تحرير 4 آلاف قضية سرقة كهرباء خلال حملات على المحال والعقارات بالمحافظات    كوثر محمود: التمريض يمثل 60% من المنظومة الصحية بمصر    رئيس الوزراء يكرم السفيرة "نبيلة مكرم" خلال احتفالية التضامن بمرور 10 سنوات على "تكافل وكرامة"    زيلينسكي وبوتين يلتقيان يوم الخميس المقبل في هذه الدولة    يواصل التقدم نحو اللقب.. ثنائية بنزيمة تقود اتحاد جدة للفوز على الفيحاء    الدوري المصري، تعادل سلبي بين الجونة وطلائع الجيش في الشوط الأول    مصرع شاب في انقلاب سيارة بطريق الإسماعيلية الصحراوي    وفاة المخرج عادل القشيري بعد صراع مع المرض    وكيل صحة القاهرة في زيارة مفاجئة لمركز ال 100 متر بالشروق وزهرة العاصمة ببدر    تطورات جديدة في ملف ساني للتجديد مع بايرن ميونيخ    "سيكو سيكو" في المقدمة.. تركي آل الشيخ يكشف آخر إحصائيات شباك التذاكر السعودي    رئيسة الحزب الاشتراكي الألماني تعلن اعتزامها عدم الترشح مجددا لهذا المنصب    وفاة سيدة في عملية ولادة قيصرية بعيادة خاصة والنيابة تنتدب الطب الشرعي بسوهاج    محمد توفيق: قابلت صنع الله إبراهيم بعد رفضه جائزة ال100 ألف جنيه.. وتعلمت منه كيف تدفع ثمن أفكارك    البرلمان العربي يوجّه رسائل عاجلة للأمم المتحدة وحقوق الإنسان واليونسيف لإنقاذ أطفال غزة    ترامب: سأعلن الخبر الأكثر أهمية بعد قليل    أول تعليق من هانز فليك بعد اكتساح برشلونة نظيره ريال مدريد في الدوري الإسباني    مركز السينما العربية يمنح جائزة الإنجاز النقدي للناقد العراقي عرفان رشيد والقبرصي نينوس ميكيليدس    أمينة الفتوى: لا حرج في استخدام «الكُحل والشامبو الخالي من العطر» في الحج.. والحناء مكروهة لكن غير محرّمة    تنطلق 22 مايو.. جدول امتحانات الصف الأول الإعدادي الترم الثاني 2025 محافظة أسيوط    وزير الخارجية والهجرة يلتقي قيادات وأعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي    القبانى يُظهر «العين الحمرا»..وتساؤل عواد يثير الجدل فى السوشيال ميديا    بث مباشر.. مدبولي يستقبل 150 شابًا من 80 دولة ضمن النسخة الخامسة من "منحة ناصر"    قريباً.. «الأوابك» تصدر تقريرها الربع سنوي حول تحليلات وبيانات وتوقعات السوق العالمي    جيش الاحتلال: نقل لواء المظليين من الجبهة السورية إلى غزة لتوسيع الهجوم    النائب محمد طارق يكشف كواليس إقرار قانون تنظيم الفتوى    البترول تنفي وجود تسريب غاز بطريق الواحات.. لا خطر في موقع الحادث السابق    الإفتاء توضح كيف يكون قصر الصلاة في الحج    هل هناك حياة أخرى بعد الموت والحساب؟.. أمين الفتوى يُجيب    إصابة طالبة سقطت من الطابق الثالث داخل مدرسة فى بشتيل بالجيزة    محافظ شمال سيناء يستقبل رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية    محافظ الغربية: إطلاق أكبر قافلة طبية علاجية بمركز قطور    محامية: نشوز الزوج يمثل خطرًا كبيرًا على تماسك الأسرة    حملات مكثفة لإزالة الإشغالات والتعديات بمدينة العاشر من رمضان    وزير الخارجية الفرنسي: العلاقات مع الجزائر «مجمدة تمامًا»    فرص مفاجئة.. اعرف حظ برج الجوزاء في النصف الثاني من مايو 2025    سقوط مسجل شقى خطر بحوزته 25 كيس