أيوب الخزاني شاب آثار اهتمام وسائل الإعلام مطلع هذا الأسبوع، خاصة الفرنسية منها، وذلك بعد اعتقاله يوم الجمعة في قطار "تاليس" الذي كان متوجها إلى باريس قادما من أمستردام، بحوزته أسلحة. "الإرهابي المبتدئ، اللص المفلس، السلفي المسجل" .. أوصاف أطلقتها الصحف الفرنسية حول هذا الشاب البالغ من العمر 25 عاما والذي ينحدر من أصول مغربية.
صحيفة "ليبراسيون" قالت: إن الخزاني ولد في المغرب، ثم مر بإسبانيا وفرنسا وتركيا وربما سوريا، ازداد تطرفه في السجن ومسجد الجازيراس بأسبانيا.
وأضافت هذا الشاب أوقف عام 2012، وأمضى فترة في السجن ، وأن نزعته الرديكالية ظهرت في الفترة ما بين عام 2010 و 2014 .
وأشارت إلى أنه وفقا لإمام المسجد الذي كان يرتاده أيوب الخزاني في إسبانيا هذا الشاب "كان مسلما جيدا" يتردد على المسجد الصغير بين الحين والآخر، فيما أكد ثلاثة شبان مغربيين كانوا متواجدين في مقهى بجانب هذا المسجد أن الخزاني كان "شابا بدون مشاكل يحب الذهاب للصيد وللعب كرة القدم في ملعب المدينة الرئيس". وأكد أن سبب هذا التحول في حياة أيوب أنه "تطرف" في سوريا، لكن الصحيفة تقول إن هذا الرأي لا يتطابق مع رواية الاستخبارات الإسبانية التي أكدت أن الشاب جنح إلى التطرف بعد أن كان قبل ذلك متورطاً في الاتجار بالحشيش والسرقة بسبب الفقر والبطالة. في العاشر من مايو عام 2015 تم رصده في برلين متجها إلى إسطنبول، فهل كان يسعى للذهاب إلى سوريا؟ تتساءل الصحيفة- لكن الخزاني ينفي هذا فيما يسعى المحققون من جهتهم إلى التأكد من حقيقة ارتباطه بشبكات متطرفة ومن دوافع محاولته تنفيذ الهجوم المسلح في فرنسا. من جهتها قالت صحيفة "لوفيجارو" إن الخزاني الذي وصفته ب"الإرهابي المبتدئ"، عندما توجه إلى إسبانيا 2007 برفقة والديه وأخيه كان عنده 18 عاما. وأكدت أن عائلة الخزاني مكثت في مدريد حتى عام 2010، قبل أن ترحل إلى مدينة الجازيراس التي تقع بالقرب من مضيق جبل طارق وتمثل أحد معاقل "الجهاديين " في إسبانيا، حيث كان أبو أيوب يتردد على أحد أحياء هذه المدينة الفقيرة حيث قادته البطالة والفقر المدقع إلى الاتجار بالحشيش. لوفيجارو أوضحت أيضا أن التحول إلى التطرف حصل عندما بدأ الخزاني يرافق أبيه إلى المسجد الذي يصنف بأنه تابع للسلفيين وبأنه المسجد الأكثر تطرفا في المدينة، لافتة في الوقت ذاته إلى أن سبب توقيفه عام 2012، أنه كان يتحدث أمام أحد المساجد في مدينة الجازيراس بتصريحات "متطرفة". مصدر في أجهزة مكافحة الإرهاب الإسبانية قال: إن الخزاني احتجز في 2013 بتهمة الاتجار في المخدرات، وأن الاستخبارات الإسبانية أعلمت السلطات الفرنسية بضرورة توقيفه في حال قدومه إلى الأراضي الفرنسية، ومنذ ذلك الحين باتت كل تحركاته مراقبة. وفقا لقناة "فرانس 24".
أما صحيفة "لوموند" فأكدت أن القضاء سيبت اليوم في مصير هذا الشباب بعد وضعه في التوقيف الاحتياطي أربعة أيام وبعد مثوله أمام قضاة مكافحة الإرهاب. وبينت أن أيوب نفى أي نية للقيام بعمل إرهابي وبرر وجود الرشاش بأنه عثر عليه صدفة في حديقة بالقرب من محطة القطارات في بروكسل، مشيرا الى أنه كان يريد تهديد الركاب للاستيلاء على أموالهم، لكن أقواله لم تقنع المحققين، الذين سيحاولون التدقيق في محتوى هاتفين نقالين عثر عليهما معه. هل لأبو أيوب الخزاني شركاء آخرون في هجوم تاليس من خلال خلايا نائمة يعمل معها أو من أجلها، أم أنه عمل فردي؟ سؤال فضلت صحيفة "لكسبريس" طرحه في تغطيتها لهذا الموضوع.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد 96 ساعة من الاحتجاز هناك كثير من الأسرار لم يكشف عنها بعد، فرواية الخزاني التي قال فيها إنه أراد القيام بعملية سطو، تثير الشكوك في ظل السجلات الأمنية وماضيه المتطرف. وأشارت إلى أن صفحة "الفيس بوك" الشخصية للمشتبه به تم إغلاقها أثناء احتجازه لدى الشرطة، صحفي من "ليبراسيون" أكد أنها أغلقت يوم السبت من قبل "طرف ثالث". وأوضحت أن صفحة الخزاني تفيد بأن الشاب انتقد بشكل خاص الماضي الاستعماري لفرنسا خلال الحرب في الجزائر والغرب، وصفها بأنها "حضارة إرهابية". وانتقد المغربي أيضا "اليهود والنصارى"، مشيرة إلى ان هذه تبدو أنها تتعارض مع وصفه "مسلم معتدل".
العناصر التي وجدت مع المتهم ترفع من إمكانية وجود شركاء محتملين وهي هاتفه المحمول. والأسلحة التي وجدت معه يدعي أيوبأنع عثر عليها في كيس مهجورة بالقرب من محطة بروكسل.