داخل الزنزازين رمضان وغير رمضان سواء، بل أن معاناة المساجين تزيد في الشهر الكريم، فلا تهوية تعين الصائمين على الصيام وقائمة الممنوعات مما يحتاجونه للإفطار تمتد بحسب ما روى بعض أقارب المسجونين. المعاناة لا تقتصر على المساجين فحسب فتطول أيضًا ذويهم الذين يأتون من الصباح الباكر ليلحقوا التسجيل، وينتظرون وقتا طويلا في الشمس من أجل زيارة لا تتعدى ال10 دقائق في مواعيد لا تناسب مواعيد السحور والإفطار. وتصف هند القهوجى، شقيقة المعتقل لؤى القهوجى، أجواء السجن في شهر رمضان بأنه لا يشهد تغييرا، فالأيام تشبه بعضها البعض، ويظل السجن سجنا بحد تعبيرها. في حديثها ل"مصر العربية" تشير هند إلى أنه بالرغم من ارتفاع درجة الحرارة في رمضان هذا العام، مازالت إدارة سجن برج العرب ترفض دخول المراوح للعنابر والزنازين التى يحضرها أهالى المعتقلين، مضيفة:" بالداخل لا يوجد أى مظهر من مظاهر رمضان، فقط سجن". “التمر ممنوع"، هكذا اكتشفت هند، عندما حاولت إدخاله إلى زوجها وشقيقها المعتقلين وقوبلت محاولتها بالرفض، فإدارة السجن طالبت الأهالى بنزع "النواة" منه شرطا لإدخاله. العصائر ممنوعة أيضا من الدخول كما تروي هند، فالعصائر المعلبة لابد من شرائها من داخل السجن. "زينة رمضان" تضاف إلى قائمة الممنوعات بدعوى أنه سجن"، كما تشكو هند من عدم تغيير مواعيد الزيارات التي لا تستغرق أكثر من 10 دقائق. تكمل مى قهوجى، شقيقته الأخرى، أن رحلة الزيارة تبدأ فى الخامسة فجرا، للموجودين داخل الإسكندرية، ولكن من خارجها عليهم تناول طعام السحور فى الطريق، لأن التسجيل للزيارة ينتهى فى العاشرة والنصف صباحا. وتوضح مي أن الوضع لم يختلف فى رمضان للأحسن، فكل ماهو ممنوع مازال ممنوعا، وربما لا تتوقف حالات التكدير للمساجين. الأقسام عذاب إسلام عرابى، شقيق أحمد عرابى، المعتقل على خلفية قضية مسيرة الاتحادية، يضيف بعدا آخر لمعاناة ذوي المعتقلين فى رمضان، لإجبارهم على الانتظار ساعات قبل الزيارة فى الشمس، فضلا عن المعاملة السيئة كما يقول. ويؤكد عرابي أن مدة الزيارة لا تتجاوز 10 دقائق، على الرغم من أن المدة القانونية 45 دقيقة، مشيرا إلى أن الزيارة الأولى تنتهى الساعة 2 ظهرا، بينما تنتهى الثانية 6 مساء قبيل موعد الإفطار، ويرفض الضباط دوما طلبات الأهالى بتناول الإفطار مع أبنائهم. الحياة داخل الزنزانة يلخصها إسلام في أنها تبدأ فى التاسعة صباحا بفتح الزنازين للخروج ساعة للتريض، لتغلق عليهم مرة أخرى فى ال10 صباحا، حتى اليوم التالى. كان إسلام من ضمن المتهمين فى القضية، ولكنه حصل على البراءة، واحتجز طوال فترة حبسه داخل قسم شرطة مصر الجديدة، وقضى رمضان العام الماضى بداخله، قائلا :” الوضع داخل السجون رحمة عن الأقسام فى رمضان"، مبينا أنه فى السجن يسمح لهم بالخروج ساعة، لكن داخل القسم الزنزانة صغيرة، يصل عدد من فيها إلى 40 محتجزا أحيانا، فكان يجبر على الوقوف وقتا طويلا وهو صائما فى بعض ليتسع المكان للجميع. كانت أسرة إسلام تتمكن من إدخال الطعام له مرة كل يومين، ولكن فى بعض الأحيان لا يدخل :”على حسب الظابط الموجود"، على حد قوله وتقول زوجة الدكتور يحيى عبد الشافى، المعتقل على خلفية قضية مجلس الشورى، إنها ذهبت للزيارة قبل رمضان بأسبوع ومنعوا دخول "البلح"، بدون إبداء أى أسباب، لكن مع بداية رمضان بدأ تخفيف الممنوعات.