وصل صباح الاحد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى قطاع غزة وسط حراسة امنية مصرية مشدده في زيارة تستغرق عدة ساعات يلتقي فيها برئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية على مأدبة غداء في بيته في مخيم الشاطئ ويلتقي عدد من ممثلي الفصائل الفلسطينينة. واشارت مصادر مقربة من ديوان الحكومة الفلسطينية الى ان موسى قد وصل القطاع في وقت مبكر من صباح الاحد عبر مطار العريش ثم دخوله عبر معبر رفح. وقالت المصادر ل الدستور : ان سيارات مصفحة كانت بانتظار موسى في العريش لمرافقته في رحلته داخل غزة بالاضافة الى قوات خاصة مصرية مسلحة، وان موسى رفض ان تقوم الحكومة الفلسطينية بتجهيز فريق امني لإستقباله وفضل ان تكون القوات المصرية هي المرافقة له وذلك بالتنسيق مع الامن الفلسطيني. ولفتت المصادر الى ان رئيس الوزراء الفلسطيني كلف الدكتور باسم نعيم باستقبال موسى عند معبر رفح هو ومجموعة من الوزراء والمسؤلين في الحكومة المقالة من بينهم وكيل وزارة الخارجية أحمد يوسف، والنائب المستقل جمال الخضرى، وقادة من حركة حماس، منهم الدكتور عطا الله أبو السبح، وزير الثقافة السابق، وقادة من الفصائل، من بينهم د. زكريا الأغا وأبو الوليد الزق، وعدد من الشخصيات المستقلة أبرزهم ياسر الوادية وممثلو المجتمع المدنى واوضحت المصادر ان السفير هشام يوسف مدير مكتب عمرو موسى قد استبق زيارة موسى لاعداد لجدول اعمال الزيارة والتي بدأها بزيارة لعائلة عائلة السموني التي فقدت اكثر من 70 من أبنائها في الحرب الصهيونية الأخيرة، وكذلك البيوت المدمرة في عزبة عبدربه شمال قطاع غزة. وأشارت المصادر إلى أن موسى انتقل الى منزل رئيس الحكومة في غزة إسماعيل هنية وتناول معه طعام الغذاء في مخيم الشاطئ وتجول عقب ذلك بسيارته حول المجلس التشريعي الفلسطيني المدمر وسط مدينة غزة. وأضافت أن موسى سيقوم بعقد لقاء مع الفصائل الفلسطينية يليه لقاء مع الشخصيات الفلسطينية المستقلة ومؤسسات المجتمع المدني، ثم يعود إلى القاهرة. وتعتبر زيارة موسى أول زيارة لمسؤول رفيع من الجامعة العربية لغزة منذ فرض الحصار الصهيوني على القطاع منذ ثلاث سنوات. وأضافت المصادر أن زيارة موسى ليست مجرد زيارة إعلامية، بل إنها تأتي في إطار تحرك عربي من أجل رفع الحصار عن غزة، مشيرة إلى أن القاهرة تعمل بالتنسيق مع الأمين العام للجامعة العربية من أجل استغلال الرغبة التركية في رفع الحصار عن غزة، والقيام بدور في المصالحة الفلسطينية، وذلك عبر إقناع الأتراك بممارسة نفوذهم على حركة حماس لكي توقع على الوثيقة المصرية مع الأخذ في الاعتبار تحفظاتها هي وأي فصيل آخر. واوضحت المصادر ان موسى حمل رسالة من القاهرة الى قيادات حماس تؤكد على ضرورة التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة مع الاخذ بالاعتبار ملاحظات الحركة على الورقة وان هذا الامر هو السبيل المؤكد لإتمام رفع الحصار. واكد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ان الحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع "يجب ان يكسر"، مشددا على اهمية المصالحة الفلسطينية. واوضح في مؤتمر صحافي بعيد وصوله "حضرت لاحيي شعب فلسطين في غزة لاشاهد بنفسي ما جرى وما يجري". واضاف "انا واثق انني التقي بالكل صامدا واقفا وقفة واحدة رافضا ابان يكون مجرد لعبة بين اطراف ظالمة لشعب فلسطين". واكد موسى الذي قام بزيارتين سابقتين على الاقل للقطاع في 1996 عندما جرت الانتخابات الفلسطينية وفي 1999 عند افتتاح مطار غزة الدولي بصفته وزيرا للخارجية المصرية ان "الحصار الذي نقف جميعا في مواجهته يجب ان يكسر". واضاف ان "قرار الجامعة العربية واضح في كسر الحصار والمطالبة في رفع الحصار وعدم التعامل مع الحصار" الذي فرضته اسرائيل على القطاع في 2006 عززته في 2007 بعد سيطرة حركة حماس على غزة. واوضح موسى ان "العالم كله الان يقف مع شعب فلسطين ضد حصار غزة وضد ما يحدث في الاراضي المحتلة وعلى راسها ما يحدث في القدسالشرقية". وقال ان "اهم شىء امامنا الان هو اعادة الاعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة". من جهة اخرى، اكد موسى ان "ملف المصالحة الفلسطينية مسالة رئيسية واساسية واقول ان مصالحة ارادة وليس مجرد توقيع". واضاف "نتطلع الى مصالحة ارادة وسياسة وموقف يترجم باتفاق على الامور التفصيلية". ورأى ان "التاريخ لن يقف ابدا امام فقرة هنا وكلمات هناك لكن يقف امام الارادة. ارادة الوحدة الفلسطينية في مواجهة قضية خطيرة معقدة تتصل بمستقبل شعب فلسطين مصير شعب وحقه في الحياة حرة وكريمة". وبدأ موسى جولته للقطاع بزيارة عائلة السموني في حي الزيتون التي قتل عدد من افراد عائلة ودمرت منازلهم خلال الحرب الاسرائيلية. وعبر موسى عن سعادته بزيارة قطاع غزة. وقال انه "متشوق لان يسير على ارض فلسطين وان يلتقي بالمواطنين الفلسطينيين بكل اتجاهاتهم وما يمثلون بالقطاع بصفة خاصة من صمود امام الحصار ومن وقفة موحدة يمثلها الكل الفلسطيني". واضاف خلال زيارته الخاطفة الى القطاع "اقف هنا لاحيي الشعب الفلسطيني ولاراه واقفا وقفة واحدة رافضا لان يكون لعبة بيد أي طرف من الاطراف". وفي تصريح صحفي، اكد يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية انه "يفترض ان تكون هذه الزيارة خطوة لرفع حصار غزة لان الحصار ممكن ان يرفع بقرار عربي". وطالب رزقة "بتنفيذ قرار الجامعة العربية المتعلق برفع الحصار وادخال جميع المساعدات المالية التي اقرتها القمة العربية لاعمار غزة واسناد الموقف التركي في تشكيل لجنة تحقيق دولية لمحاكمة المعتدين والمجرمين". واشار الى تركيز الامين العام على "حث الفصائل على الاستجابة للورقة المصرية للمصالحة، وايجاد مخارج لحالة الجمود التي نحياها".