أستروكس معدة لتوزيعها بالفيوم    تفاصيل ضبط المتهم بالتعدي على الكلاب الضالة في البحيرة    محافظ أسوان يوجه للإسراع بإستكمال المشروعات المدرجة ضمن خطة الرصف بنسبة 98 %    نقيب الصحفيين الفلسطينيين: إسرائيل تشن ضدنا حرب إبادة إعلامية    جنى يسري تتألق وتحرز برونزية بطولة العالم للتايكوندو للناشئين تحت 14 سنة    الصور الأولى من فيلم هيبتا: المناظرة الأخيرة    طرح 3 شواطئ بالإسكندرية للإيجار في مزاد علني| التفاصيل والمواعيد    رئيس ائتلاف ملاك الإيجارات القديمة يرفض مشروع قانون الحكومة    السكرتير العام المساعد لبني سويف يتابع سير منظومة العمل بملف التصالح بالمركز التكنولوجي في الواسطى    انطلاق قافلة دعوية مشتركة بين الأزهر الشريف والأوقاف    خلف الزناتي: تنظيم دورات تدريبية للمعلمين العرب في مصر    محافظ الشرقية يشهد حفل قسم لأعضاء جدد بنقابة الأطباء بالزقازيق    الأحوال المدنية تستخرج 32 ألف بطاقة رقم قومي للمواطنين بمحل إقامتهم    هل يجبُ عليَّ الحجُّ بمجرد استطاعتي، أم يجوزُ لي تأجيلُه؟.. الأزهر للفتوى يوضح    وزير الخارجية يؤكد على موقف مصر الداعي لضرورة إصلاح مجلس الأمن    تأجيل محاكمة 41 متهم ب "لجان العمليات النوعية بالنزهة" استهدفوا محكمة مصر الجديدة    خبر في الجول - عمر خضر يقترب من الغياب أمام غانا بسبب الإصابة    ارتفاع كميات القمح المحلي الموردة للشون والصوامع بأسيوط إلى 89 ألف طن    محافظ الدقهلية يحيل مدير مستشفى التأمين الصحي بجديلة ونائبه للتحقيق    ماذا يحدث للشرايين والقلب في ارتفاع الحرارة وطرق الوقاية    عاجل- البترول تعلن نتائج تحليل شكاوى البنزين: 5 عينات غير مطابقة وصرف تعويضات للمتضررين    احتدام المنافسة على البقاء بين مصطفى وكوكا.. نانت يتعادل مع أوكسير ولو هافر يخسر من مارسيليا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عقارات تونس تنتعش رغم الأزمة
نشر في الشعب يوم 26 - 07 - 2015

على الرغم من الأزمة الاقتصادية، التي مرت بها تونس عقب ثورة 2011، ظل القطاع العقاري على امتداد السنوات الأربع الأخيرة، من أكثر القطاعات انتعاشا، الأمر الذي أرجعه خبراء ومتابعون للسوق إلى أن هذا القطاع يعد الأكثر أمانا في ظل حالة عدم الاستقرار الذي شهدته البلاد.
وتفيد الإحصائيات الرسمية لوزارة التجهيز والإسكان التونسية، أن القطاع ساهم بنسبة 12.6% من القيمة المضافة للاقتصاد التونسي، ما جعله في المرتبة الأولى في هذا الإطار خلال السنوات الأخيرة.
وجعلت الأسعار المتزايدة للعقارات في تونس، هذا القطاع من المجالات الأكثر جذبا للاستثمارات بعد الثورة، وملاذا آمنا لرؤوس الأموال في ظل عدم الاستقرار السياسي والأمني.
وشهدت السنوات الأربع الأخيرة إقبالا كبيراً على المضاربة في عقارات الضاحية الشمالية للعاصمة الواقعة المطلة على البحر.
ويحتل الليبيون المرتبة الأولى في طلبات امتلاك العقارات والاستقرار في تونس، ويأتي بعدهم الجزائريون ثم يأتي الفرنسيون في مرتبة ثالثة إلى جانب احتلال بعض الشركات السعودية المهتمة بسوق العقارات التونسية، وذلك بعد أن سهلت الحكومة التونسية إجراءات تمليك الأجانب بتقليص آجال الحصول على رخصة التمليك.
