حذر نواب مجلس الشعب من استمرار استهلاك المواطن المصري للحوم الفاسدة والنفايات المملوءة بالديدان والأمراض، التي يستوردها كبار التجار من الهند والبرازيل وإثيوبيا والسودان، ويرتبط بعضهم بعلاقات مصاهرة مع بعض مسئولي الحكومة، على حد قولهم. وأكدوا خلال اجتماع اللجنة الاقتصادية بالبرلمان استغلال بعض معدومي الضمير ارتفاع أسعار اللحوم البلدية ليبحوا الحمير والكلاب والقطط والفئران وتقديمها للمواطنين على أنها لحوم ماشية، منتقدين تجاهل الحكومة لاتخاذ إجراءات صارمة حيال هذا الأمر. وخلال الاجتماع اعترض نائب الأغلبية أبو الحسن الجزار على عدم حضور الوزراء المعنيين، وقال "أتكلم في إيه والوزراء لم يحضروا.. هكلم نفسي والحكومة تعلم أننا أكلنا الجثث والحمير والكلاب والفئران"، وتابع "للأسف الحكومة ضيعت البلد وخربت بيوت الناس بعد أكذوبتها بوجود مرض أنفلونزا الطيور". بعد ذلك قام أبو الحسن منسحبًا من الاجتماع وهو يردد غاضبًا "خلاص.. إحنا تهنا والحمد لله" من ناحيته، انتقد عبد الرحمن بركة وكيل اللجنة ورئيس الاجتماع غياب وزير الزراعة عن الاجتماع، مؤكدا أن قضية ارتفاع أسعار اللحوم البلدية باتت قضية جماهيرية تشغل اهتمامات الرأي العام المصري، كما انتقد تراجع بنك التنمية والائتمان الزراعي والصندوق الاجتماعي عن تمويل صغار المستثمرين لتربية الماشية. فيما أكد النائب فاروق بهجت أن اللجان الحكومية التي تسافر إلي الخارج لمعاينة اللحوم المستوردة لا تري ولا تسمع ولا تتكلم، متهمًا إياها بمحاباة المستوردين الذين يستضيفونهم في الفنادق على نفقاتهم الخاصة. وتساءل بهجت "لماذا يتم رفع الفائدة من 6% إلي 14% عند الاقتراض في مشروعات الثروة الحيوانية؟"، وتابع "للأسف في ظل فتح باب استيراد للحوم المجمدة والحية فقدنا 30% من ثرواتنا الحيوانية بعد انتشار الأمراض الوافدة مع هذه اللحوم ومنها حمي الوادي والحمي القلاعية والعقد الجلدي". وانتقد توقف مشروع البتلو القومي بعد خروج د. يوسف والي من وزارة الزراعة، مشيرًا إلى أنهم تحدثوا مع المهندس أمين أباظة وزير الزراعة الحالي الذي أكد أن المشكلة في التمويل. وفي رده على النواب، أكد الدكتور توفيق شلبي، المشرف علي قطاع الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة، أن مصر لن تستطيع الوصول إلي الاكتفاء الذاتي من اللحوم البلدية بسبب الزيادة السكانية ومحدودية الأراضي الزراعية ومياه الري، وقال أننا لاستيراد 350 ألف طن من اللحوم سنويا لسد الفجوة الغذائية. واعتبر أن المفتاح الوحيد لزيادة الإنتاج يكمن في البحث عن سلالات جديدة من الماشية، غير أنه أوضح أنه لا توجد لدينا خبرة نسبية في تربية الماشية، خاصة وأن مصر تقع في حزام المنطقة الجافة، فضلا عن عدم وجود مراعي مفتوحة، ووعد بخفض أسعار اللحوم مع بداية العام القادم.