وزير الأوقاف ومحافظ جنوب سيناء يفتتحان أعمال تطوير مسجد الصحابة بشرم الشيخ    عيار 21 يعود لسابق عهده.. أسعار الذهب اليوم السبت 20 إبريل بالصاغة بعد الارتفاع الجديد    كوريا الشمالية تطلق نوعا جديدا من الصواريخ وتختبر "رأسا حربيا كبيرا جدا"    كانسيلو يعلق على خروج برشلونة من تشامبيونزليج وآخر الاستعدادات لمواجهة ريال مدريد    أسماء ضحايا حادث تصادم سيارتين وتوك توك بطريق المنصورة بالدقهلية    آمال ماهر تشدو برائعة كوكب الشرق"ألف ليلة وليلة "والجمهور يرفض انتهاء الحفل (فيديو)    طريقة عمل تارت الجيلي للشيف نجلاء الشرشابي    ميدو يكشف احتياجات الزمالك في الميركاتو الصيفي    اندلاع مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال في بلدة بيت فوريك شرق نابلس    سفيرة البحرين بالقاهرة: زيارة الملك حمد لمصر تأكيد على التكامل الإستراتيجي ووحدة الصف بين البلدين    ابسط يا عم هتاكل فسيخ ورنجة براحتك.. موعد شم النسيم لعام 2024    داعية إسلامي: خدمة الزوج والأولاد ليست واجبة على الزوجة    تخفيف الأحمال فى «أسبوع الآلام»    نشرة منتصف الليل| الأرصاد تكشف موعد الموجة الحارة.. وهذه ملامح حركة المحافظين المرتقبة    300 جنيها .. مفاجأة حول أسعار أنابيب الغاز والبنزين في مصر    تجليس نيافة الأنبا توماس على دير "العذراء" بالبهنسا.. صور    بجوائز 2 مليون جنيه.. إطلاق مسابقة " الخطيب المفوه " للشباب والنشء    3 إعفاءات للأشخاص ذوي الإعاقة في القانون، تعرف عليها    انفجار في قاعدة كالسوم في بابل العراقية تسبب في قتل شخص وإصابة آخرين    العميد سمير راغب: اقتحام إسرائيل لرفح أصبح حتميًا    كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي    إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب"اللا مسؤول"    بصور قديمة.. شيريهان تنعي الفنان الراحل صلاح السعدني    حزب "المصريين" يكرم 200 طفل في مسابقة «معًا نصوم» بالبحر الأحمر    الخطيب ولبيب في حفل زفاف "شريف" نجل أشرف قاسم (صور)    سيف الدين الجزيري: مباراة دريمز الغاني المقبلة صعبة    ملف رياضة مصراوي.. إغماء لاعب المقاولون.. رسالة شوبير.. وتشكيل الأهلي المتوقع    يوفنتوس يواصل فقد النقاط بالتعادل مع كالياري.. ولاتسيو يفوز على جنوى    دوري أدنوك للمحترفين.. 6 مباريات مرتقبة في الجولة 20    صفقة المانية تنعش خزائن باريس سان جيرمان    منير أديب: أغلب التنظيمات المسلحة خرجت من رحم جماعة الإخوان الإرهابية.. فيديو    حالة الطقس اليوم.. حار نهارًا والعظمى في القاهرة 33 درجة    أهالى شبرا الخيمة يشيعون جثمان الطفل المعثور على جثته بشقة ..صور    فحص السيارات وتجديد الرخصة.. ماهى خدمات وحدات المرور المميزة فى المولات    "محكمة ميتا" تنظر في قضيتين بشأن صور إباحية مزيفة لنساء مشهورات    حريق هائل بمخزن كاوتش بقرية السنباط بالفيوم    وزارة الداخلية تكرم عددا من الضباط بمحافظة أسوان    تعرف على موعد انخفاض سعر الخبز.. الحكومة أظهرت "العين الحمراء" للمخابز    GranCabrio Spyder| سيارة رياضية فاخرة من Maserati    إياد نصار: لا أحب مسلسلات «البان آراب».. وسعيد بنجاح "صلة رحم"    يسرا: فرحانة إني عملت «شقو».. ودوري مليان شر| فيديو    نسرين أسامة أنور عكاشة: كان هناك توافق بين والدى والراحل صلاح السعدني    انطلاق حفل الفرقة الألمانية keinemusik بأهرامات الجيزة    بعد اتهامه بالكفر.. خالد منتصر يكشف حقيقة تصريحاته حول منع شرب ماء زمزم    