بعد مرور ثلاثة أيام على حادث إطلاق النار على ركاب القطار السريع «تاليس الرابط» بين أمستردام الهولندية وباريس الفرنسية، لا يزال المتهم المغربي أيوب الخزاني يُصر على أنه مجرد لص حاول السطو على ركاب القطار، وأنه لا يرتبط بأي جهة إرهابية، ولا علاقة له بذئاب «داعش» أو «القاعدة» المنفردة أو المجتمعة. ورغم محاولته إقناع الباحثين كما قالت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية، بأنه مجرد مُشرد بلا مأوى، وأنه عثر على ترسانته صُدفةً في الشارع وأنه قرر استعمالها في سطوه، إلا أن فِرَق مكافحة الإرهاب نجحت في الفترة القليلة الماضية في تحديد ورصد مسارات هذا الشاب المغربي، المتهم بالإرهاب وسوابقه المتناقضة التي رحلت به مرات كثيرة بين تهريب المخدرات والتشجيع على الإرهاب والترويج له. ووضعت وكالة الأنباء الفرنسية اعتمادًا على ما حصلت عليه من مصادرها الأمنية على خطوط ومسارات رحلات الخزاني بين جنوب أوربا في إسبانيا وفرنسا في اتجاه ألمانيا وتركيا وبلجيكا وسوريا. ورغم إصراره وتبريره المضحك للترسانة التي كانت بحوزته ساعة الجريمة، كما يُبينه الجدول أعلاه، فشل الخزاني في إقناع المُحققين الذين يشكون في اعتماد الذئاب المنفردة التي تقع في الأسر، إستراتيجية دفاعية تقوم على نفي الصلة بالإرهاب كما يقول الخبراء، للحصول على أحكام مُخففة من جهة وتفادي التعرض إلى الضغوط التي يُمكن أن تكشف صلاته أو علاقته بجهات أو أشخاص آخرين، خاصة بعد التوصل إلى الربط بين محطات مشبوهة كثيرة في أوربا ومسيرة الشاب المغربي، وأبرزها رحلاته بين جنوب إسبانيا وشمالها في ألمانيا قبل التحول إلى سوريا، مع فترات تخللتها محطات بارزة طغت عليها الجريمة وخاصة تهريب وترويج الحشيش، كما يُبرزه الجدول الموالي.