أعلن رئيس مكتب الصومال التابع لدائرة المساعدات الإنسانية التابعة للمفوضية الأوروبية (الإيكو) فيليب رويان أن غياب الأمن المستمر في الصومال يدفع بالكثير من الناس إلى الفرار من منازلهم والبحث عن ملاجئ في أماكن أخرى أو إلى النزوح عبر الحدود إلى الدول المجاورة. وقال رويان "لم يعد النزاع هو العامل الوحيد الذي يتسبب بنزوح الناس في الصومال، فقد حلّ بالبلد جفاف شديد سنة 2009، حرم الكثير من المعتاشين من الرعي من مصدر بقائهم في الأرض، واضطروا للتخلي عن سبيل رزقهم المعتاد ويتوجهون الآن إلى البلدات سعيًا وراء دعم إنساني". وأضاف "تشير الإحصائيات الأخيرة التي أصدرتها الأممالمتحدة أن عدد المنزحين داخليا في الصومال يصل إلى 1.4 مليون نسمة، ومعظمهم يتركزون حول مقديشو حيث تقع أشرس النزاعات، أما ممر الأفغوي إلى الغرب من العاصمة فإنه يؤوي نحو 360 ألف نسمة، وهو أكبر تركيز للمنزحين داخليا في البلد، وهناك أعداد كبيرة من الفارين في أقاصي الشمال". وأردف رئيس مكتب الصومال التابع لدائرة المساعدات الإنسانية التابة للمفوضية الأوروبية "لقد توجهت مؤخرًا إلى غاروي في بونتلاند، وهي تبعد قرابة 1500 كيلومترًا إلى الشمال من مقديشو حيث يعيش ستة آلاف نسمة في ظروف مجحفة منذ ثماني سنوات، ومنهم ألفان يعيشون في 11 مأوى متنقل للنازحين، وقد فرّ بعض هؤلاء لوجود بعض أقاربهم، ولكن آخرين أخبروني بأنهم هربوا لأنهم أرادوا الابتعاد عن القتال قدر الإمكان". وقال "الغالبية العظمى من النازحين داخليًا في الصومال فروا من منازلهم بسبب تواصل النزاع الداخلي وانعدام الأمن الشديد، ولكننا بدأنا نلحظ أعدادًا متزايدة من الرعاة الذين أجبروا على التخلي عن سبل عيشهم التقليدية بسبب القحط الذي نزل بالصومال سنة 2009". وأضاف فيليب رويان "يصعب أن نعرف عدد الرعاة النازحين في الصومال حاليًا نظرًا لقلة المؤسسات الإنسانية نتيجة للصراع، وما نعرفه هو أن هؤلاء الناس ينتقلون الآن إلى المدن لتأمين الطاعم والماء والمأوى وغير ذلك من الخدمات".