بفستان لافت| ياسمين صبري تبهر متابعيها بهذه الإطلالة    هل يتم استثناء العاصمة الإدارية من تخفيف الأحمال.. الحكومة توضح    أعظم الذكر أجرًا.. احرص عليه في هذه الأوقات المحددة    أدعية الرزق: أهميتها وفوائدها وكيفية استخدامها في الحياة اليومية    رسميا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 20 إبريل 2024 بعد الانخفاض الأخير    آلام العظام: أسبابها وكيفية الوقاية منها    عمرو أديب يطالب يكشف أسباب بيع طائرات «مصر للطيران» (فيديو)    باحث عن اعترافات متحدث الإخوان باستخدام العنف: «ليست جديدة»    عاجل - فصائل عراقية تعلن استهداف قاعدة عوبدا الجوية التابعة لجيش الاحتلال بالمسيرات    مرض القدم السكري: الأعراض والعلاج والوقاية    متلازمة القولون العصبي: الأسباب والوقاية منه    «هترجع زي الأول».. حسام موافي يكشف عن حل سحري للتخلص من البطن السفلية    50 دعاء في يوم الجمعة.. متى تكون الساعة المستجابة    نصبت الموازين ونشرت الدواوين.. خطيب المسجد الحرام: عبادة الله حق واجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



للشباب والمراهقين: الوصايا السبع قبل بلوغ سن الثلاثين
الوصية الثامنة : التعليم شيء .. والحياة شيء آخر تماماً
نشر في الشعب يوم 25 - 07 - 2015

مازلت مُصراً إلى أبعد الحدود ، أن هناك أمل هائل فى الأمة العربية التى تحاصرها الهموم من كل اتجاه ..
سبب تمسّكي الوحيد بهذا الأمل ، هو أن مُعظم ساكني الدول العربية جميعاً حالياً من المراهقين والشباب في بدايات العشرينات من العُمر .. طاقات جبّارة وعقول نضرة وقلوب متّقدة بالحماس ، من شباب وشابّات يعيشون مرحلة عصرية غير مسبوقة في تاريخ البشرية ..
للمرة المليون ، لا أمل في هذه الامة إلا بشبابها الصغار .. فقط كل مايحتاجون إليه بعض النصائح والوصايا التى من الممكن ان تفيدهم وتوفّر عليهم الكثير من الوقت ، من الذين تجاوزوا هذه الفترة المُلتهبة العامرة بالفرص والمزايا والجنون ، إلى حياة الثلاثينيات الجادة والرصينة والهادئة ..
هذه هي مهمة تواصل الأجيال منذ بدء البشرية حتى يومنا هذا !
إذا لم تكن قد فعلت بعد ، أرجو منك أن تقرأ الجزء الأول من هذا التقرير حتى تفهم ما نتحدث عنه :
للشباب والمُراهقين : الوصايا السبع قبل بلوغ سن الثلاثين ! – تقرير
ثم استمر في قراءة هذه الوصايا السبعُ الإضافية .. والأخيرة !
*******************
الوصية الثامنة : التعليم شيء .. والحياة شيء آخر تماماً
بمجرّد أن تستلم شهادتك الجامعية ، حاول أن تصنع بها شيئاً مُفيداً .. كأن تستغل ورقها المُقوّى في صناعة قراطيس جميلة أو أشكال خلابة .. أو تستفيد منها كتخشينة جيّدة لغلق نافذة غرفتك المكسورة .. أو كورقة ممتازة توضع عليها البطاطس المقلية دون أن تترك أثراً ..
فقط تجاهل كل الهُراء المكتوب على شهادتك الجامعية ، الذي تحاول إدارة الجامعة أن تجعله أكاديمياً جاداً خطيراً .. وقم بمنتهى التركيز بتحويلها إلى أفضل سفينة ورقية طريفة يُمكن ان تصنعها .. ثم أرها لإخوتك وأصدقاءك .. ثم ألقها من النافذة ..
للمرة المليون : فليذهب التعليم النظامي كله إلى الجحيم .. أرجوك حاول أن تفهم أن كل شيء جميل ناجح فى الحياة من حولك ابتكره أشخاص فاشلون تعليمياً .. اعطني إسم ملياردير واحد تخرج فى الجامعة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف ؟ .. اعطني إسم رائد أعمال مُبدع حاز على المركز الثاني في الثانوية العامة في بلاده ؟ .. هل كان آينشتاين ونيوتن متفوّقين دراسياً يارجل ؟!
