قال رئيس اقليم كردستان، مسعود البارزاني انه من المستحيل على الاكراد المشاركة او دعم اي تحالف لتشكيل ائتلاف حكومي بناء على الشروط السابقة. وجدد دعوته الى اقامة نظام فدرالي في العراق كوسيلة لتحقيق الاستقرار، وتقسيمه الى اقليم كردي في الشمال وسني في الوسط وشيعي في الجنوب، ووصف الحديث عن عراق موحد وقوي مثل "احلام واماني الطيور". وقال ان الرئيس الامريكي باراك اوباما وعده بدعم تطبيق بند 140 في الدستور المتعلق بكركوك ومناطق الشمال. وتحمل تصريحات البارزاني ثقة بالنفس جاءت حسب صحيفة "نيويورك تايمز" التي اجرت معه مقابلة في مدينة اربيل بسبب النجاحات التي حققها الاكراد في الانتخابات الاخيرة وتدفع باحزابهم الرئيسية للمطالبة بسيادة اوسع على مناطق الشمال العراقي، كردستان وسيطرة اكبر على النفط المستخرج من الشمال. وقالت الصحيفة ان رئيس حكومة اقليم كردستان يكثف جهوده في هذا المجال، مزهوا ومسلحا بالانتصارات التي حققها حزبه في الانتخابات مما يعني مشاكل وتعقيدات جديدة لحكومة بغداد التي يختلف الخاسرون والرابحون على طبيعة تشكيلها. وفي وقت بدأت فيه عمليات اعادة فرز الاصوات في منطقة بغداد بعد مطالب من قائمة دولة القانون التي يتزعمها نوري المالكي. وتشير الى ان مكتب رئيس الاقليم مسعود البارزاني اصبح محط رحال العديد من السياسيين السنة والشيعة من اجل الحصول على دعمه لتشكيل الحكومة القادمة. وتصف الصحيفة محاولات البارزاني للحصول على تأثير في السياسة العراقية بالشرسة لان طبيعة المطالب التي يدعو لها ستترك الكثير من الاثار على حالة العراق، فدعوته للفدرالية قد تنتج حكومة ضعيفة في بغداد واحيت التكهنات حول امكانية انفصال كردستان عن بقية العراق. وقال البارزاني في لقاء مع الصحيفة انه مصمم على الحصول على التزامات من اي حليف قادم في بغداد حول القضايا المشكلة من مثل وضع حدود الاقليم ومدينة كركوك وتوزيع الثروة النفطية. كما ان نجاح حزب البارزاني الذي استطاع الحصول على 29 مقعدا من بين 57 مقعدا حصل عليها الاكراد، اضافة الى ثلاثة مقاعد مخصصة للاقليات ذهبت الى شخصيات موالية لهم، جعلته صوتا مهيمنا بين الاكراد. وعمل البارزاني بجهد كبير مع بقية الاحزاب الكردية لتشكيل جبهة واحدة للذهاب الى بغداد على الرغم من الخلافات بينها، خاصة ما حصل في حزب الرئيس العراقي جلال طالباني بعد انفصال مجموعة عن حزبه اسمت نفسها حركة "التغيير- جوران". وكانت مظاهر الوحدة بين الفصائل الكردية قد طفت على السطح عندما اعلن برلمان اقليم كردستان انشاء لجنة جديدة مهمتها استعادة ما أزعموا أنه "اراضي كردستان التاريخية"، والتي تلمح التى مناطق نينوى وكركوك وهي المناطق التي يسيطر عليها الاكراد في الواقع وتتبع اسميا حكومة بغداد. واكد البارزاني على اهمية تطبيق النظام الفدرالي وتقسيم العراق الى فدراليات وهي الوسيلة الوحيدة لتحقيق الاستقرار في العراق كما يقول، ويفضل ثلاث فيدراليات، كردية في الشمال وسنية في الوسط وشيعية في الجنوب. فيما تصبح بغداد عاصمة فدرالية تقوم بتنفيذ مهام الحكومة. وكشف انه يقوم بمحادثات جادة من اجل تأمين الحدود والمال الكافي للاقلم ولقواته المسلحة المعروفة باسم البشمركة وحل المشاكل العالقة مع بغداد حول توزيع الثروة النفطية وعوائدها. ومن بين اهم المطالب الكردية هي تأمين التزام من اي رئيس وزراء قادم بتطبيق البند 140 من الدستور المتعلق بالمناطق في الشمال وفي مركزها مدينة كركوك. ويقول انه في حالة عدم تطبيق هذا البند فهذا يعني نهاية الدستور. وقال ان واحدا من اهم الاسباب التي دعت الاكراد التخلي عن معارضتهم لقانون الانتخابات الذي مرره البرلمان في نوفمبر الماضي هو وعد من الرئيس اوباما بالدفع بقوة من اجل تطبيق البند 140 من الدستور. مشيرا الى ان الرئيس قدم الوعد اثناء "مكالمة هاتفية وكرره في اجتماع عقد في المكتب البيضاوي في يناير". لكن خلافا لتصريحات البارزاني قال مسئولون امريكيون ان اوباما قدم دعما واسعا للدستور العراقي بما فيه البند 140. ونقل عن دبلوماسي قوله ان الموقف الامريكي قام على التأكيد للاكراد ان اصرارهم في التفاوض على تنفيذ كل المطالب يعني "وصفة لازمة"، مذكرا بما حدث في البلقان وحمام الدم الذي تبع تشدد الاطراف. فيما عبر مسئول اخر عن امله من ان تؤدي نتائج الانتخابات التي حقق فيها السنة العرب والتركمان نتائج جيدة للتخفيف من مواقفهم المتشددة خاصة ان الاكراد لم تكن نتائجهم جيدة.