قرر رئيس بلدية القدس نير بركات تأجيل الإعلان عن خطط لبناء متنزه أثرى فى أراض عربية بالمدينةالمحتلة، والذى يتطلب تنفيذه تجريف عشرات المنازل الفلسطينية. جاء القرار بعد تدخل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، للحيلولة دون إثارة احتجاجات دولية، وفيما صفت الحكومة الفلسطينية المقالة القرار بأنه «إعلان حرب المقدسات»، دعا مسؤول عربى بالكنيست الإسرائيلى اليسار الفلسطينى، لقيادة الانتفاضة الثالثة، معتبرا أن فتح وحماس لا تمثلان الشارع بسبب الخلافات بينهما. وفى خطوة توصف بأنها «مناورة» إسرائيلية لمواجهة الانتقادات الدولية، قال رئيس بلدية القدسالمحتلة: «طلب رئيس الوزراء الإسرائيلى منى التحدث والتفاوض مع السكان ووافقت بالطبع، وسأؤجل تقديم البرنامج إلى لجنة التخطيط فيما نواصل الحديث مع السكان». وكان بركات يعتزم الإعلان عن مشروع أطلق عليه «حديقة الملك» فى منطقة البستان فى حى سلوان الفلسطينى على مشارف البلدة القديمة. إلا أن نتنياهو قال إن المضى قدماً فى هذا المشروع الآن سيخدم «مصالح جماعات تريد التسبب فى خلافات وتظهر إسرائيل بصورة مشوهة داخل البلاد وخارجها». وتقول إسرائيل إن منطقة البستان هى جزء من ما يسمى «الحوض المقدس»، الذى يعتقد أنه موقع القدس القديمة خلال عهد الملك داوود والملك سليمان بحسب التوراة. أما الآن فهذه منطقة مكتظة بالفلسطينيين فى الجزء الذى تحتله إسرائيل من المدينة منذ عام 1967 وضمتها إليها فى خطوة غير معترف بها دولياً. وفيما أعربت الأممالمتحدة عن مخاوفها من الخطة، أعلن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية عن تقدير بلاده ل«تدخل رئيس نتنياهو لإرجاء العمل فى مشروع المتنزة الأثرى فى القدس». ووصفت الحكومة الفلسطينية المقالة فى غزة ما تقوم به إسرائيل من اعتداء على الآثار الإسلامية وما تبعه من مخطط للاعتداء على منازل الفلسطينيين فى القدسالمحتلة بأنه «إطلاق لحرب المقدسات»، ودعت الحكومة إلى «تكثيف الهبَّة الجماهيرية لحماية المقدسات الإسلامية». ودعا الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين بدوره «الأمة العربية وجماهير فلسطين خاصة إلى التصدى بكل الوسائل للاعتداءات الإسرائيلية»، كما دعا إلى تنظيم «انتفاضة ثالثة منطلقة هذه المرة من المسجد الإبراهيمى»، محذرا من عواقب الخطوة الإسرائيلية وتمريرها «فإن المسجد الأقصى هو الثانى مباشرة». من جانبه، لم يكتف النائب العربى فى الكنيست الإسرائيلى جمال زحالقة، فى ختام محاضرته فى معهد الدراسات الأفريقية والشرقية سواس فى لندن، بتوقع اندلاع انتفاضة ثالثة، بل اختار أن يضيف إلى التوقع تساؤلا من سيقود هذه الانتفاضة؟ وأجاب زحالقة فى تصريحات لموقع «بى بى سى» على الإنترنت، حيث اعتبر أن هناك فراغا فى النظام السياسى الفلسطينى، وأن أغلبية الشعب الفلسطينى لا تشعر أن القوتين الرئيسيتين فى الساحة السياسية، فتح وحماس، تمثلانه. وإزاء هذا الفراغ شدد زحالقة على أن «هذا الوضع يمثل فرصة تاريخية أمام قوى اليسار فى المجتمع الفلسطينى للانقضاضا، عليها لو امتلكت الإرادة السياسية». جاء ذلك فيما أصدر الشيخ الدكتور تيسير التميمى قاضى قضاة فلسطين، رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعى، فتوى بحرمة العمل فى الحفريات التى تجريها سلطات الاحتلال الإسرائيلية تحت مدينة القدس الرامية إلى تهويدها وهدم مبانيها وعمائرها التاريخية والأثرية بهدف طمس معالمها العربية والإسلامية وإلغاء هويتها الوطنية. وقال الدكتور التميمى «إن المسجد الأقصى المبارك بوصفه مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم يمثل جزءاً لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية، فأى عمل من شأنه تهديد هويته وبنيانه هو مساس بالعقيدة وطعن فى الدين ولا يجوز صدوره عن أى فلسطينى».