بإختصار شديد .. التعليم ميزته الوحيدة أنه أخرجك الى الحياة تستطيع القراءة والكتابة وتحفظ جدول الضرب جيداً .. اما ما سوى ذلك فهو هُراء محض ( إلا إذا كان هدفك فى الحياة ذاتها هو تحصيل شهادات أكاديمية عُليا ) ..
قبل أن تدخل الجامعة .. وأثناء دراستك فى الجامعة .. وبعد تخرّجك من الجامعة ، ضع فى ذهنك تماماً أن هذه المرحلة ما هي إلا مرحلة بروتوكولية تماماً لا علاقة لها بالحياة الحقيقية مُطلقاً .. ولا علاقة لها بمسمّى النجاح أو الفشل أساساً !
******************
الوصيّة التاسعة : اضبط اللحن .. والكلمات !
في فيلم ( Music and lyrics ) بطولة الممثل البريطاني العبقري ( هيو جرانت ) ، ذُكِر في احدى مشاهده مقولة رائعة ، يجب ان يفهمها كل شاب وشابّة في مقتبل العُمر ..
” الاغنية – أي أغنية – تتكوّن من لحن وكلمات .. اللحن هو مايشبه رؤيتك لشخص ما للمرة الأولى .. الإنجذاب الشكلي المظهري الخارجي ..
ولكن ، عندما تبدأ فى التقرّب من هذا الشخص ، وتبدأ بالتعرف عليه ، وعلى حياته ، وقصته ، وشخصيته .. تلك هي الكلمات .. كلمات الأغنية ..
الأغنية الساحرة هي خليط بين لحن مميز ( المظهر ) والكلمات الرائعة العميقة ( الشخصية ) .. الشخص الرائع هو خليط بين المظهر الجيد والشخصية الرائعة “
تخيّل إن كنتَ لحناً جميلاً ساحراً ، وكلماتك سيئة فارغة عديمة القيمة والمُحتوى .. ربما ينبهر بك الآخرون قليلاً ، ثم يملّون وينسون امرك تماماً كأنك لم توجد أصلاً ..
والعكس .. تخيّل لو كنت كلمات عميقة ، ساحرة ، مميزة خطّها شاعر موهوب .. ولسوء الحظ إلتصقت هذه الكلمات الرائعة مع لحن سيئ ، أو بارد ، أو تقليدي او غير مميز .. فقط المُتعمقون في الشِعر سيقفون عندك قليلاً ثم يرحلون ، وهم آسفون على كلمات رائعة كتلك ضاعت مع لحن سيئ أو فوضوي..
في سن المراهقة والعشرينات ، يجب أن تضبط اللحن والكلمات معاً .. المظهر والشخصية .. ببساطة لأنك لن تجد وقتاً فيما بعد لأن تفعل ذلك ..
اهتم جداً بمظهرك .. إذا كنتَ بديناً / نحيلاً ، افرض على نفسك نظاماً قاسياً بلا هوادة للعودة إلى وزنك الطبيعي .. اهتم بإرتداء ملابس أنيقة ، ووضع عطور جيّدة ، والحركة بشكل صحيح ، والعناية بشكلك الخارجي .. لا تترك الأيام تمر بدون أن تضبط اللحن الرئيسي لك ، والذي يخلق حولك جاذبية مُهمة في كل مراحل حياتك ..
واهتم أكثر بالشخصية .. لا تكن تافهاً إمّعة .. كن قارئاً مُخضرماً .. تذوّق الموسيقى الكلاسيكية الراقية .. كن هادئاً ، راقياً فى التعامل مع غيرك .. كن عميقاً فى أفكارك ورؤيتك ..
بإختصار : كل منّا له لحنه الخاص وكلماته الذاتية .. وكل منّا يسعى دائماً إلى تطوير لحنه وكلماته للأفضل .. حاول أن تكون اغنية ساحرة لحناً وكلمات .. وقتها ستخلد في ذكرى وعقول وقلوب الجميع !
لهذه الأسباب يفشل العرب دائماً في الاستمتاع بحياتهم
*******************
الوصية العاشرة : اختر الجبل الصحيح !
هناك .. سيدة غامضة تقف أعلى الجبل ..
من هي ؟ .. لا أدري !
