تسببت الخلافات حول تقسيم الأموال التى ينفقها رجال الأعمال بلجنة السياسات فى فى فضح رجال أعمال نافذين فى الدائرة المحيطة بجمال مبارك، حيث كشفت إجلال سالم، المنسقة المساعدة لما يسمى "ائتلاف دعم جمال مبارك"، عن تمويل الدكتور إبراهيم كامل، رجل الأعمال الطامع فى موقع الضبعة لإقامة مشروعاته السياحية عليه، عضو لجنة السياسات بالحزب الوطنى، حملة الائتلاف، مؤكدة أن كامل سدد 2 مليون جنيه لمجدى الكردى، أمين عام الائتلاف. قالت إجلال سالم، إن الائتلاف تعرض لضغوط مادية أثرت على نشاطه، فبادر الدكتور إبراهيم كامل قبل شهرين بالاتصال بالكردى ودفع له 2 مليون جنيه حتى لا يتوقف الائتلاف عن العمل. واتهمت إجلال الكردى بإخفاء مبلغ التمويل، واللجوء إلى ممول صغير لتدبير نفقات الائتلاف، وحصل من أحمد المنشاوى، رئيس الجمعية الشرعية عزبة "شبرا صورة" بالشرقية على 33 ألف جنيه، تم إنفاقها على تكاليف الملصقات والتفويض. كان الخلاف بين إجلال، عضوة حزب الوفد، والكردى بدأ الأسبوع الماضى، بسبب رفض إجلال مشاركة الائتلاف ومنسقه الكردى فى مؤتمر ينظمه تحالف "المصريين الأمريكيين" تحت عنوان "آفاق التحول السلمى نحو الديمقراطية فى مصر" الشهر الجارى بواشنطن، وتأكيد الكردى على المشاركة.
فى انتظار التبرعات والموافقات وأشارت إجلال إلى أن الكردى قال لها فى لقاء جانبى عن أحمد المنشاوى إنه يملك قطعة أرض فضاء يريد تحويلها لمستشفى، ويظن أن الموافقات وتبرعات رجال الأعمال ستنهال عليه فى الفترة المقبلة. وحول أسلوب تمويل نشاط الائتلاف قالت إجلال "الائتلاف حتى الآن يعمل بقوة البدايات، فى البداية دفعت أنا حوالى 8 آلاف جنيه، وبعد أن ابتعدت لفترة بسبب انتخابات رئاسة حزب الوفد، كاد الائتلاف يتوقف لولا التمويل الذى حصل عليه الكردى وطبعنا به الملصقات والتفويض، وبعد أن انتشرت الأخبار عن الائتلاف، بدأ يتقدم متطوعون، بشكل يومى من المحافظات، وكل عدد من المتطوعين يشكلون لجنة، ولجنة المحافظة هى التى تمول الملصقات والمؤتمرات المقامة بالمحافظة".
وأضافت إجلال "السبب الرئيسى للخلاف أن الكردى طمع الناس بأن مليارات العالم هتنزل على دماغهم، هل تعتقد أنه يوجد أشخاص يفكرون فى التبرع بجنيه، إلا بإيمان قوى أنه سيعود إليهم ألفاً، أنا مع جمال مبارك ومع دعمه، ولكن بنزاهة ولصالح الوطن وليس من أجل مصالح شخصية".
جمال هو الوريث من جهته، زعم الكردى عدم حصوله على تمويل وقال "إجلال بتخرف، لأنها حاولت البحث لها عن دور داخل الائتلاف وفشلت، وجمدت عضويتها أمس بسبب محاولتها بث البلبلة داخل الائتلاف، بترويج هذه الشائعات، وأعتقد أنها مدفوعة من جهة ما لإحداث انشقاق داخل الائتلاف، وما يثير الغضب فى روايتها أنها حددت اسم رجل الأعمال، وهو الدكتور إبراهيم كامل، وأنا شخصياً لم تسبق لى رؤيته نهائياً".