ويرى متابعون لسوق العقارات التونسية، أن الإقبال الهائل على استثمار المال في هذه النوعية من الأنشطة الاقتصادية، يصنف ضمن الاستثمار الآمن، الذي لا تتهدده كثيراً المخاطر، مقارنة بأنشطة أخرى تأثرت بالأحداث التي تلت الثورة.
ويؤكد رئيس الغرفة الوطنية للباعثين (المستثمرين) العقاريين، فهمي شعبان، أن السماح للأجانب بحق التملك في تونس أمر إيجابي، مشيرا إلى أن شرط الحصول على رخصة المحافظ التى يفرضها القانون سابقا، أعاقت بدرجة كبرى تسويق الفائض العقاري، خاصة من شقق الأحياء الراقية على غرار الضاحية الشمالية للعاصمة، باعتبار أن هذا الصنف من العقارات موجه إلى نوعية معينة من ذوي القدرة الشرائية المرتفعة.
وأضاف شعبان في تصريح ل "العربي الجديد"، أنه على خلاف ما يعتقده البعض فإن اختصار آجال إسناد رخصة المحافظ أو إلغاءها كليا لن يؤثر على أسعار العقارات الموجهة إلى الطبقات المتوسطة، بل سيمكن الاقتصاد من الاستفادة من انتعاشة القطاع العقاري، الذي لم يتأثر بالأزمة الاقتصادية، التي مرت بها البلاد، بل كان رافدا من الروافد المهمة من حيث المردود المالي أو القدرة التشغيلية.
وأشار إلى أن رفع الموانع القانونية لتمليك الأجانب، سيساهم أيضا بشكل كبير في دفع القطاع السياحي، ولا سيما سياحة الإقامات التي تنشط في فترات الركود السياحي.
"
يعول الكثير على القطاع العقاري، لدفع الاقتصاد التونسي إلى الصمود في ظل الظروف الحالية
"
ولفت إلى أن المغرب على سبيل المثال استفادت من هذه السياحة بشكل كبير، وذلك بتمكين الأجانب الذين يقتنون عقارات فيها من الإقامة، مضيفا أن ذلك إجراء معمول به في العديد من الدول المتقدمة.
لكن الطفرة في القطاع العقاري لم تنعكس إيجابا على التونسيين الباحثين عن مسكن، على امتداد السنوات الأربع الأخيرة، حيث شهدت الأسعار ارتفاعا غير مسبوق، قدرته جهات رسمية بأكثر من 30%.
اقرأ أيضاً: تونس تتطلع إلى جذب الاستثمارات الأميركية
وفي ما يتعلّق بارتفاع وتيرة تمليك الليبيين بعد الثورة واستقرار قرابة المليون ليبي في تونس وتأثيره على ارتفاع الأسعار، قال رئيس الغرفة الوطنية للباعثين العقاريين، إن ارتفاع أسعار العقارات يعود بالأساس إلى ارتفاع كلفة البناء وتضاعف أسعار العديد من المواد الأولية وتراجع سعر صرف العملة المحلية وتأثير ذلك على كلفة المواد المستوردة، ولا دخل لتمليك الأجانب بارتفاع أسعار العقارات.
لكن في ظل هذه الموجة من الإقبال على الاستثمار العقاري، تعالت التحذيرات من ارتفاع معدلات المضاربة في الأسعار التي تلحق بأصحاب الدخول المتوسطة الباحثين عن مسكن ملائم في تونس.
واعتبر سليم سعد الله، نائب رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك (منظمة غير حكومية)، أن ارتفاع الأسعار يعود في جانب منه إلى تزايد عدد المضاربين في القطاع العقاري، باعتبار أن الاستثمار في هذا القطاع، يعد الأكثر أماناً لأصحاب رؤوس الأموال ومؤسسات القرض وحتى الأشخاص العاديين في ظل مناخ سياسي وأمني متوتر.