كل ما تعدني به هو المجد والذهب ..
إلى هذا الجبل أنا ذاهب !
#كلمات قرأتها في طفولتي في صفحة مقطوعة من مجلة أطفال مُلقاة على جانب الطريق .. حتى الآن لا أعرف من هو قائلها وفي أي ظرف قيلت ولأي غرض .. إلا أنها ظلت مطبوعة فى ذهني تماماً من وقتها !
انت – مهما نفيت ورفضت وحلفت بأغلظ الأيمان بأن هذا غير حقيقي – بداخلك موهبة ، مهارة ، خبرة ، ميزة ، فى شيء ما .. لا يمتلكها غيرك ..
ولكن مُشكلتك أنك تصمم على تجاهلها ..
مثل الذي يمتلك هاتف ذكي مليئ بالمميزات والتطبيقات ، ويصمم إستخدام الهاتف فقط فى إرسال واستقبال المكالمات ! .. ولا يعرف شيئاً عن أي خصائص أو قدرات أخرى فى هاتفه الغالي الثمن !
بداخلك منجم حقيقي مليئ بالذهب والمجد .. ولكنك مصمم على تجاهله .. او اكتشفته بالفعل ، ولكنك مصمم أنه لن يجلب لك السعادة والمجد الذي تريده ..
#لديك موهبة رائعة في صوتك يشهد بها الجميع ، مصمم ألا تستخدمها إلا فى الغناء في الحمام .. ومقتنع تماماً ان الطريق الوحيد للنجاح هو تأسيس شركة .. رغم انك لا تفهم شيئاً فى التجارة !
#تعرف جيداً انك ستصبح أكاديمياً مرموقاً إذا أكملت فرصتك للدراسات العليا .. ومع ذلك تصمم أن تشغل وظيفة بائسة لأنها المنجى الوحيد لك في الحياة !
#متأكد ان الله وهبك قدرة مذهلة على التفاوض والإقناع وفن المبيعات ، ومع ذلك تصمم أن الطريق للنجاح هو ان تصبح كاتباً .. او ان تلعب كرة القدم !
أهم شيئ فى حياتك وانت شاب صغير هو ان تختار الجبل الذي تستخرج منه المجد والذهب ، مطبوعاً عليها إسمك أنت .. فقط ثق تماماً بغريزتك .. يتوقف كل شيء لمرة واحدة فقط على ماتشعر أنه يجذبك إليه بشدة .. او ينفّرك منه بشدة..
ابتعد عن البحث فى مناجم الآخرين العامة المُستهلكة المفتوحة للجميع ، واهتم بالبحث عن منجمك الخاص .. إياك ان تفعل شيئاً ما ( لأنك تشعر فقط ان عليك القيام به ، ولأن الجميع يفعلونه ) .. إياك أن تقع فى هذا الفخ ! .. لان هذا معناه أن منجمك الخاص المليئ بالذهب سيظل مُغلقاً للأبد ..
بينما انت مشغول بالبحث عن قطعة ذهب بائسة أو قطعتين فى مناجم عامة مفتوحة للجميع !
************
الوصية الحادية عشر : لديكَ وقت أقل مما تعتقد !
ليس الأمر كما تظن ، أنك مازلت مراهقاً صغيراً يافعاً امامك الوقت كله ، او شاباً حديث التخرج ..
بالعكس .. ليس لديك سوى القليل من الوقت لتبدده .. حتى وانت تقرأ هذه الكلمات فإن الساعة تدق والوقت يمضى متدفقاً بلا رحمة ، يتسارع بإتجاه نقطة اللاعودة التى لن يكون لك القدرة على انجاز أي شيء !
مئات الإنجازات والأعمال والمشروعات والأهداف لديك لتنجزها قبل أن ترحل عن هذه الحياة ، ووقت قصير ! .. ماذا تنتظر ؟ .. إركب دراجتك كما يقول الإنجليز .. اركب دراجتك واسرع بها فى مواجهة عدوّك الوحيد الحقيقي : الوقت !
الشاعر الانجليزي الرومانسي أندرو مارفيل ، لم يكن يُبالغ عندما ذكر فى أبياته الخالدة هذا المعنى ، وهو يحاول إقناع حبيبته أن تأتي إليه :
لو كان لدينا ما يكفينا من الوقت .. لما كان حياؤك هذا منى جريمة .. ولكن القبر مكان خاص أنيق ، لا أعتقد أن أحد يتعانق فيه !
