رد طلاب "الإخوان المسلمين" بجامعة الإسكندرية على ما اعتبروه محاولة لتشويه صورة مؤسس الجماعة حسن البنا في مسلسل "الجماعة" الذي عرض على شاشات التلفزيون في رمضان، عبر توزيع كتيب صغير يتكون من أربعة صفحات يحمل اسم "الموهوب" وهو عبارة عن سيناريو من تسعة مشاهد لحياة ومواقف مؤسس الجماعة وكيف انتهى به الحال لتعرضه للاغتيال بعد "اثنين وأربعين عامًا من العمل والجهاد". يبدأ المشهد الأول في 12 فبراير 1949، يوم اغتيال البنا، ومكتوب أسفله "المكان: القصر الملكي حيث امتلأ عن آخره بالحضور.. تملا الأضواء والزينات أعينهم فاليوم عيد ميلاد الملك فاروق... الكل يلهو ويرقص إلا شخص واحد وهو الملك فاروق نفسه فقد أجل احتفاله بعيد ميلاده من الأمس إلى اليوم لأول مرة.. فهناك شيء يقلقه وظلت ترتسم على وجهه علامات القلق والريبة... ومن وسط الحضور يتجه شخص ما إلى الملك تبدو عليه علامات المكر والدهاء ويهمس في أذنه قائلا: لقد تمت المهمة.. لقد مات الرجل... ويتمتم الملك في نشوه عجيبة: مات الرجل.. مات الرجل".
ويعقب المؤلف بعد المشهد الأول "رجل كهذا لابد أن نحكى بعض مشاهده"، ويروى المشهدان الثاني والثالث كيف كانت شخصية البنا في رفضه للعري والخلاعة حتى ولو كان لتمثال وكيف كان يقوم الليل في ظل تعبه وإجهاده.
أما المشهد الرابع الذي أسماه المؤلف "مسألة مبدأ" فيروى قيام أحد موظفي وزارة خارجية الإمبراطورية البريطانية بزيارة مقر جماعة "الإخوان المسلمين" ويلتقي الإمام البنا مع باقي أعضاء مكتب الإرشاد ويعرض عليه قيام الإمبراطورية البريطانية بتمويل الجماعة باعتبارها " جمعية خيريه واجتماعية".
إلا أن الإمام يرفض قائلا: "نحن لسنا في حاجة لأموالكم أنت أكثر احتياجا لها منا أنتم في حاله حرب، "وبعدما انصرف الزائر قال بعض الإخوان كان ينبغي أن نأخذ منهم المبلغ ليعيننا عليهم، فيرد البنا قائلا "نحن مجاهدون بأموالنا لا بأموال غيرنا ومضحون بنفسنا لا بأرواح غيرنا".
كما يروى المشهد الخامس مشهد قيام أحد شباب "الإخوان" الحاضرين في مؤتمر الإسكندرية بالهتاف "عاش حسن البنا" مما أدى لانفعال البنا، قائلا "لن يأتي عليكم اليوم ولا على هذه الدعوة التي يهتف فيها لشخص مهما كان إن دعوتكم دعوة ربانية وليست دعوة أشخاص، والوحيد الذي يهتف باسمه هو قائدنا محمد صلى الله عليه وسلم ثم اخذ يردد والناس من ورائه "الله غايتنا والرسول قدوتنا والقران دستورنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا".
ويدور المشهد السادس داخل "جمعية الشبان المسلمين" حيث يشير إلى موقف البنا من كتاب الشعر الجاهلي لطه حسين عندما ناقش الكتاب بشكل موضوعي دون أن يكفر أو ينتقد مؤلف الكتاب.
وبعد انتهاء المحاضرة فوجئ باتصال من طه حسين يطلب منه لقائه، وفي اللقاء قال له الأخير: "إنني كنت في المحاضرة وأجلس بمكان لا يراني أحد منه وقد حرصت على أن أسمع كلمتك"، وعندما سأله البنا عن رده قال "ليس لي رد على شيء .. لقد كنت أسمع لكلمتك وأطرب واقسم لك لو كل أعدائي شرفاء مثلك لطأطأت رأسي لهم"، وينتهي الكتيب بمشاهد مؤامرة اغتيال البنا وجنازته التي منعت الحكومة في حينها أن يسير أحد بها أو تلقي العزاء فيه إلا أربعة نساء ورجلين.
إغلاق المساجد من جانب آخر، عبر طلاب جامعة الإسكندرية عن استيائهم من إغلاق المساجد في غير أوقات الصلاة وفتحها بمجرد الآذان من قبل موظف موجود داخل كل مسجد تنحصر مسئوليته في منع تعليق أي ملصقات داخل أو على جدان المسجد، أو السماح لبعض الطلاب بالتبرع بكتب للمسجد.
وأثار هذا الأمر حالة من الاستياء بين الطلاب خاصة وأن مساجد الكليات داخل الحرم الجامعي تعد الملجأ الرئيس لكثير منهم عندما يتم إلغاء المحاضرات أو عند انتظارهم لها، فيما يعلل إحدى المسئولين الإجراء بأنه حتى لا يستغل طلاب "الإخوان المسلمين" المساجد في الترويج لأفكارها.