كشف دبلوماسي بريطاني سابق لدى الأممالمتحدة يوم الخميس (15/12) وثيقة كانت سرية حتى الآن، تؤكد أن الحكومة البريطانية لم تكن تعتبر أبدا التهديد العراقي بأنه جدي، وهو ما يتناقض مع خطاب الحرب، الذي كان يلجأ إليه رئيس الوزراء طوني بلير، لتخويف البريطانيين من أخطار العراق. وكان الدبلوماسي السابق كارني روس أدلى بشهادة عام 2004 ونشرت يوم الخميس أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم. وجاء فيها أن "الحكومة البريطانية لم تكن تعتبر أبدا أن أسلحة الدمار الشامل العراقية (...) تمثل تهديدا ضد المملكة المتحدة". وكانت هذه الشهادة السرية بمثابة المعطى الرئيسي الذي استخدمه اللورد روبن باتلر عام 2004، للتحقيق في فشل أجهزة المخابرات البريطانية في الإعداد لغزو عراقي. وقال كارني روس، الذي كان السكرتير الأول للبعثة البريطانية لدى الأممالمتحدة من كانون الأول/ديسمبر 1997 حتى حزيران/يونيو 2002 "كان هناك إقرار لدى المسؤولين (البريطانيين) الذين كانوا يعالجون المسائل العراقية بعدم وجود أي تهديد من قبل العراق"، بخلاف مزاعم بلير، التي تبين أنها كانت كاذبة. وكان روس استقال عام 2004 من وزارة الخارجية احتجاجا على الحرب على العراق. وأضاف "أتذكر أن الفريق البريطاني (لدى الأممالمتحدة) كان يرجع باستمرار إلى هذا الرأي خلال المحادثات مع الأمريكيين (الذين كانوا موافقين)". وأكد "لم تصلني خلال فترة شغلي لمنصبي أية معلومات حول نية العراق مهاجمة جيرانه، أو مهاجمة الولاياتالمتحدة أو نحن". ويخشى أن يتعرض الدبلوماسي للملاحقة أمام القضاء البريطاني لنشره هذه المعلومات.