صرح الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في رفح الأحد، أن الحصار الذي يفرضه الصهاينة على قطاع غزة يجب أن يكسر. وقال موسى في مؤتمر صحفي بعيد وصوله إلى رفح في أول زيارة له إلى قطاع غزة، إن الحصار الذي نقف جميعا في مواجهته يجب أن يكسر.
واضاف إن قرار الجامعة العربية واضح في كسر الحصار والمطالبة في رفع الحصار وعدم التعامل مع الحصار الذي فرضته إسرائيل على القطاع في 2006، عززته في 2007، بعد سيطرة حركة حماس على غزة.
وكان الأمين العام للجامعة العربية قد وصل إلى غزة اليوم الأحد عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، في زيارة خاطفة إلى القطاع. وكان في استقبال موسى في أول زيارة لأمين عام للجامعة العربية إلى غزة، على المعبر وفد من ممثلي القوى والفصائل الفلسطينية.
ويبدأ موسى جولته للقطاع بزيارة المناطق التي دمرت خلال العدوان الصهيونى الأخير على غزة. وبعد ذلك سيعقد لقاء مع رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية ووفد قيادي من حركة حماس قبل ان يعقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا. كما سيلتقي موسى الفصائل الفلسطينية وشخصيات المجتمع المدني.
وخلال جولته، سيزور الأمين العام للجامعة العربية مستشفي الشفاء ومقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا).
وفي السياق، دعت لجنة شعبية فلسطينية تعني برفع الحصار عن غزة الأحد إلى عقد جلسة خاصة لمجلس وزراء الخارجية العرب في القطاع.
وقال النائب المستقل في المجلس التشريعي الفلسطيني رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار جمال الخضري، في بيان صحفي له، ندعو لعقد جلسة خاصة لمجلس وزراء الخارجية العرب في غزة يتمخض عنها إعلان عربي بانتهاء الحصار الصهيوني ووضع الآليات لذلك.
ورحب الخضري بتصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لدى وصوله إلى القطاع ودعوته إلى تطبيق قرارات الجامعة العربية بكسر الحصار عن غزة.
وقال إن الشعب الفلسطيني يرغب بأن تكون زيارة موسى بداية فعل حقيقي تجاه كسر جدي للحصار وفتح معابر غزة، معتبرا أن هذه الزيارة المهمة لها دور كبير في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن الكل ينتظر تنفيذ قرارات الجامعة العربية ووضع الأموال العربية التي رصدت لأعمار غزة وتبلغ قيمتها مليار وخمسمائة وخمسين مليون دولار موضع التنفيذ.
وواصلت السلطات المصرية فتح معبر رفح لليوم 13 على التوالى فى الاتجاهين وذلك لعبور الفلسطينيين من المرضى وبعض الحالات الانسانية كذلك لادخال المساعدات الطبية والانسانية المقدمة إلى الفلسطينيين من مصر وبعض الدول العربية والاسلامية.
وشهد معبر رفح إجراءات أمنية مصرية غير مسبوقة استعدادا لزيارة عمرو موسى.
وقال مصدر أمني مصري "فتح المعبر أبوابه منذ الساعة الثامنة من صباح اليوم الأحد من أجل عبور الفلسطينيين من الجانبين، وعبر حتى أمس السبت حوالى 7500 فلسطيني في الاتجاهين بالاضافة إلى عبور الوفود المختلفة من مصر وبعض الدول العربية والاجنبية".
وأشار المصدر إلى دخول مئات الأطنان من المساعدات الطبية والانسانية، مضيفا أن المعبر أكمل استعدادته لزيارة عمرو موسى إلى غزة حيث رفعت حالة التأهب الامني وتم الاستعانة بقوات إضافية داخل المعبر مع وقف عبور الفلسطينيين أثناء زيارة موسى إلى غزة.
ويذكر أنه تم فتح معبر رفح البري فى أول يونيو الجاري من الجانبين لعبور العالقين تنفيذا لتوجيهات الرئيس المصري حسنى مبارك بهدف تخفيف الحصار عن الفلسطينيين فى قطاع غزة، وذلك بعد مهاجمة إسرائيل قافلة سفن أسطول الحرية.
