"القهر والقمع" مباح هكذا يؤدى ضباط خدمة مقبرة العقرب التحية للأدمية التى لا يعرفون معاناها بالمرة، فمن تلفيق التهم إلى القتل البطئ تظهر لنا أسباب تواجد الرموز الثورية بسجن العقرب (شديد الحراسة). فتقول تقول سمر زوجة أحمد شريف المحبوس على ذمة قضية 250 أمن دولة المعروفة ب"خلية الجيزة"، إنهم "رفضوا دخول أي كتب دراسية لزوجي ثم رفضوا خروجه لأداء الامتحان، وزوجي يتعرض لتجويع متعمد وحرمان من أي أدوات للنظافة، ويُمنع أيضاً رؤية أطفاله، كما تم منع زيارة المحامين للمعتقلين، وهو يعاني من أمراض مزمنة وتم منع الأدوية عنه منذ أكتر من ثلاثة أشهر، ومدة الزيارة أصبحت ثلاث دقائق كل ثلاثين يوماً، والوجبة التي يسمحون بها في الزيارة تدخل بشكل مهين وبكميات ضئيلة للغاية". وتضيف: "إدارة العقرب تتعمد إذلال الأهالي والمعتقلين، وهو الوحيد من بين المتهمين في هذه القضية الموجود في هذا السجن على الرغم من أن الآخرين في سجون أخرى". أما رُفيدة شمس، فتقول إن والدها عضو مجلس الشعب المعتقل منذ سنتين، أُصيب بالتهاب حاد بالكلى نتيجة المياه الملوثة وغير الصالحة للاستخدام، مضيفة أنه "بعد الحكم عليه بالمؤبد فيما عرف بقضية وادي النطرون لم نتمكن من رؤيته، إذ يقبع في زنزانة انفرادية وممنوع عنه الطعام والمياه النظيفة والدواء والتريض ورؤية الشمس". أما علا يوسف، فزوجها مهندس تم اعتقاله من بيته منذ أكثر من عام، وهو محروم كغيره من المعتقلين من كل مستلزمات الحياة البسيطة، ومسجون احتياطياً على ذمة اتهامه في قضية "تحالف دعم الشرعية" من دون محاكمة ويتم تجديد حبسه كل 45 يوماً. منى السيد انتظرت من 16 أغسطس 2014 تاريخ اعتقال والدها أسامة السيد محمد الحكيم، حتى منتصف شهر أكتوبر لتعرف أنه في سجن "العقرب" بعد فترة قضاها تحت التعذيب في أمن الدولة. تشرح أنه "في البداية كانت الزيارة حتى 10 مارس 2015 مرة كل أسبوعين مع وجود حاجز زجاجي والحديث من خلال الهاتف، ثم منعت الزيارة لمدة ثلاثة أشهر، وزرناه بعدها في 19 مايو الماضي مع التضييق في منع دخول الأطعمة والأدوية". هاني بشر، نجل الوزير السابق محمد علي بشر، ممنوع خلال الزيارة التي لا تستمر سوى لخمس دقائق أو أقل، من إدخال الدواء لوالده المريض ب"فيروس سي"، والذي يُمنع عنه حتى الطعام والتريض. تعذيب المرضى في "العقرب" يصل إلى حدّ منعهم من إجراء العمليات الجراحية، مثلما حصل مع محمد إسماعيل دحروج (66 عاماً)، المعتقل منذ 14 مايو 2014 والذي يعاني من مرض السكري وشبه توقّف في إحدى كليتيه، وبعدما حُددت له عملية جراحية في 18 مارس 2015 منع من الذهاب إلى المستشفى ولم تُوفّر له أي أدوية أو علاج حتى الآن بحسب ابنته فاطمة الزهراء. حال خالد محمود الشوربجي مشابهة لمعظم حالات سجناء "العقرب"، فتروي زوجته سمية نجيب كيف تم اختطافه وتعذيبه بالضرب والصعق بالكهرباء لمده 22 يوماً في أمن الدولة وتم ترحيله إلى "العقرب" في 15 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتمنع الزيارات عنه كما يمنع دخول أي من المستلزمات الشخصية له. خطر الموت عمرو محمد زكي نائب آخر معتقل في "العقرب" منذ عام بعدما تم نقله من طره ثم ليمان طره. لا يزال مسجوناً بشكل انفرادي، وهو يعاني من مرض السكري والضغط، وأجرى قبل اعتقاله عملية رباط صليبي في ركبته وغضروف في القدم الأخرى، وممنوعة عنه الزيارة منذ أكتوبر الأول الماضي التعذيب متعدد الأشكال يطاول السجناء الإسلاميين وغير الإسلاميين، فالأمين العام لحزب الاستقلال محمد مجدي علي حامد (المعروف بمجدي قرقر)، يتعرض بدوره لما يتعرض له زملاؤه من "جحيم العقرب". زوجة مجدي قرقر، مديحة، تكشف أنه بعد تولي مجدي عبد الغفار وزارة الداخلية المصرية، تم سحب أغراض المعتقلين من ملابس ومصاحف وساعات وأغراض نظافة شخصية كانت قد أُدخلت في وقت سابق بوساطة الأهالي، ولم يبقَ لهم غير طقم سجن واحد. الزيارات ممنوعة منذ خمسة أشهر، وقبل شهرين فُتحت الزيارة لمدة أسبوعين بشكل ضيق، لم يتمكن الكثير من الأهالي من استصدار تصاريح من أمن الدولة. اليوم، حياة مجدي قرقر مهددة، فهو مريض ب"فيروس سي" وبعض مشاكل القلب والضغط، وسبق له أن أُصيب بخراج في عموده الفقري أدى إلى إصابته بالشلل في نصفه السفلي في 2009. "العقرب" لا يُقدّم للمعتقلين علاج الأمراض المزمنة كالتي يعاني منها قرقر، وأظهرت صوره في 27 يوليو/تموز الماضي أنه فقَدَ عشرات الكيلوغرامات وضعفت صحته بشكل ملحوظ.