منذ تم الإعلان عن نية الكاتب الكبير وحيد حامد، تقديم مسلسل تليفزيوني جديد، يتعرّض لقصة نشأة وتطوّر جماعة الإخوان المسلمين، وإسهاماتها في الحياة السياسية المصرية، ومن المتوقع أن تشهد الساحة العديد من الصراعات والمشاكل وتراشق الاتهامات، بين الجماعة وحامد، حتى قبل أن يتم الإعلان عن أي تفاصيل، أو يتم التأكد من الشائعات التي تم ترويجها من أن حامد يسعى لتشويه تاريخ الجماعة لصالح النظام! اشتعال المعركة ومع بدء بث بروموهات المسلسل المقرر عرضه في رمضان 2010، شنت جماعة الإخوان حملات شرسة على الكاتب، على صفحات المنتديات والمواقع الإلكترونية، وشبكات التواصل الاجتماعي، مثل الحملة الأخيرة التي تم تدشينها على الفيس بوك، عن طريق إنشاء جروب خاص لمحاربة وحيد حامد، والمطالبة بمنع عرض المسلسل ومقاطعته في حال الإصرار على عرضه، تحت اسم "معاً ضد الجماعة". وامتلأ ال Wall الخاص بالجروب بالعديد من العبارات العدائية الموجّهة لصُنّاع المسلسل، بالإضافة لإيراد تصريح منسوب لأحمد سيف الإسلام، نجل الإمام حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، يقول "صرح الأستاذ سيف الإسلام حسن البنا، نجل الشيخ حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، أنه تلقى عروضا كثيرة من منتجين وممثلين داخل مصر وخارجها، وذلك لإنتاج فيلم عالمي، يرد على مسلسل "الجماعة" المقرر عرضه فى رمضان المقبل، وقال إن هذا الإنتاج الفني يأتي للرد على ادعاءات وحيد حامد، وحملته لتشويه صورة حسن البنا، وأيضاً من باب "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم". تهديدات مستترة هذا غير التلميحات والتهديدات المستترة بين سطور المعلّقين على الحدث، التي كتبها مؤيدو جماعة الإخوان، وكارهو الفن بصفة عامة، والراغبون بشدة في القضاء على أي مظاهر للتنوير، مما يشير إلى وجود ثورة مكبوتة لدى العديدين، ساعدت هذه الأحداث على إبرازها للسطح بكل هذا الوضوح! الفكر والفكر المضاد وربما كان من الإنصاف والعدل لجميع الأطراف، الانتظار حتى يتم عرض المسلسل فعليا، ثم الرد على ما ورد به من مغالطات -إن وُجدت- بالفكر المضاد، والحوار الهادف البنّاء، والفن الرفيع، لا محاولة إرهاب كل من يحمل رؤية، أو يسعى لنقد التراث، أو إعادة التفاعل مع المُسلّمات القديمة في ظل التطور التكنولوجي الحادث، وإلا فلن نتقدم، وسوف نظل في ذيل الأمم إلى يوم يبعثون!!