كشف سفير لندن لدى واشنطن السير ديفيد مانينج عن أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لم يكن يسعى إلى المشاركة في غزو العراق، وأكد أن الأخير تعرض للخداع بعد تأكيدات من الرئيس الأمريكي جورج بوش. وفجر مانينج، الذي كان يشغل منصب مستشار رئيس الوزراء البريطاني للشؤون الخارجية أثناء حرب العراق، مفاجأة من العيار الثقيل ليكشف عن أسرار مرحلة ما قبل الغزو ودور بلير الذي تحيط به الشبهات. ومن المعتقد حتى الآن أن رئيس الوزراء البريطاني السابق كان “يهرول” للمشاركة إلى جانب أمريكا في الحرب وأنه كان قد عقد العزم على ذلك منذ عام 2002 أي قبل عام كامل من الحرب. ويقول السفير البريطاني في مقابلة له مع مجلة “نيو ستيتسمان” اليسارية إن بلير لم يكن يريد “الخيار العسكري” لحل الأزمة العراقية قبل الغزو. ويعترف مانينج بأن الخطط التي وضعتها واشنطن قبل الحرب ثبت فشلها وأن مرحلة ما بعد سقوط النظام العراقي في ابريل عام 2003 لم تتم معالجتها على نحو جيد. وفي مسلسل الاعترافات المثيرة يقر الدبلوماسي المحنك للمرة الأولى بأن المزاعم التي ساقتها حكومة بلير حول امتلاك العراق أسلحة دمار شامل كانت بمثابة “غلطة” ليس المسؤول عنها بلير بل عدم توافر معلومات استخباراتية دقيقة. وأشار إلى أنه حتى وقت متأخر فإن بلير كان يأمل في قيام تحالف دولي يعمل من خلال الأممالمتحدة للتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة العراقية من خلال الضغط على صدام حسين رغم علمه المسبق بأن الأزمة لن يتم حلها إلا بالعمل العسكري. ولكن مانينج يعترف أيضاً بأن بلير كان يؤيد دائماً تغيير النظام في العراق، إلا أنه كان يتفادى الحديث عن ذلك، وأوضح أن ذلك ليس معناه أنه كان يسعى إلى تحقيق ذلك من خلال العمل العسكري. وينفي السفير البريطاني أيضاً أن بلير كان قد وافق خلال زيارته إلى تكساس لإجراء محادثات مع الرئيس بوش في مزرعته هناك في ابريل/ نيسان عام 2002 على أنه سيشارك في أي حرب على العراق.