اتهم الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان شلح السلطات المصرية بتعذيب المعتقلين الفلسطينيين قائلا "وصلتنا أخبار أن جرحى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة الذين يعالجون في الخارج عند عودتهم إلى مصر في طريقهم لغزة يعتقلوا لمدة 50 يوماً ويعذبوا أشد التعذيب والإهانات". ولفت الى "إن العديد من الأسرى الفلسطينيين الذي بترت أطرافهم جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وخرجوا للعالج إلى دول عربية وإسلامية تعرضوا للتعذيب في السجون المصرية أثناء عودتهم، مشيراً إلى أن بعضهم أكد له بأن السجون المصرية جوانتنامو عربي آخر". وتساءل شلح "لماذا يفعل بنا العرب ذلك ؟ منوها على ان مصر التي قدمت الشهداء وخاضت حروب، هذا لا يتوقع منها، مضيفا، لماذا يعتقل الفلسطينيون في السجون المصرية ؟، هذا لا يليق بموقع ومكانة القاهرة". ونوه على أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة "لن يقبل أن يحاصر ويجوع ويمنع من السفر ويضرب بالغاز السام"، مشيراً إلى أن العلاقات مع مصر ليست على ما يرام. وقال "بصراحة نحن بحاجة إلى من يعقد مصالحة بيننا وبين الإخوة في مصر". وشدد الأمين العام للجهاد الإسلامي على ضرورة أن تكون مصر "مرنة" في شروطها على مختلف الأطراف، مشيراً إلى أن حماس لا تعترف بالدولة الصهيونية ولا باتفاقية أوسلو "ولا يمكن أن تنبذ المقاومة، لأنها إذا فعلت ذلك لا تصبح حماس، ومطلوب منها أن توقع على شهادة انتحار". وأكد أن حركته لن توقع على ورقة المصالحة بصيغتها الحالية حتى ولو وقعت عليها حماس، مطالباً بإعادة صياغة الوثيقة ليتم التوقيع عليها، مشدداً على أنه "لا يمكن لأحد أن يوقع على أشياء ومن ثم يتم التباحث عليها.. هذا مستحيل". وفي سياق حديثه عن المفاوضات، أوضح شلح أنها محاولة لتبيض صفحة الدولة الصهيونية وتحريرها من أي عبء أو مسئولية على جرائمها ضد الشعب الفلسطيني. وقال شلح "إن هذه المفاوضات من شأنها قطع طريق التضامن العربي والعالمي لما يتعرض له الشعب الفلسطيني، ويفتح شهية الاحتلال للعودة إلى التطبيع المجاني مع الدول العربية". وأكد أن المفاوضات ستضع المفاوض الفلسطيني بموقف "الضعيف". وطالب السلطة الفلسطينية بتحديد معايير وأهداف شروطها من عملية التفاوض، ولكن ما هو مؤكد، بحسب الأمين العام، أن لا أهداف ولا شروط وأن هذه المفاوضات ستفضي إلى أن يبقى الأمر على ما هو عليه، أو تمدد عملية التسوية بشروط أوسلو وأن يذهب رئيس السلطة الفلسطينية في رام الله محمود عباس إلى المفاوضات للحل النهائي و دولة فلسطينية، دون أي إمكانية عملية لذلك. وشدد على أن الموقف الفلسطيني بات يتراجع أكثر فأكثر بالمفاوضات، محملا الدول العربية المسؤولية عن هذا التراجع. وعلى صعيد التهويد، قال "الشعب الفلسطيني يتعرض لمعركة كبيرة .. القدس تهود والاستيطان يبتلع الأرض ليس أي أفق للتسوية فعلى ماذا نراهن ؟". وحذر شلح من الاستمرار في تهويد القدس وتصفية القضية الفلسطينية، قائلاً: " إن تمكنوا من ذلك سيأتي اليوم الذي يبكي في الحكام والعرب جميعاً". من جهة أخرى، قال شلح "إن إسرائيل تقرع طبول الحرب لسببين تكتيكي، وآخر استراتيجي، فالتكتيكي هدفه الحديث عن قوى إقليمية و لفت الأنظار الأمريكية بعيدا عن القضية الفلسطينية ومحاولة خلق أعداء مزعومين لها مثل إيران و سوريا و المقاومة في لبنان وغزة، ومحاولة قطع الطريق بين أي تقارب سوري أوروبي وأمريكي". ومضى قائلاً "الجانب الاستراتيجي أن إسرائيل باتت تخشى من معادلة ردع تم إرساؤها بعد حرب تموز وهي لا تقبل طرف عربي و مسلم يمكنه أن يدافع عن نفسه، ولذا تعلن أنها لا تسمح بالمعادلة, ومن هنا فهي تخشى الدخول الحرب وفي نفس الوقت لا ترغب في العيش ظل خوف".
نفى مصرى وفي هذا السياق زعم مجدي الدقاق، رئيس تحرير مجلة أكتوبر ومسئول الدائرة الإعلامية بالحزب الوطني الحاكم بمصر، أن كلام الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي لا يدعوا إلا إلى "السخرية والضحك". وأضاف الدقاق "الآن السؤال يطرح نفسه مَن دفع السيد شلح للخروج علينا من جديد بهذه الأسطونة القديمة ليعيدها على آذننا على الرغم من أننا سأمناها". وتابع "هم يتهمون مصر ويرفضون التوقيع بحجة إدخال تعديلات وأنا اتحدى الجميع فبعضهم صرح لي بأنه ذاهب إلى دمشقوإيران وقطر وسيعود من اجل التوقيع على المصالحة لكن لم يحصلوا على الضوء الأخضر من هذه العواصم"، حسب زعمه. ومضى "عليهم أن يراجعوا أنفسهم ويعلموا أن مصر هي السند الوحيد لهم وللقضية الفلسطينية". وقال الدقاق "أن العشرات بل المئات من المقاومين الفلسطينيين تم علاجهم في مصر وأنه لو لدى امكانية لأحضرت أوراق وزارة الصحة المصرية التي تثبت أن المئات من المقاومين الفلسطينيين عولجوا في مستشفيات القاهرة والجيزة والعريش وسيناء". وأضاف "أتحدى السيد شلح أن يأتي بمَن يدّعون أن مصر عذبتهم وأنا سآتي بما يفند أقاويلهم ويثبت المؤمرة التي تحيكها النفوس السوداء والضمائر التي تنازل على الحياة"، حسب قوله.