فيما ذكر تقرير صهيوني نشره موقع "تيك ديبكا" الاستخباري امس الإثنين ان رجال الموساد الذين نفذوا عملية اغتيال القائد العسكري الكبير في حركة حماس محمود المبحوح في احد فنادق امارة دبي كانوا ينوون خطفه لا قتله، لمبادلته مع الجندي الاسرائيلي الاسير في غزة جلعاد شليط، رجح الفريق ضاحي خلفان تميم صحة هذه الانباء نظرا لعدد الاشخاص الذين شاركوا في العملية واكد ان ذلك ينم عن غباء جهاز الموساد. ونقل التقرير عن دوائر في المخابرات الامريكية قولها ان العملية التي استهدفت المبحوح المسؤول الرفيع في حماس لم تكن تستهدف موته بل ل"التقاطه كرهينة حية" لمبادلته بالجندي الاسير لدى حماس جلعاد شاليط.
وقال الفريق ضاحي خلفان "ان كل الاحتمالات واردة، وارجح هذه الانباء لان عدد الاشخاص كبير جدا لتنفيذ عملية اغتيال"، لكنه اضاف "العملية تنم عن غباء كبير من قبل جهاز الموساد، لان المخطط فشل فلا هم اسروا المبحوح ولا هم حرروا شاليط".
ولم تخل نبرة الفريق خلفان من التهكم على جهاز الموساد، وقال "ربما كانوا ينوون الذهاب الى البحر الاحمر والانضمام الى القراصنة"، خاصة وان الفريق كان قد كشف عن العديد من خيوط عملية اغتيال المبحوح، وقام بنشر صور المتهمين وتم تعميم صورهم عبر الشرطة الدولية "الانتربول".
وكان قائد شرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان، كشف عقب تنفيذ العملية مخطط الاغتيال، واتهم جهاز الموساد الصهيوني بالوقوف وراء عملية التنفيذ.
ونشرت شرطة دبي صورا لاكثر من ثلاثين رجلا وامرأة من جنسيات اجنبية قالت انهم شاركوا في عملية الاغتيال وطالبت الشرطة الدولية "الانتربول" باعتقالهم، والتي بدورها اصدرت بحق المتهمين مذكرات اعتقال.
وقامت عدة بلدان اجنبية بطرد الملحقين العسكريين الصهاينة من اراضيها ردا على استخدام الموساد جوازات سفر مزورة لهذه البلدان.
واول من امس قال الفريق خلفان ان شرطة دبي قد تطلب من الانتربول اصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس جهاز الموساد الصهيوني، مائير داجان على خلفية تورطه في اغتيال المبحوح، مشيرا الى ان استبعاد داجان من منصبه امر متوقع "لان اسرائيل لا تقبل الخاسرين".
واعتقلت بولندا مؤخرا احد عملاء الموساد مطلوبا لدى المانيا، وطالبت برلين بتسليمه لها.
وتفيد المعلومات الامنية ان خطف المبحوح وهو الرجل المسئول عن امدادات الاسلحة التي تصل مسلحي الحركة في غزة من ايران، سيكون وسيلة للضغط للحصول على الافراج عن الجندي شليط".
ووفق التقرير فان عملية خطف المبحوح التي لم تتحقق كانت ضمن مخطط يهدف الى تنفيذ سلسلة عمليات مشابهة لقادة حماس في الشرق الاوسط خلال شهر يناير الماضي لمقايضتهم بشاليط.
وبينت المصادر التي استند اليها التقرير انه وفي اعقاب فشل عملية خطف المبحوح قررت الاجهزة الامنية الصهيونية ايقاف المخطط لخطف باقي القادة الذين تتبعتهم الاعين الصهيونية تحضيرا لعمليات مشابهة.
وذكرت المصادر الامنية الامريكية التي تحدثت للموقع الاستخباري ان فريق العملاء الذي نفذ مخطط اغتيال المبحوح، فشل في اعطائه جرعة التخدير اللازمة لشل حركته، حيث جرى اعطاؤه جرعة زائدة ادت الى وفاته على الفور.
ووفق المخطط كان من المفترض ان يكون المخدر يكفي ليسمح للمبحوح بالخروج مع الخاطفين على قدميه، دون ان يلفتوا الانتباه، ليتم بعدها اقتياده الى ميناء دبي ووضعه على متن يخت مجهز في الانتظار ليبحر في الخليج للوصول الى زورق صواريخ صهيوني موجود في البحر الاحمر.
لكن وبحسب ما ذكر الموقع الاستخباري بعد فشل العملية ووفاة المبحوح تلقى افراد الخلية اوامر بترك الجثة داخل الغرفة وايقاف العملية والخروج من دبي بشكل سريع.
ويرى مراقبون امنيون ان هذه الخطة اقرب الى التصديق نظرا لوجود هذا العدد الكبير من الموساد في دبي لمجرد اغتيال رجل واحد فقط وهو امنيا لا يصح.
وكانت وحدة الموساد وبينها نساء اغتالت المبحوح يوم 19 يناير الماضي، في فندق البستان بدبي، واظهرت كاميرات المراقبة المنتشرة في المطار والفندق رجال الموساد الذين كانوا يراقبون تحركات الرجل.
يذكر ان المبحوح الذي فر من قطاع غزة الى دمشق منذ سنوات بعد مطاردته من قوات الاحتلال الاسرائيلية، شارك في عمليات اسر وقتل جنود صهاينة ابان انتفاضة الحجارة التي انطلقت في العام 1987.