تناولت بعض الصحف الأمريكية حادثة إطلاق النار على ضباط شرطة مسئولين عن حماية مقر وزارة الدفاع الأميركية (بنتاجون) في واشنطن بالنقد والتحليل، وبينما أشار بعضها إلى أن المهاجم يعاني من اضطرابات نفسية، ذكرت أخرى أنه متأثر بهجمات سبتمبر التي لديه شكوك بشأنها. فقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن ذوي المهاجم المسلح الأمريكي باتريك بيديل (36 عاما) كانوا حذروا الشرطة إزاء حالته النفسية وطباعه الغريبة وبكونه مسلحا وذلك قبل ثمانية أسابيع من إطلاقه النار على ضابطي أمن عند مدخل الوزراة بواشنطن مما أسفر عن إصابتهما بجروح طفيفة.
وأضافت أن بيديل، الذي يقيم في ولاية كاليفورنيا والذي وصفته بالمولع بالكمبيوتر وبنظريات المؤامرة، كان قد أوقف سيارته من طراز تويوتا موديل 1998، في مرآب تابع لسوق الوزارة قبل أن يخرج ليطلق النار، وأن ثلاثة من رجال الأمن ردوا بإطلاق النار عليه مما أسفر عن إصابته بجراح حرجة توفي إثرها.
وتكشف سجلات الشرطة والمقابلات التي أجريت مع من يعرفون المهاجم عن كونه رجلا مختلا وطالما أصيب باضطرابات عقلية على مدار سنوات مضت، وأن حالته ازدادت سوءً في الأشهر الأخيرة.
استغلال البلاد وبينما لم يجد أفراد عائلة بيديل أي تفسير لفعلته الأخيرة، أوضحوا أنه كان يعاني اضطرابات نفسية.
وقال مسئول الشرطة المكلفة بحماية المقر ريتشارد كيفل إن الشرطة ومكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" يتفحصون شريط فيديو يظهر تقدم المهاجم واقترابه من المكان، بالإضافة إلى إجرائهم تحقيقات بشأن رحلته على الطريق الطويلة على مدار أسبوع من كاليفورنيا إلى واشنطن.
وأضاف كيفل بالقول إنه لا توجد حتى الآن أي مؤشرات على المستويين الداخلي أو الخارجي على وجود أي علاقة بهذه الحادثة الفردية.
وكشف تسجيل صوتي على شبكة الإنترنت للمهاجم يقول فيه إن ثمة عصابة تسللت إلى الحكم في الولاياتالمتحدة بعد اغتيال الرئيس الأميركي الأسبق جون كينيدي عام 1963 وإنه يعتقد أن تلك العصابة استمرت في استغلال البلاد حتى أيامنا هذه، وإنها قد تكون المسؤولة عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 وعن الحرب على العراق.
ويقول أصدقاء بيديل إنه كان متأثرا بالاعتداء على الحرية عبر هجمات سبتمبر، وإنه متأثر أيضا بالعقوبات الجرمية بشأن حيازته مادة الماريغوانا، مضيفين أنه لم يسبق له أن أظهر مشاعر العداء تجاه السلطات العسكرية في البلاد.
فضائح البحرية الأمريكية من جانبها أشارت صحيفة "كريسيتان ساينس مونيتور" أن بيديل كان متأثرا بحادثة موت العقيد في البحرية الأمريكية جيمس ساباو الذي وجد ميتا في الحديقة الخلفية لمنزلة، والتي دارت حولها نظرية المؤامرة.
وكشفت التحقيقات عن أن حادثة الموت الغامضة للعقيد ساباو الذي كان يخدم في محطة "إلتورو" الجوية في كاليفورنيا كانت ناتجة عن انتحاره، ولكن شقيقه في ولاية داكوتا الجنوبية طبيب الأعصاب المعروف ديفد ساباو يعتقد أن مؤسسة البحرية أخفت جريمة قتل شقيقه، مشيرا إلى الفجوات المتعددة في التحقيقات المختلفة.
ويقول ديفد ساباو إنه تم اغتيال شقيقه بسبب معرفته بأنشطة غير شرعية في قاعدة "إلتورو"، حيث كان كبار الضباط فيها متورطين في المساعدة على شحن المخدرات إلى داخل الولاياتالمتحدة من مناطق في أميركا الوسطى، مضيفا أن تحقيقات الحكومة ما هي إلا مجرد خداع لتغطية فضائح القاعدة.