ولم يخف سعد الله في تصريحه ل "العربي الجديد" فرضية تبييض بعض الأطراف لأموالها في العقارات، خاصة مع دخول العديد من الوسطاء والمستثمرين للسوق ممن يعملون في التجارة الموازية والمهربين.
وأكد نائب رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك، أن دور الدولة يبقى مهما جدا في كبح جماح أسعار العقارات والمحافظة على الرصيد العقاري للأجيال القادمة والحد من تغيير صبغة الأراضي الفلاحية إلى أراض صالحة للبناء، وذلك حتى تسهل للطبقات المتوسطة إمكانية اقتناء مساكن في ظل "الهجمة" غير المسبوقة على سوق العقارات من قبل الأجانب.
وتشير الأرقام الرسمية لوزارة التجهيز والإسكان، إلى أن سعر المتر المربع من الأراضي في تونس بات يتراوح على وجه العموم، بين 1200 و3000 دينار تونسي (ما بين 800 و1500 دولار) .
"
يحتل الليبيون المرتبة الأولى في طلبات امتلاك العقارات والاستقرار في تونس، ويأتي بعدهم الجزائريون ثم يأتي الفرنسيون في مرتبة ثالثة
"
وتختلف هذه الأسعار من محافظة إلى أخرى، ففي الأحياء السكنية الراقية بكل من المنزه والنصر وحدائق قرطاج ( الضواحي الشمالية للعاصمة)، يرتفع سعر المتر المربع من الأراضي إلى حدود 1900 دينار ( 1000 دولار)، ويصل إلى حدود 2500 دينار (1300 دولار) في المحافظات الساحلية.
وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن نحو 23% من التونسيين، لا يملكون مساكن خاصة، وهم يتنافسون بجهد كبير مع العائلات الأجنبية ويعيشون على الإيجار، وهذا على الرغم من وجود ما لا يقل عن 426.2 ألف شقة شاغرة لا يستغلها أصحابها.
ويعول الكثير على القطاع العقاري، لدفع الاقتصاد التونسي إلى الصمود في ظل الظروف الحالية، خاصة بعد تعرض القطاع السياحي لضربات موجعة، بسبب العمليات الإرهابية التي استهدفت أماكن سياحية على مدار الأشهر الأخيرة.
وبالإضافة إلى توفيره لعدد كبير من مواطن الشغل وقدرته على استيعاب أعداد إضافية من اليد العاملة المختصة، يساهم القطاع العقاري بنسبة 14% من جملة الاستثمارات، وهو ما يعادل جميع الاستثمارات في القطاع الصناعي.
وكان وزير المالية التونسي سليم شاكر، قال في تصريحات صحافية الأسبوع الماضي، إنه يتوقع تباطؤ نمو الاقتصاد التونسي إلى نحو 1% هذا العام، مقارنة مع 2.3% في 2014، ويأتي ذلك في ظل اضطرابات أمنية واسعة تشهدها البلاد خلال الفترة الأخيرة.

على الرغم من الأزمة الاقتصادية، التي مرت بها تونس عقب ثورة 2011، ظل القطاع العقاري على امتداد السنوات الأربع الأخيرة، من أكثر القطاعات انتعاشا، الأمر الذي أرجعه خبراء ومتابعون للسوق إلى أن هذا القطاع يعد الأكثر أمانا في ظل حالة عدم الاستقرار الذي شهدته البلاد.
وتفيد الإحصائيات الرسمية لوزارة التجهيز والإسكان التونسية، أن القطاع ساهم بنسبة 12.6% من القيمة المضافة للاقتصاد التونسي، ما جعله في المرتبة الأولى في هذا الإطار خلال السنوات الأخيرة.
وجعلت الأسعار المتزايدة للعقارات في تونس، هذا القطاع من المجالات الأكثر جذبا للاستثمارات بعد الثورة، وملاذا آمنا لرؤوس الأموال في ظل عدم الاستقرار السياسي والأمني.
وشهدت السنوات الأربع الأخيرة إقبالا كبيراً على المضاربة في عقارات الضاحية الشمالية للعاصمة الواقعة المطلة على البحر.
