تقدم الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل بمذكرة توضيحية إلى النائب العام، بناء على اقتراح مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين، يشرح فيها ملابسات حديثه عبر فضائية "الجزيرة" الذي أثار خلافا مع أسرة الرئيس الراحل أنور السادات، عبر تلميحاته إلى دوره في الوفاة المفاجئة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بعد أن أعد له فنجان قهوة قبل رحيله خلال لقاء كان شاهد عيان عليه. وأرسل هيكل برسالة شكر إلى نقيب الصحفيين على اقتراحه ونصيحته له بتقديم المذكرة وأرسل له نص المذكرة التي قدمها نيابة عنه إلى النائب العام المحامى رجائي عطية ملحقة بتسجيل للحلقة محل الخلاف.
يأتي ذلك بعد أن تقدمت أسرة الرئيس السادات ببلاغ إلى النائب العام المستشار عبد المجيد محمود ببلاغ ضد هيكل بسبب حديثه خلال برنامج "تجربة حياة" الذي يذاع على قناة "الجزيرة" عن واقعة تقديم السادات فنجان قهوة للرئيس عبد الناصر قبل وفاته بأيام معتبرين ذلك تشهيرا بسمعة الرئيس الراحل.
وأوضح هيكل في المذكرة، أن الحديث في حلقة البرنامج كان عن المشهد الأخير في مؤتمر القمة العربية (التي عقدت في سبتمبر 1970) في لحظة حرجة من الصراع العربي الإسرائيلي وهو الأصل والباقي فروع.
وأضاف إن هذا اليوم الأخير في المؤتمر توافق مع اليوم الأخير في حياة عبد الناصر وكان ذلك ما استدعى- على حسب قوله- الوقوف أمام النهاية لذلك الفصل من التاريخ وملابسات اللحظة الأخيرة في حياة الرجل.
وكان هيكل قال إن الرئيس السادات أعد لعبد الناصر فنجانًا من القهوة بيده قبل رحيل الأخير بثلاثة أيام خلال تواجدهما والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في جناح عبد الناصر بفندق النيل هيلتون وبعد حوار دار بين عبد الناصر وعرفات تسبب في ضيق للأول الذي قال لعرفات وقتها "إما ننزل غرفة الاجتماعات وننهى المؤتمر ونفض الموضوع أو نتكلم كلام جد ونتفق".
لكنه مع ذلك لم يجزم في مذكرته بوجود دور للسادات في وفاة عبد الناصر، "أبديت من الأساس وكررت ما يتضح منه أنني لم أصل إلى يقين أقطع به في شأن ما يمكن أن يكون قد وقع"، على حد قوله.
وتابع "ثارت حكايات وروايات جرى تداولها في كل وسائل الإعلام وأصبحت لغزا من الغاز السياسة الخفية في الشرق الأوسط وكان ذلك ما أشرت إليه في دقائق ضمن حديث طويل وكذلك ورد استطراد منطقي بذكر الرواية الخاصة بالرئيس السادات وقد شرحت ملابساتها ونفيت بشكل قاطع وحاسم إمكانية قبولها".