عباس ورئيس حكومة الاحتلال أيهود أولمرت وزعماء آخرين. كما أكّدت مصادر صحفية صهيونية النبأ، وأشارت إلى أنّ "المساعدات" المرتقبة ستتضمن أسلحة وعتاداً لقوات عباس، بالإضافة إلى برامج تدريبية لمختلف الملتحقين في تلك القوات التي تأتمر بأمر رئيس السلطة الفلسطينية الذي يحظى بامتداح إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش. يُشار إلى أنه تم قبل أيام كشف النقاب عن تزويد قوات عباس (حرس الرئاسة) بأكثر من ألفي قطعة سلاح من طراز كلاشنكوف، مع عشرين ألف مشط ذخيرة، بالإضافة إلى مليوني رصاصة، وبموافقة أمريكية وتسهيلات صهيونية، حيث تم إدخالها إلى قطاع غزة مؤخراً عبر معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه سلطات الاحتلال. وسبقت ذلك شحنات أخرى من السلاح والأموال تدفقت على قوات عباس في الضفة الغربية وقطاع غزة بتسهيلات صهيونية، تحريضاً لها على خوض حرب أهلية في الساحة الفلسطينية وتشجيعاً للتوجه الانقلابي في حركة "فتح".