ويحتل الليبيون المرتبة الأولى في طلبات امتلاك العقارات والاستقرار في تونس، ويأتي بعدهم الجزائريون ثم يأتي الفرنسيون في مرتبة ثالثة إلى جانب احتلال بعض الشركات السعودية المهتمة بسوق العقارات التونسية، وذلك بعد أن سهلت الحكومة التونسية إجراءات تمليك الأجانب بتقليص آجال الحصول على رخصة التمليك.
ويرى متابعون لسوق العقارات التونسية، أن الإقبال الهائل على استثمار المال في هذه النوعية من الأنشطة الاقتصادية، يصنف ضمن الاستثمار الآمن، الذي لا تتهدده كثيراً المخاطر، مقارنة بأنشطة أخرى تأثرت بالأحداث التي تلت الثورة.
ويؤكد رئيس الغرفة الوطنية للباعثين (المستثمرين) العقاريين، فهمي شعبان، أن السماح للأجانب بحق التملك في تونس أمر إيجابي، مشيرا إلى أن شرط الحصول على رخصة المحافظ التى يفرضها القانون سابقا، أعاقت بدرجة كبرى تسويق الفائض العقاري، خاصة من شقق الأحياء الراقية على غرار الضاحية الشمالية للعاصمة، باعتبار أن هذا الصنف من العقارات موجه إلى نوعية معينة من ذوي القدرة الشرائية المرتفعة.
وأضاف شعبان في تصريح ل "العربي الجديد"، أنه على خلاف ما يعتقده البعض فإن اختصار آجال إسناد رخصة المحافظ أو إلغاءها كليا لن يؤثر على أسعار العقارات الموجهة إلى الطبقات المتوسطة، بل سيمكن الاقتصاد من الاستفادة من انتعاشة القطاع العقاري، الذي لم يتأثر بالأزمة الاقتصادية، التي مرت بها البلاد، بل كان رافدا من الروافد المهمة من حيث المردود المالي أو القدرة التشغيلية.
وأشار إلى أن رفع الموانع القانونية لتمليك الأجانب، سيساهم أيضا بشكل كبير في دفع القطاع السياحي، ولا سيما سياحة الإقامات التي تنشط في فترات الركود السياحي.
"
يعول الكثير على القطاع العقاري، لدفع الاقتصاد التونسي إلى الصمود في ظل الظروف الحالية
"
ولفت إلى أن المغرب على سبيل المثال استفادت من هذه السياحة بشكل كبير، وذلك بتمكين الأجانب الذين يقتنون عقارات فيها من الإقامة، مضيفا أن ذلك إجراء معمول به في العديد من الدول المتقدمة.
لكن الطفرة في القطاع العقاري لم تنعكس إيجابا على التونسيين الباحثين عن مسكن، على امتداد السنوات الأربع الأخيرة، حيث شهدت الأسعار ارتفاعا غير مسبوق، قدرته جهات رسمية بأكثر من 30%.
اقرأ أيضاً:تونس تتطلع إلى جذب الاستثمارات الأميركية
وفي ما يتعلّق بارتفاع وتيرة تمليك الليبيين بعد الثورة واستقرار قرابة المليون ليبي في تونس وتأثيره على ارتفاع الأسعار، قال رئيس الغرفة الوطنية للباعثين العقاريين، إن ارتفاع أسعار العقارات يعود بالأساس إلى ارتفاع كلفة البناء وتضاعف أسعار العديد من المواد الأولية وتراجع سعر صرف العملة المحلية وتأثير ذلك على كلفة المواد المستوردة، ولا دخل لتمليك الأجانب بارتفاع أسعار العقارات.
لكن في ظل هذه الموجة من الإقبال على الاستثمار العقاري، تعالت التحذيرات من ارتفاع معدلات المضاربة في الأسعار التي تلحق بأصحاب الدخول المتوسطة الباحثين عن مسكن ملائم في تونس.