هذا لبّ الموضوع .. انت لديك وقت أقل مما تعتقد ! .. ماذا تنتظر لتبدأ فى إنجاز رغباتك المشروعة ؟ إذا لم تبدأ اليوم وأنت يافعاً صغيراً مراهقاً مليئاً بالشباب والأحلام والحيوية ، متى تبدأ ؟ .. العام القادم ؟ .. الذي يليه ؟
لن تبدأ أبداً .. إذا لم تبدأ الآن !
فيما عيناك تقرأ هذه السطور ، يجب أن تبدأ فى رسم خطتك ، ورصد أفكارك وإمكانياتك وما تريد أن تفعله وتترك أثره فى هذه الدنيا قبل أن ترحل .. انسج لنفسك شبكة جبّارة لإقتناص الفرص وإنجاز مايمكنك إنجازه ..
فقط توقف عن تسويفاتك الحمقاء ، وخوفك الدائم من الفشل .. وإبدأ فوراً !
********************
الوصية الثانية عشر : اصمد للجولة الأخيرة !
الحياة ليست مطعماً حريصاً على إرضاء الزبائن .. الحياة فى الواقع هي ساحة لتلقّي الركلات والصفعات بلا توقّف .. ساحة مُلاكمة مليئة بالملاكمين المُحترفين ، كلهم ضدك وهدفهم سحقك ..
أنت هُنا لتتلقى الصفعات والركلات طوال الوقت .. هذه قاعدة يجب أن تستعد لها بمنتهى الجدّية والإهتمام .. ستتلقى عشرات الصفعات في مشوارك للنجاح .. مئات الطعنات من الخلف .. آلاف الركلات العنيفة ، من الظروف ، والمفاجآت غير السارة ، والأعداء ، والأصدقاء ، والساخرين ، والكارهين ، المُجتمع !
فقط من وقت لآخر – كأي ساحة مُلاكمة – تُلقى إليك زجاجة عصير ، أو كسرة خبز ، أو شربة ماء ( مبالغ مادية – دعم معنوي – خطوة جيدة في طريقك – تحقيق نجاحات فى مجال ما ) تنقذك من الإنهيار وتجعلك تستمر .. تنهض من جديد لتلقّي المزيد من الصفعات والركلات والطعنات !
حاول أن تتلقى كل هذه الصفعات والركلات والطعنات وأنت تبتسم .. ربما تتلذذ كذلك .. تلقّى الطعنات المؤلمة وأنت مُغلق العينين لا ترى سوى صورتك فوق قمة الجبل مبتسماً .. انسى الآلام والصرخات والطعنات وركز على النهاية ..
الصراخ والشكوى لن تفيدك بأي حال من الأحوال ، لأن الصراخ لن يوقف الصفعات كما تتخيل .. بل سيزيد من حماسها وعنفها ووحشيتها .. وربما – وهذه هي المأساة الحقيقية – يؤخر عنك زجاجة العصير كذلك !
هذه هي قواعد اللعبة بلا تجميل او مبالغة .. اقبلها أو ارفضها ، ولكنك تلعب بها بالفعل !
إياك أن تستسلم .. اسمح لنفسك أن تنهزم فى جولة واثنين وعشرة وعشرين ومائة .. ثم إنهض في كل مرة بإصرار وانت تلهث وغارق فى الدماء وخض جولة جديدة .. الهزيمة لا تعنى الاستسلام أبداً .. الهزيمة معناها إمكانية العودة مرة أخرى ، بخبرات أكبر ، وطريق أقصر إلى النصر ..
أما الاستسلام فهو العار الحقيقي .. الهزيمة الكاملة المُلوّثة بهدر الكرامة والضعف والخضوع ..
لا تستسلم أبداً ! أبداً لا تستسلم !
أبداً ، أبداً ، أبداً ، أبداً
لا تستسلم ..
أبداً !
لا تستسلم فى مسألة كبيرة أو صغيرة او تافهة !
لا تستسلم أبداً !
لا تستسلم .. إلا لقناعات الشرف والعقلانية !
وينستون تشرشل – رئيس الوزراء البريطاني المُنتصر !
*******************
الوصية الثالثة عشر : لو رضيْت .. إنتهيْت !