الفقى: زيارة موسى لغزة ليست تكريسا لشرعية حماس وعلى طريقة كرسى فى الكلوب، حاول مصطفى الفقى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، التقليل من زيارة موسى إلى القطاع، مؤكدا أن زيارة عمرو موسى إلى غزة، لا تعنى بأى حال من الأحوال تكريس شرعية حكومة "حماس"، لأنها تعامل واقعى مع حركة تسيطر على القطاع. وإن كانت تحمل رسالة قوية للمجتمع الدولى لحثه على ضرورة كسر الحصار عن الشعب الفلسطينى
وأشار د. الفقى إلى أنه "لا يجب النظر للأمور نظرة ضيقة، والقول بأن كل زيارات دعم غزة وأهلها هى تصب لدعم حماس، فإسرائيل ستكون أول المستفيدين من تلك الرؤية، لأنها تريد فصل القطاع عن الضفة، وعدم توحد الفلسطينيين، لذلك أملى أن تسفر جهود موسى والجامعة العربية فى دعم المصالحة الفلسطينية"، حسب زعمه.
وهو ما يتفق معه السفير محمد بسيونى، رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس الشورى، مؤكدا أن زيارة موسى لغزة هى استكمال لرؤيته باجتماع المندوبين الدائمين فى دارفور، لترسيخ الوجود العربى الداعم للسودان والقضية الفلسطينية.
أشار بسيونى إلى أن خطوة موسى تعد خطوة شجاعة، لأنه يريد أن يقول للعالم أجمع هذه هى حقيقة الأمور على الواقع، وما يحدث من تدمير وكوارث إنسانية تتطلب لجان تحقيق دولية محايدة وتحرك عاجل، فضلا عن ضرورة تحقيق المصالحة بين الفصيلين الكبيرين "فتح" و"حماس"، لأن الوحدة مهمة فى هذه الظروف الدقيقة التى تمر بها القضية الفلسطينية فى ظل وجود حكومة اليمين المتطرف.
وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أكد على ضرورة كسر الحصار الإسرائيلى عن قطاع غزة، مشددا على أن الشعب الفلسطينى يستحق أن يقف العالم كله معه، وقال موسى فى مؤتمر صحفى عقده لدى وصوله الصالة الفلسطينية فى معبر رفح إلى قطاع غزة: "الحصار يجب أن يكسر ويقهر، لأن الشعب الفلسطينى يستحق ليس أن يقف العرب معه، بل العالم كله".
وشدد الأمين العام للجامعة العربية أن المصالحة الفلسطينية "إرادة سياسية وليس مجرد توقيع، وأضاف: "المصالحة أمر أساسى ورئيسى، وهى موقف يترجم بالاتفاق على مختلف الأمور التفصيلية"، مشيراً إلى أن "التاريخ سيقف أمام الإرادة الفلسطينية".
وقال موسى: "أعترف بأنى متشوق لأن أسير على أرض فلسطين وألتقى المواطنين الفلسطينيين بكل ما يمثلونه من اتجاهات وصمود أمام الحصار الضارى"، معرباً عن سعادته للوقفة الوحدوية من مختلف التوجهات الفلسطينية، "وهو أمر يسعدنى كما يسعد كل عربى، أن يرى الجميع سوياً لهدف واحد، نراهم كإخوة ونحييهم كإخوة فى مجموعهم وهو ما نريده".
وكان مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية السفير هشام يوسف زار قطاع غزة أمس، السبت، للمرة الثانية خلال 48 ساعة عبر معبر رفح البرى، لوضع اللمسات الأخيرة على جدول أعمال زيارة الأمين العام عمرو موسى إليها اليوم الأحد، ورافق يوسف فى زيارته وفد أمنى مصرى لوضع الترتيبات النهائية لتأمين موسى والوفد المرافق له.
وسيلتقى موسى خلال زيارته التى تستغرق يوماً واحداً فقط، رئيس حكومة حماس المقالة إسماعيل هنية، كما سيلتقى وفداً من الفصائل الفلسطينية، وآخر من ممثلى المجتمع المدنى والشخصيات المستقلة معاً، وثالثاً من أسر الشهداء والأسرى، كما سيجول فى عدد من المناطق المدمرة إبان الحرب على غزة.
وسيبحث مع معظم هؤلاء فى آفاق المصالحة الفلسطينية وسبل رفع الحصار عن غزة، والمفاوضات غير المباشرة بين السلطة وإسرائيل، والأوضاع السياسية والعامة فى الأراضى الفلسطينية والمنطقة.
وقال رئيس تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة الدكتور ياسر الوادية: "إن التجمع أعد مذكرة سيسلمها إلى موسى تتناول مختلف القضايا، وتطالبه "بممارسة مزيد من الضغط لإتمام المصالحة، وإنهاء الحصار على غزة، تنفيذاً لقرار وزراء الخارجة العرب فى هذا الشأن، فضلاً عن إطلاعه على هموم المواطنين والواقع المعاش فى غزة جراء الحصار والحرب على القطاع".