رضخ رئيس بلدية القدس نير بركات للضغوط وقرر تاجيل الاعلان عن خطط لبناء متنزه اثري في الجزء المحتل من المدينة يتطلب تنفيذه تجريف عشرات المنازل الفلسطينية ما قد يشعل موجه من الاضطرابات. وجاء قرار التاجيل (2-3)، بعد ان طلب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو من بركات تأجيل المشروع لاتاحة مزيد من الوقت للتوصل الى اتفاق مع السكان للحيلولة دون اثارة احتجاجات دولية.
وصرح بركات للصحفيين ان "رئيس الوزراء طلب مني التحدث والتفاوض مع السكان". واضاف "لقد وافقت بالطبع، وسوف أؤجل تقديم البرنامج الى لجنة التخطيط فيما نواصل الحديث مع السكان".
وكان بركات يعتزم الاعلان عن مشروع المتنزه الذي اطلق عليه "حديقة الملك" في منطقة البستان في حي سلوان الفلسطيني على مشارف البلدة القديمة.
الا ان نتانياهو قال ان المضي قدما في هذا المشروع الان سيخدم "مصالح جماعات تريد التسبب في خلافات وتظهر اسرائيل بصورة مشوهة داخل البلاد وخارجها". وقام رئيس البلدية نير بركات بعرض برنامج ومخطط البلدية في مؤتمره الصحفي. وقال" انه يشمل على اعادة فتح القسم الغربي للمنطقة لاهميتها التاريخية الى ما كانت عليه في السابق ، بحث تكون مفتوحة امام جميع الزائرين بما في ذلك السكان المحليين". واكد ان المشروع في المنطقه يهدف الى "انعاشها وتحويلها الى منطقة سياحية وسكانية حيوية" من خلال "اقامة المطاعم والاماكن السياحية حيث سيتم المصادقة على اقامة بناء طوابق ارضية في الجهة الشرقية لاقامة اماكن تجارية وورشات للفنانين، ومحلات بيع الاثار والهدايا التذكارية والفنون وتقام هذه الابنية على مساحة 3000 متر مربع" وتابع بركات" كما سنقيم مباني خاصة على مساحة 2000 متر مربع في المنطقة تشمل غرف تدريس حضانات اطفال اندية قاعة رياضة مواقف منظم للسيارات تتسع 140 سيارة لرفع المستوى الاجتماعي للسكان". ويزعم الكيان الصهيونى ان منطقة البستان هي جزء من ما يسمى ب "الحوض المقدس" الذي يعتقد انه موقع القدس القديمة خلال عهد الملك داوود والملك سليمان بحسب التوراة.
اما الان فهذه منطقة مكتظة بالفلسطينيين في الجزء الذي يحتله الكيان الصهيونى من المدينة منذ عام 1967، وضمتها اليها في خطوة غير معترف بها دوليا. وفي حال تنفيذ المشروع فانه سييثير غضب الفلسطينيين وقد يؤدي الى مواجهات عنيفة.
وذكر الاعلام الصهيوني ان خطة بناء المتنزه ستؤدي الى تجريف عشرات المنازل الفلسطينية التي بنيت بدون تراخيص والتي يعود تاريخ بعضها الى عقود مضت، على ان يتم تعويض اصحابها بمنحهم اعمال تجارية داخل المتنزه الجديد. واعربت الاممالمتحدة عن مخاوفها من الخطة. وقال ريتشارد ميرون المتحدث باسم روبرت سيري مبعوث الاممالمتحدة في الشرق الاوسط "اذا تبين صحة ذلك، فهو امر مثير للقلق الشديد. نحن نحاول تخفيف التوترات في الوقت الحاضر وليس تصعيدها".
واضاف لوكالة فرانس برس "مهما كانت النوايا وراء مثل هذا المشروع، على اسرائيل ان تفهم ان هدم منازل فلسطينية في القدسالشرقية يهدم الثقة ليس فقط مع الفلسطينيين ولكن، وبصراحة، على المستوى العالمي".
وفي اطار المشروع كان من المقرر ان يصدر بركات امرا بشرعية مبنى من سبع طوابق بناه مستوطنون يهود دون ترخيص عام 2004، في نفس الحي. وكانت محكمة صهيونية قد امرت باغلاق المبنى الشهر الماضي.
ويتعرض العديد من الفلسطينيين في القدسالشرقية لخطر هدم منازلهم بسبب بنائها او توسيعها دون الحصول على التراخيص الضرورية من السلطات الصهيونية والتي يعد الحصول عليها اشبه بالمستحيل.
ودعت العديد من الحكومات الغربية بما فيها الولاياتالمتحدة الكيان الصهيونى الى وقف مثل عمليات الهدم هذه لتجنب الحاق المزيد من الضرر بعملية السلام في الشرق الاوسط.
وقد اثار الاعلان عن هذا المشروع احتجاجا شديدا لدى السكان الفلسطينيين ومنظمات غير حكومية. وقالت منظمة "عير اميم" (مدينة لكل الشعوب)، الصهيونية غير الحكومية، ان المشروع "قد يشعل القدس".
وانتقدت حركة "السلام الان" الصهيونية خطة بركات وقالت في بيان لها ان بركات "يتصرف بطريقة غير مسئولة في واحدة من اكثر الاماكن حساسية في القدس. ويواصل كونه رئيس بلدية للمستوطنين فقط".
من ناحيتها قالت "مؤسسة الاقصى للوقف والتراث" ان خطط نير بركات تبرهن على أن "الاحتلال الاسرائيلي وبلديته ينفذون ويفرضون واقعا احتلاليا يسعون من خلاله الى طرد الفلسطينيين من القدس .. وتستهدف بشكل مباشر بلدة سلوان الحامية الجنوبية للمسجد الاقصى".
وحذرت المؤسسة من "تبعات ومخاطر هذه المخططات على القدس وعلى سلوان وعلى المسجد الاقصى المبارك". ويقيم حوالى 200 الف صهيوني في 12 حيا استيطانيا في القدسالشرقية حيث يعيش 270 الف فلسطيني.