واعتبر سليم سعد الله، نائب رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك (منظمة غير حكومية)، أن ارتفاع الأسعار يعود في جانب منه إلى تزايد عدد المضاربين في القطاع العقاري، باعتبار أن الاستثمار في هذا القطاع، يعد الأكثر أماناً لأصحاب رؤوس الأموال ومؤسسات القرض وحتى الأشخاص العاديين في ظل مناخ سياسي وأمني متوتر.
ولم يخف سعد الله في تصريحه ل "العربي الجديد" فرضية تبييض بعض الأطراف لأموالها في العقارات، خاصة مع دخول العديد من الوسطاء والمستثمرين للسوق ممن يعملون في التجارة الموازية والمهربين.
وأكد نائب رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك، أن دور الدولة يبقى مهما جدا في كبح جماح أسعار العقارات والمحافظة على الرصيد العقاري للأجيال القادمة والحد من تغيير صبغة الأراضي الفلاحية إلى أراض صالحة للبناء، وذلك حتى تسهل للطبقات المتوسطة إمكانية اقتناء مساكن في ظل "الهجمة" غير المسبوقة على سوق العقارات من قبل الأجانب.
وتشير الأرقام الرسمية لوزارة التجهيز والإسكان، إلى أن سعر المتر المربع من الأراضي في تونس بات يتراوح على وجه العموم، بين 1200 و3000 دينار تونسي (ما بين 800 و1500 دولار) .
"
يحتل الليبيون المرتبة الأولى في طلبات امتلاك العقارات والاستقرار في تونس، ويأتي بعدهم الجزائريون ثم يأتي الفرنسيون في مرتبة ثالثة
"
وتختلف هذه الأسعار من محافظة إلى أخرى، ففي الأحياء السكنية الراقية بكل من المنزه والنصر وحدائق قرطاج ( الضواحي الشمالية للعاصمة)، يرتفع سعر المتر المربع من الأراضي إلى حدود 1900 دينار ( 1000 دولار)، ويصل إلى حدود 2500 دينار (1300 دولار) في المحافظات الساحلية.
وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن نحو 23% من التونسيين، لا يملكون مساكن خاصة، وهم يتنافسون بجهد كبير مع العائلات الأجنبية ويعيشون على الإيجار، وهذا على الرغم من وجود ما لا يقل عن 426.2 ألف شقة شاغرة لا يستغلها أصحابها.
ويعول الكثير على القطاع العقاري، لدفع الاقتصاد التونسي إلى الصمود في ظل الظروف الحالية، خاصة بعد تعرض القطاع السياحي لضربات موجعة، بسبب العمليات الإرهابية التي استهدفت أماكن سياحية على مدار الأشهر الأخيرة.
وبالإضافة إلى توفيره لعدد كبير من مواطن الشغل وقدرته على استيعاب أعداد إضافية من اليد العاملة المختصة، يساهم القطاع العقاري بنسبة 14% من جملة الاستثمارات، وهو ما يعادل جميع الاستثمارات في القطاع الصناعي.
وكان وزير المالية التونسي سليم شاكر، قال في تصريحات صحافية الأسبوع الماضي، إنه يتوقع تباطؤ نمو الاقتصاد التونسي إلى نحو 1% هذا العام، مقارنة مع 2.3% في 2014، ويأتي ذلك في ظل اضطرابات أمنية واسعة تشهدها البلاد خلال الفترة الأخيرة.

- See more at: http://www.alaraby.co.uk/economy/2015/7/26/%D8%B9%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3-%D8%AA%D9%86%D8%AA%D8%B9%D8%B4-%D8%B1%D8%BA%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9#sthash.EgDngdzq.dpuf
على الرغم من الأزمة الاقتصادية، التي مرت بها تونس عقب ثورة 2011، ظل القطاع العقاري على امتداد السنوات الأربع الأخيرة، من أكثر القطاعات انتعاشا، الأمر الذي أرجعه خبراء ومتابعون للسوق إلى أن هذا القطاع يعد الأكثر أمانا في ظل حالة عدم الاستقرار الذي شهدته البلاد.
