انتفض المواطنون الفلسطينيون في محافظة الخليل بجنوب الضفة الغربيةالمحتلة احتجاجاً على قرار الاحتلال الصهيوني ضم المسجد الإبراهيمي لقائمة ما يسمى "التراث اليهودي"، وذلك في بالتزامن مع الذكرى ال 16 لمجزرة الحرم الإبراهيمي، التي ارتكبها الإرهابي باروخ غولدشتاين ضد المصلين وهم ساجدون في صلاة الفجر، وأسفرت في حينه عن استشهاد تسعة وعشرين فلسطينياً. فقد خرج المواطنون بصورة عفوية، وبالرغم من الانتشار الأمني المكثف لميليشيا عباس، وبدؤوا برجم قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة، مرجعين إلى الذاكرة انتفاضة الحجارة، الأمر الذي أسفر عن إصابة ستة مواطنين فلسطينيين بجراح وحالات اختناق شديد بعد ظهر اليوم الخميس، وهي مواجهات متواصلة لليوم الرابع على التوالي.
وأكد شهود عيان إصابة ستة مواطنين بجراح، بينهم فتيين بجراح إحداهما متوسطة بالرصاص المطاطي، وأربعة فتيات بحالات اختناق وإغماء شديدة، واعتقل الاحتلال أربعة فتية خلال تواجدهم في ساحة المواجهات.
إجراءات استفزازية
وذكر الشهود أن غالبية الإصابات تم معالجتها ميدانياً، فيما نقل المصابون الستة إلى مستشفى "محمد علي المحتسب" قرب مفرق طارق بن زياد، عرف منهم: الشقيقتين، تحرير (5 سنوات) وبراء كامل جابر (10 عاماً)، والشقيقتين سعاد (8 سنوات) ونغم طالب جابر (7 سنوات) .
ودارت المواجهات بين عشرات الفتية وطلبة المدارس وجنود الاحتلال قرب الحرم الإبراهيمي، وجبل جوهر وطلعة التكروري. وذكر مواطنون أن هناك تواجداً مكثفاً وإجراءات عسكرية استفزازية نفذها جنود الاحتلال في محيط الحرم الإبراهيمي، الذين اعتلوا أسطح بعض المنازل فيها، عرف من أصحابها عبد المطلب أبو سنينة.
وفي سياق متصل؛ قمعت قوات الاحتلال مسيرة جماهيرية وصلت إلى مدخل البلدة القديمة احتجاجاً على استمرار إغلاقها وقرار ضم الحرم الإبراهيمي للآثار اليهودية، وأطلقت على المسيرة عشرات قنابل الغاز السام والصوت، ما تسبب بإصابة العشرات بالاختناق.
غازات مسيلة للدموع
وتزامنت المسيرة مع مسيرات مماثلة نظمت في 25 مدينة وعاصمة دولية متفرقة، تمت بدعوة من تجمع "شباب ضد الاستيطان".
وشارك في المسيرة عدد من النواب الفلسطينيين بينهم مصطفى البرغوثي، والنواب العرب بالكنيست الصهيوني أبرزهم محمد بركة، ونشطاء أجانب. كما اعتدى جنود الاحتلال بالضرب على المصور الصحفي ناصر الشيوخي بعد احتجازه لأكثر من ساعة، وأصيب المصور الصحفي عبد الغني النتشة بالإغماء جراء استنشاقه للغاز المسيل للدموع.
وكان جيش الاحتلال الصهيوني قد أعلن عن حالة التأهب في صفوف قواته، وذلك بالتزامن مع الذكرى السادسة عشر لمجزرة الحرم الإبراهيمي، التي تُصادف اليوم الخميس (25/2)، وذلك بالتزامن مع مواجهات في مدينة الخليل متواصلة لليوم الرابع على التوالي احتجاجاً على ضم المسجد الإبراهيمي لقائمة ما يسمى "المواقع الأثرية اليهودية".
دعوة لانتفاضة شعبية عامة
ودعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الشعب الفلسطيني المجاهد والأمتين العربية والإسلامية إلى دعم أهالي مدينتَي الخليل والقدس المحتلتين، الذين يتصدون لجيش الاحتلال وقطعان المغتصبين بصدورهم العارية، إطلاقًا لشرارة انتفاضة شعبية في وجه الاحتلال الصهيوني للدفاع عن المقدسات، وحماية للأرض المستباحة من المغتصبين، وحماية للفلسطينيين الذين يتعرَّضون للقتل والاعتقال والتنكيل من قبل الصهاينة وميليشيا عباس - دايتون.
وأكدت الحركة، في بيانٍ لها اليوم الخميس (25-2)، بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لمجزرة الحرم الإبراهيمي، والتي راح ضحيتها 29 شهيدًا وأصيب فيها العشرات من المواطنين الذين كانوا سجودًا بين يدي الله تعالى في صلاة الفجر؛ إثر إطلاق مغتصب صهيوني النار صوبهم- أن الاتفاقيات الاستسلامية لفريق "أوسلو" التي أقرَّت ما وصف ب"التقاسم" في المدينة، قد منحت المغتصبين المعتدين إطارًا ومظلة للتحرُّك في استهداف المدينة والحرم الإبراهيمي. رسالة تحذير
ووجهت "حماس" رسالة تحذير إلى الاحتلال من التمادي في مخطَّطاته "الاستيطانية" والتهويدية للمقدسات والأرض الفلسطينية، داعية في الوقت ذاته سلطة رام الله والميليشيا التابعة لها إلى التوقف عن لعب دور الحامي للاحتلال، وإلى إطلاق سراج المجاهدين المعتقلين في سجونها ليأخذوا دورهم في إلجام الاحتلال، والدفاع عن المقدسات التي تتعرَّض للتدنيس والتهويد.
وطالبت حركة "حماس" القادة العرب والقمة العربية التي ستنعقد في العاصمة الليبية طرابلس بأن يتخذوا مواقف وقرارات حاسمة في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته، والتحرُّك بجدية في المحافل الدولية لإلجام مخططات الاحتلال الرامية إلى مصادرة الأرض وتهويد المقدسات.