عش حياتك كلها كالجنرال بلا جنود ، تسمع المعلومات وتُلقي الأوامر وترفض الإملاءات .. إياك ان تقبل أن تكون جُندياً تسمع وتُطيع لأي بشري أياً كان .. حياتك وشبابك وقوّتك وكبرياءك يعطيك الحق مائة مرة لأن ترفض ما يُملى عليك من بشري مثلك ، مهما كان قدره وقامته ..
فقط إقبل النصيحة .. استمع لها .. ولكن لا تقبل الإملاءات أبداً !
إياك أن ترضى أن تظل تابعاً .. كن متبوعاً .. حتى لو لم يتبعك أحد ، فكن تابعاً ومتبوعاً لنفسك .. لا تطِع أي أحد على الإطلاق .. فقط الطاعة المُطلقة للخالق لأنه وهبك الحياة ذاتها ، وأنت له وإليه !
يقول الشاعر المصري ( عزت الحريري ) :
انظر للعالم بسخط وامشي مرفوع الراس .. لو رضيت انتهيت !
أي شخص قرأت عنه فى كتب التاريخ كان متمرداً على الواقع .. الحياة مليئة بالراضين عن أنفسهم بشكل مُدهش ، وتجدهم يتكلمون عن ( التأمينات الاجتماعية ، والأجر فى نهاية الشهر ، والعلاوات ، والزيادات ، وأسعار الكهرباء ) برضا عجيب ، وبفكر إنبطاحي يثير الشفقة .. هؤلاء – أنت تعرف طبعاً – هم الذين يجيئون ويرحلون دون أن يتركوا أي أثر أو بصمة تُذكر على الإطلاق ..
لا أعتقد أنك تريد ان تكون منهم أبداً !
ولكن ، ليس معنى التمرّد هو التطاول على غيرك والتسفيه منهم ومن طريقة حياتهم ، او ان تمشى في الأرض مرحاً .. تنتقد هذا ، وتسب ذاك ، وتستخف بهؤلاء .. فقط إخلق لنفسك منهجية حياة بالكامل ، الأساس فيها أنك قائد نفسك .. ان تعيش تجربتك الكاملة دون توجيهات أو إملاءات .. تسمع النصيحة وتحللها ، وتأخذ بصحيحها وتتجاوز ما تراه غير مُناسب لك ..
تمرّد على وضعك الحالي مهما كان سيئاً أو جيداً .. إذا كنت فقيراً مُدقعاً ، تمرّد على الحياة بعنف ، وقرر أنك ستكون مليونيراً خلال فترة زمنية محددة .. إذا أصبحتَ مليونيراً ، قرر ان تصبح مليارديراً ! .. إذا كنت تفعل الخير بنسبة معيّنة يومياً ، ضاعفها .. إذا رأيت نفسك حققت نجاحاً لم تكن تتخيله ، فقط تمرّد مرة أخرى واسعى لتحقيق نجاح لم يتخيّله غيرك !
تذكر دائماً : لو رضيت .. انتهيت !
*********************
الوصيّة الأخيرة : تهيأ للأحداث القاسية
تركتها فى النهاية .. وترددت أن أذكرها ، ربما لقسوتها .. لم اكن أريد أن يشمل هذا التقرير أموراً مؤلمة تعرّضنا ، ونتعرض ، وسنتعرّض لها جميعاً شئنا أم أبينا .. ولكنها سُنّة الحياة ..
أنت شاب صغير ، ربما لم يأتِ فى ذهنك بعد أن الحياة بالقسوة التى يحكي عنها من خبروها وعايشوها .. لكنها كذلك فعلاً ..
ضع فى إعتبارك – ولو في جزء بسيط من عقلك اللاواعي – أنك ستتعرّض لمحن مؤلمة كُبرى هي منهجية الحياة ذاتها .. ضع فى اعتبارك أن والدك الذي يرعاك سيتقدم به السن حتماً ، ولن يكون موجوداً بجانبك يوماً من الأيام .. وأن والدتك التى تُمازحك طوال الوقت ، سيأتي اليوم الذي تضعف فيه وتشحب .. حتى يقضى الله أمراً كان مفعولاً .. أطال الله أعمار الجميع ..
ضع فى إعتبارك أنك ربما تفارق صديق تتصوّر أن الحياة لا تتم إلا بدونه .. أو أن تسمع عن موقف صعب مرّ به أحد أحباءك .. هذه أمور تحدث لنا جميعاً بلا استثناء واحد !
المهم ان تتهيأ بأن هذه المواقف ستمر بها حتماً .. ولكن لا تُحوّلها إلى هواجس تُطاردك أينما كنت ، وتجعلك تنهار تدريجياً ، بدلاً من ان تدفعك إلى الامام !