وتفيد الإحصائيات الرسمية لوزارة التجهيز والإسكان التونسية، أن القطاع ساهم بنسبة 12.6% من القيمة المضافة للاقتصاد التونسي، ما جعله في المرتبة الأولى في هذا الإطار خلال السنوات الأخيرة.
وجعلت الأسعار المتزايدة للعقارات في تونس، هذا القطاع من المجالات الأكثر جذبا للاستثمارات بعد الثورة، وملاذا آمنا لرؤوس الأموال في ظل عدم الاستقرار السياسي والأمني.
وشهدت السنوات الأربع الأخيرة إقبالا كبيراً على المضاربة في عقارات الضاحية الشمالية للعاصمة الواقعة المطلة على البحر.
ويحتل الليبيون المرتبة الأولى في طلبات امتلاك العقارات والاستقرار في تونس، ويأتي بعدهم الجزائريون ثم يأتي الفرنسيون في مرتبة ثالثة إلى جانب احتلال بعض الشركات السعودية المهتمة بسوق العقارات التونسية، وذلك بعد أن سهلت الحكومة التونسية إجراءات تمليك الأجانب بتقليص آجال الحصول على رخصة التمليك.
ويرى متابعون لسوق العقارات التونسية، أن الإقبال الهائل على استثمار المال في هذه النوعية من الأنشطة الاقتصادية، يصنف ضمن الاستثمار الآمن، الذي لا تتهدده كثيراً المخاطر، مقارنة بأنشطة أخرى تأثرت بالأحداث التي تلت الثورة.
ويؤكد رئيس الغرفة الوطنية للباعثين (المستثمرين) العقاريين، فهمي شعبان، أن السماح للأجانب بحق التملك في تونس أمر إيجابي، مشيرا إلى أن شرط الحصول على رخصة المحافظ التى يفرضها القانون سابقا، أعاقت بدرجة كبرى تسويق الفائض العقاري، خاصة من شقق الأحياء الراقية على غرار الضاحية الشمالية للعاصمة، باعتبار أن هذا الصنف من العقارات موجه إلى نوعية معينة من ذوي القدرة الشرائية المرتفعة.
وأضاف شعبان في تصريح ل "العربي الجديد"، أنه على خلاف ما يعتقده البعض فإن اختصار آجال إسناد رخصة المحافظ أو إلغاءها كليا لن يؤثر على أسعار العقارات الموجهة إلى الطبقات المتوسطة، بل سيمكن الاقتصاد من الاستفادة من انتعاشة القطاع العقاري، الذي لم يتأثر بالأزمة الاقتصادية، التي مرت بها البلاد، بل كان رافدا من الروافد المهمة من حيث المردود المالي أو القدرة التشغيلية.
وأشار إلى أن رفع الموانع القانونية لتمليك الأجانب، سيساهم أيضا بشكل كبير في دفع القطاع السياحي، ولا سيما سياحة الإقامات التي تنشط في فترات الركود السياحي.
"
يعول الكثير على القطاع العقاري، لدفع الاقتصاد التونسي إلى الصمود في ظل الظروف الحالية
"
ولفت إلى أن المغرب على سبيل المثال استفادت من هذه السياحة بشكل كبير، وذلك بتمكين الأجانب الذين يقتنون عقارات فيها من الإقامة، مضيفا أن ذلك إجراء معمول به في العديد من الدول المتقدمة.
لكن الطفرة في القطاع العقاري لم تنعكس إيجابا على التونسيين الباحثين عن مسكن، على امتداد السنوات الأربع الأخيرة، حيث شهدت الأسعار ارتفاعا غير مسبوق، قدرته جهات رسمية بأكثر من 30%.
اقرأ أيضاً:تونس تتطلع إلى جذب الاستثمارات الأميركية
وفي ما يتعلّق بارتفاع وتيرة تمليك الليبيين بعد الثورة واستقرار قرابة المليون ليبي في تونس وتأثيره على ارتفاع الأسعار، قال رئيس الغرفة الوطنية للباعثين العقاريين، إن ارتفاع أسعار العقارات يعود بالأساس إلى ارتفاع كلفة البناء وتضاعف أسعار العديد من المواد الأولية وتراجع سعر صرف العملة المحلية وتأثير ذلك على كلفة المواد المستوردة، ولا دخل لتمليك الأجانب بارتفاع أسعار العقارات.