وكان كامل قد قال في تصريحات تليفزيونية مطلع الشهر الجاري أن جمال مبارك سيكون مرشح الحزب الوطني الوحيد في الانتخابات الرئاسية القادمة إذا لم يترشح فيها الرئيس مبارك لدورة رئاسية سادسة، معتبرا ان اختيار جمال مبارك ليس لكونه ابن الرئيس بل لانه شخص قادر على القيادة وكذلك لانه يعيش داخل المطبخ السياسى واتخاذ القرار ويعلم ما يحدث فى الغرف المغلقة وانه يقوم بدراسة اى موضوع بشكل علمى ودقيق قبل اتخاذ اى قرار، على حد قوله.
نريد المياه أولا من ناحية أخرى، انطلقت حملة "جمال مبارك.. مصر تتطلع لبداية جديدة" فى شوارع القاهرة مساء أمس، بمنطقة منشأة ناصر، حيث بدأ أعضاء الحملة بمشاركة عدد من المتطوعين فى جمع التوقيعات على البيان الورقى لتأييد جمال مبارك، أمين السياسات بالحزب الوطنى، كمرشح لرئاسة الجمهورية.
وفى حين بدأ عدد من أبناء منشأة ناصر التوقيع على البيان، كان إقبال كبير للحصول على التيشرتات الخاصة بالحملة التى وزعها مرشح مجلس الشعب عن الدائرة، داكر عبداللاه، وتحمل لوجو الحملة وصورة لجمال مبارك. وشهدت الحملة مناوشات ومشادات بين المواطنين، إلى جانب ارتفاع أصوات العديدين منهم "نريد المياة اولا"، هنوقع لكن ترجعوا لنا المياه.
كانت الحملة، تم تدشينها منذ حوالى شهر وقامت مروة هدد، مديرة الحملة، بجمع التوقيعات من عدة محافظات، منها: الدقهلية، والشرقية، والسويس، إلى أن وصلت الحملة إلى القاهرة، وبدأت بدائرة الجمالية ومنشأة ناصر، وأعلنت مروة أن الحملة ستمتد إلى باقى مناطق القاهرة، على أن تكون المرحلة التالية فى منطقة الزاوية والشرابية فى 15 من رمضان الجارى للحصول على 5 ملايين توقيع قبل موعد الانتخابات المقررة فى2011.
مؤتمر للمرأة.. جمال مبارك وقالت مديرة الحملة "استطعنا أن نجمع 1200 توقيع من منشأة ناصر، وهذا يعد انجازا، خصوصا أنها الانطلاقة الأولى للحملة على ارض الواقع فى القاهرة"، وأشارت إلى أن اختيار منشأة ناصر "جاء بسبب رغبتنا فى إعلاء صوت البسطاء وإشراكهم فى صناعة مستقبل بلدهم".
من جانبه قال النائب داكر عبداللاه "سبب انطلاق الحملة من منشأة ناصر هو مدى وعى شباب المنطقة بالخريطة السياسية، وتحمسهم للمشاركة فى صنع القرار"، وأضاف "تأكدت من استحقاق أمين السياسات لمنصب الرئيس، واحتياج الشعب لشخصية شبابية متطورة فى الشؤون السياسية تقود البلد بعد الرئيس حسني مبارك".
وأشار عبداللاه إلى أن الحملة تنقسم إلى عدة مراحل: الأولى تستهدف جمع 10 الآف توقيع من دائرة المنشأة فقط، والثانية تستهدف جمع 20 ألف توقيع من الجمالية، لتصل إلى 100 ألف توقيع من الدائرة.
وقالت مروة ياسين، من أهالي المنطقة "اللى نظموا الحملة التى يقودها المهندس داكر عبداللاه، بلغونا بضرورة الحضور إلى مركز شباب المنشية لحضور مؤتمر عن المرأة، وعندما وصلنا إلى المركز اكتشفنا أنها حملة تأييد للسيد جمال مبارك ابن الرئيس".
وشهدت الحملة عمليات توقيع جماعية من قبل سكان المنطقة عن طريق البصمة بالأصبع والرقم القومى من خلال متطوعين يملئون البيانات من واقع البطاقة الشخصية، ويكتفى المواطن بوضع بصمته فقط.