إذا وضعت فى إعتبارك التهيئة لأمور وأحداث قاسية ، حتماً ستستفيد من جانبين :
الأول :أن تستمع بالحياة حالياً مع كُل من تحبّهم ، وتستغل فرصة وجودهم لتسعدهم أكثر .. وتتواصل مع من تكرههم .. وأن تسامح أكثر ، وتعفو بشكل أسرع ..
الثاني : عندما تحين اللحظة ، لن تنهار لأنك كنتَ تتوقعها إلى حد ما .. فقط ستتألم .. ثم ستجتاز المحنة ، وتقف على قدميك من جديد !
كُن مستعداً .. فرق كبير بين الإستعداد الإيجابي ، والهواجس السلبية !
**********************
أخيراً .. لديّ هنا بعض النصائح السريعة التى عرفتها متأخراً – وانا أقترب حثيثاً من الثلاثين – .. ليست وصايا بقدر ماهي ( أمور من المُهم ان تعرفها ) .. خذها او اتركها ، أنت حُر تماماً !
#عِش حياتك بألف وجه .. لا تُلقِ بالاً بالذين ينتقدون الأشخاص ذوي الألف وجه .. بالعكس ، من المهم جداً ان تكون بألف وجه وألف شخصية ..
وقت الجِد كُن رصيناً مُهتماً جاداً كأستاذ فيزياء فى جامعة بريطانية .. وقت التفاوض كُن قاسياً كالصخرة ، تُجيد التمسك بمواقفك مهما كان .. وقت الراحة كن كسولاً متراخياً كفرس نهر لا يكف عن التثاؤب .. وقت المرح كُن مُشاغباً مستمتعاً بالحياة كالإيطاليين .. حتى وقت الرومانسية ، كن شاعراً كقيس بن المُلوّح وهو يقول شعراً غير مفهوم غالباً يغازل به ليلى العامرّية ..
#المشاكل خلفك هي أكبر دافع لتحقيق إنتصارات غير مسبوقة فى حياتك .. الكلاب المتوحشة التى تجري وراءك وتريد أن تلتهمك وتمزقك ، هي اكبر دافع لك بأن تجري مسافات مُدهشة وبسرعة خارقة لم تكن تتوقع أنك تستطيع أن تحققها ..
#اخلق لنفسك أمل جديد لكل مرحلة تجتازها .. الامل هو الذي يجعلنا نعيش .. عندما تجد أنك حققت كل شيء ، وأن الآمال كلها صارت خلفك .. وقتها فقط ستشعر أن اللعبة انتهت ، وأنه لا شيء سوى ظلام دامس يمتد أمامك إلى مالا نهاية !
#الحياة كلها عبارة عن لعبة عنيفة من ألعاب الفيديو .. بعض الشباب يضيّعون وقتهم كله فى البحث عن طُرق يتحايلون بها على اللعبة لتجاوز عدة مستويات دفعة واحدة بدون لعب .. لماذا تلعب إذاً ؟ .. الغرض من كل هذه الحياة هو اللعب والمغامرة والألم والتركيز والضيق والحزن والفرحة .. وليس إنهاء اللعب سريعاً !
هل الهدف الحقيقي هو أن تحمل الكأس فى النهاية ، أم الفخر برحلتك المُضنية للحصول عليه !
*******************
هذا كل ماعندي .. لا أعرف إن كنتَ قد استفدت أم لا ، ولكنني متأكد تماماً أنه لو كان هناك شخص ما أخبرني بهذه الوصايا وأنا في بداية عشريناتي ، لكنتُ حتماً استفدت بها أيّما استفادة .. نظرياً على الأقل ..
كل ما استطيع أن اؤكده لك ، انك لو قمتَ بتنفيذ هذه الوصايا ، فإن حياتك ستكون ” مختلفة ” عندما تصل إلى الثلاثين .. وقتها ربما تكون مليونيراً شهيراً ، أو مُطرباً جبّاراً ، او لاعب كرة قدم لا يشق له غبار ، أو صاحب مجموعة شركات..
ربما تكون أي شيء سوى موظف تعيس مليئ بالعرق والغبار والمشاكل الشخصية والإنسانية ، يتمنى أن يأتى نهاية الشهر سريعاً !
فقط تذكّرني بالخير وقتها !


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.