لكن في ظل هذه الموجة من الإقبال على الاستثمار العقاري، تعالت التحذيرات من ارتفاع معدلات المضاربة في الأسعار التي تلحق بأصحاب الدخول المتوسطة الباحثين عن مسكن ملائم في تونس.
واعتبر سليم سعد الله، نائب رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك (منظمة غير حكومية)، أن ارتفاع الأسعار يعود في جانب منه إلى تزايد عدد المضاربين في القطاع العقاري، باعتبار أن الاستثمار في هذا القطاع، يعد الأكثر أماناً لأصحاب رؤوس الأموال ومؤسسات القرض وحتى الأشخاص العاديين في ظل مناخ سياسي وأمني متوتر.
ولم يخف سعد الله في تصريحه ل "العربي الجديد" فرضية تبييض بعض الأطراف لأموالها في العقارات، خاصة مع دخول العديد من الوسطاء والمستثمرين للسوق ممن يعملون في التجارة الموازية والمهربين.
وأكد نائب رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك، أن دور الدولة يبقى مهما جدا في كبح جماح أسعار العقارات والمحافظة على الرصيد العقاري للأجيال القادمة والحد من تغيير صبغة الأراضي الفلاحية إلى أراض صالحة للبناء، وذلك حتى تسهل للطبقات المتوسطة إمكانية اقتناء مساكن في ظل "الهجمة" غير المسبوقة على سوق العقارات من قبل الأجانب.
وتشير الأرقام الرسمية لوزارة التجهيز والإسكان، إلى أن سعر المتر المربع من الأراضي في تونس بات يتراوح على وجه العموم، بين 1200 و3000 دينار تونسي (ما بين 800 و1500 دولار) .
"
يحتل الليبيون المرتبة الأولى في طلبات امتلاك العقارات والاستقرار في تونس، ويأتي بعدهم الجزائريون ثم يأتي الفرنسيون في مرتبة ثالثة
"
وتختلف هذه الأسعار من محافظة إلى أخرى، ففي الأحياء السكنية الراقية بكل من المنزه والنصر وحدائق قرطاج ( الضواحي الشمالية للعاصمة)، يرتفع سعر المتر المربع من الأراضي إلى حدود 1900 دينار ( 1000 دولار)، ويصل إلى حدود 2500 دينار (1300 دولار) في المحافظات الساحلية.
وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن نحو 23% من التونسيين، لا يملكون مساكن خاصة، وهم يتنافسون بجهد كبير مع العائلات الأجنبية ويعيشون على الإيجار، وهذا على الرغم من وجود ما لا يقل عن 426.2 ألف شقة شاغرة لا يستغلها أصحابها.
ويعول الكثير على القطاع العقاري، لدفع الاقتصاد التونسي إلى الصمود في ظل الظروف الحالية، خاصة بعد تعرض القطاع السياحي لضربات موجعة، بسبب العمليات الإرهابية التي استهدفت أماكن سياحية على مدار الأشهر الأخيرة.
وبالإضافة إلى توفيره لعدد كبير من مواطن الشغل وقدرته على استيعاب أعداد إضافية من اليد العاملة المختصة، يساهم القطاع العقاري بنسبة 14% من جملة الاستثمارات، وهو ما يعادل جميع الاستثمارات في القطاع الصناعي.
وكان وزير المالية التونسي سليم شاكر، قال في تصريحات صحافية الأسبوع الماضي، إنه يتوقع تباطؤ نمو الاقتصاد التونسي إلى نحو 1% هذا العام، مقارنة مع 2.3% في 2014، ويأتي ذلك في ظل اضطرابات أمنية واسعة تشهدها البلاد خلال الفترة الأخيرة.

- See more at: http://www.alaraby.co.uk/economy/2015/7/26/%D8%B9%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3-%D8%AA%D9%86%D8%AA%D8%B9%D8%B4-%D8%B1%D8%BA%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9#sthash.EgDngdzq.dpuf


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.