قال زعماء شمال وجنوب السودان السبت انهم سيبحثون تشكيل اتحاد كونفيدرالي أو سوق مشتركة اذا اختار الجنوبيون إعلان الاستقلال عن السودان في الاستفتاء القادم. ولم يتبق أمام مواطني جنوب السودان المنتج للنفط سوى ستة أشهر قبل التصويت على البقاء كجزء من السودان أو الانفصال كدولة مستقلة في استفتاء تم التعهد به في اتفاقية عام 2005 التي انهت عقودا من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب.
وبدأ زعماء من الشمال المهيمن وأطراف جنوبية السبت مفاوضات رسمية حول كيفية اقتسام إيرادات النفط وقضايا أخرى بعد الاستفتاء.
وفي البيان العلني الأكثر تفصيلا حتى الآن حول الشكل الذي ربما يكون عليه السودان بعد الاستفتاء قال الزعماء للصحفيين انهم يبحثون أربعة خيارات اقترحتها لجنة تابعة للاتحاد الافريقي برئاسة رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي.
وقال مبيكي الذي تحدث في مأدبة غداء خلال مفاوضات في الخرطوم انه في أحد الخيارات بحثنا امكانية اقامة دولتين مستقلتين تتفاوضان بشأن اطار عمل للتعاون يشمل اقامة مؤسسات حكومية مشتركة في ترتيب كونفيدرالي.
وأضاف مبيكي إن ثمة خيارا آخر يقضي بإقامة دولتين منفصلتين مع حدود مشتركة مرنة تسمح بحرية تحرك الاشخاص والبضائع.
وأوضح أن أحد الخيارين الآخرين يتعلق بالفصل الكامل الذي يتعين فيه على المواطنين الحصول على تأشيرات لعبور الحدود والاخر باستمرار الوحدة بين الشمال والجنوب اذا اختار الجنوبيون ذلك الخيار في الاستفتاء.
واعتبر سيد الخطيب العضو البارز بحزب المؤتمر الوطني لشمال السودان للصحفيين أن هذه الخيارات الأربعة ستكون جزءا من القضايا التي سيناقشها الجانبان.
وقال باغان آموم الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان التي لها الهيمنة في الجنوب إن الاستفتاء سيسمح للجنوبيين بإعادة ضبط علاقاتهم المضطربة مع الشمال سواء اختار الجنوبيون الوحدة أو الانفصال.
واضاف: اذا كان الخيار هو الانفصال فحينئذ سنؤكد انه سيكون هناك تعاون جيد بين الدولتين المستقلتين. قد يأخذ (التعاون) شكل اتحاد كونفيدرالي وقد يأخذ شكل سوق مشتركة.
وأشار الجانبان إلى انهما سيقضيان الشهور القادمة في العمل بشأن كيفية اقتسام إيرادات النفط وأصول أخرى بالاضافة إلى عبء الديون الوطنية على السودان بعد الاستفتاء.
ومن القضايا الأخرى المطروحة على جدول المباحثات قضية المواطنة لسكانهما .وكانت منظمة ريفيوجيز انترناشيونال (المنظمة العالمية للاجئين) حذرت الشهر الماضي الجنوبيين في الشمال والشماليين في الجنوب بانهم قد يصبحوا عديمي الجنسية وعرضة للهجمات بعد الانفصال.
وقال آموم إن الأطراف يجب أن توافق أيضا على قائمة منفصلة من القضايا قبل التصويت منها وضع حدودهما الشمالية والجنوبية واعضاء لجنة لتنظيم استفتاء بشأن وضع منطقة أبيي الحدودية وهي قضية شديدة الحساسية.
واعتبر الكثير من المعلقين أن الجنوبيين الذين عكر صفو حياتهم عقود من الحرب الأهلية سيصوتون على الأرجح من أجل الانفصال في الاستفتاء المقرر في يناير كانون الثاني 2011. وتعهد الرئيس السوداني عمر حسن البشير زعيم حزب المؤتمر الوطني السوداني بشن حملة من اجل الوحدة.
وتوجد معظم الاحتياطيات النفطية المؤكدة في الجنوب. وتحصل الخرطوم حاليا على نصف الايرادات من النفط الجنوبي بموجب بنود اتفاقية عام 2005. وسيتعين على الجنوب التوصل إلى شكل من أشكال التسوية مع الخرطوم حتى بعد الانفصال لان خطوط الانابيب الوحيدة تمر عبر الشمال إلى البحر الأحمر.