تقوم كوريا الجنوبية بإعداد خطة طارئة حال خروج اليونان من منطقة اليورو وهو ما يمكن أن يزيد من التقلبات المالية وذلك فى الوقت الذى اضطربت فيه أسهم سول على خلفية الأنباء التى تشير إلى أن اليونان صوتت ضد بنود خطة الإنقاذ. وقال تشوى هي-نام نائب وزير الشئون الدولية فى وزارة المالية -وفقا لوكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية-" نحن نعمل على خطة الطوارئ، حيث من المرجح أن يكون لخروج اليونان أثر كبير على أسواق الأسهم والعملات الأجنبية". ورفض أكثر من 60% من الناخبين اليونانيين طلب الدائنين باتخاذ تدابير تقشفية صارمة فى مقابل خطة إنقاذ اليوم الأحد، مما أثار المخاوف من خروج اليونان من منطقة اليورو، وجعل المستثمرين فى حالة اضطراب. ومع تصاعد المخاوف حول خروج اليونان تأثرت سوق الأوراق المالية فى كوريا الجنوبية اليوم، حيث انخفض مؤشر كوريا المركب لأسعار الأوراق المالية (كوسبي) بنسبة 2.4 %ة إلى 2053.93، وهو أكبر انخفاض يومى منذ ما يقرب من ثلاث سنوات. ووفقا لوكالة الإشراف المالى، فإن معاملات البنوك المحلية والمؤسسات غير المصرفية لليونان بلغت1.18مليار دولار حتى نهاية مارس الماضى، تمثل 1.3% من إجمالى الإقراض الدولى. وقالت إن سوق الأسهم الكورى الجنوبى من شأنه أن يتأثر من خروج اليونان من منطقة اليورو، على المدى القصير حيث أن السوق قد توقع الأمر مسبقا وعكس ذلك على الأسعار. على الصعيد ذاته دعا وزير المالية الفرنسى ميشيل سابان إلى عدم تخفيض التمويل من قبل البنك المركزى الأوروبى للبنوك اليونانية، معتبرا أنه على آثينا تقديم مقترحات بعد التصويت بالرفض على خطة الإنقاذ التى طرحتها المؤسسات الدائنة. وقال سابان- فى مقابلة اليوم الاثنين مع إذاعة أوروبا 1- "إنه لا يمكن خفض مستوى السيولة التى يوفرها البنك المركزى الأوروبى إلا أنه يتمتع باستقلالية ويعود إليه قرار الإبقاء على التمويل الطاريء للبنوك اليونانية التى على وشك الاختناق. وأضاف أن التصويت فى حد ذاته لا يحل شيئا، فبقاء أو خروج اليونان من منطقة اليورو مرهون بنوعية المفاوضات التى ستستأنف، مؤكدا أهمية المحادثات التى ستجرى مساء اليوم بباريس بين الرئيس فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل للتوصل إلى اتفاق بين اليونان والدائنين. واعتبر أن أوروبا تواجهها صعوبة ولكنها ليست فى ورطة مثلما هو الحال بالنسبة لليونان ولدى أوروبا حزمة من الأدوات ستثبت من خلالها قوتها وقدرتها على حماية نفسها. وكان اليونانيون قد رفضوا أمس الأحد بأغلبية كبيرة شروط خطة الإنقاذ، التى قدمها المقرضون (الاتحاد الأوروبي، صندوق النقد الدولي، البنك المركزى الأوروبي) فى تصويت يحمل خطر انهيار ماليا ويظهر تحديا يمكن أن يقسم أوروبا. من ناحية أخرى حذر رومانو برودى رئيس الاتحاد الاوروبى الاسبق, من مخاطر تباطؤ تقديم تسوية عاجلة للآزمة الاقتصادية لليونان, بما يهدد الكيان والتوافق الاوروبى فى إطار صيغة تحالف هشة. وأوضح " برودى" فى تصريحات صحفية , بأنه وفقا لرفض الاستفتاء اليونانى للضغوط الاوروبية , وعدم سعى المانيا لحسم الاختلاف , فأنه ليس هناك وقت للتباطؤ او التأخير, قبل إنفجار الذى سوف يتعرض له الاتحاد نتيجة ازمة اليونان , وفقدان الاتحاد الاوروبى الثقة لتواثق العلاقات الجماعية للآتحاد , داعيا الاتحاد إلى الاسراع من اجل التوصل إلى تسوية فى اليونان , والتخلى عن مفاهيم عتيقة لاتزال مسيطرة على القناعة الاوروبية , وترك الاحوال دون تسوية حاسمة لليونان والذى من شأنه تدمير التصميم الاوروبى من أجل دعم السلطة الاتحادية الاوروبية بحقيقة مؤكدة. وأضاف " برودى" أن غياب الدور الاوروبى سيفرض قوة خارجية من شأنها أن تجبرنا على تقديم تنازلات للولايات المتحدة والصين على حد سواء.